السبت، 19 سبتمبر 2020

على شُرفة ذكرى/خاطرة

 على شُرفة ذكرى..(خاطرة)


بقلم الروائي: محمد فتحي المقداد 


- سيّدتي.. أرتالُ الحزن تُباغتني، وربّما أوشَكْتُ على البكاء.. يومي مُزدحمٌ  بأسبابه. 

- ردّدتْ صدى نحيبي: على فكرة.. منذُ صحوتي مع الشروق، ورغبةٌ عارمة تستدِرُّ دموعي. 

-سيّدتي أرجوكِ: لا وقت لدي للتفكير.. يشغلني..!! من سيوقد لي الشموع؟. 

- لتخرجَني من استغراقي، أجفلني صراخها:  الجميع بانتظار نكشة لينفجر، وأتفهّمُ خصوصيّة أحاسيسكَ. 

 - ولكن، أين سأوقدها؟. يا سيدتي 

 - أوقدها في قلبكَ.. ولا تنتظر أحدًا.. فإن لم يُسعِد أحدنا نفسه، فلا ينتظر السعادة على طبق ذهبيّ يُقدّم له مجّانًا.

- بصراحة كالشّمش.. لا مِراء فيها: لا أجدُ وقتًا.. أوْقِديها.. هيّا.. ماذا تنتظرين..!؟. 

- سأفعلُ من أجلكَ.. وتستحقّ ألف شمعة.. 

- ألفٌ فقط..!!. فأنا روائيٌّ أحتاجُ شموعَ الكون أجمع، عَلّها تضيء جُزءًا من مُحيطات عتمتي. 

- أوووه..!!  بكلّ الضوء الذي فيك لا تحتاج سوى أن تُغمض عينيك، لترى. 

- مشاعرُ حروفي الحبيسة تتناهبني. 

- شُعوركَ الذي ينتابك هو تدفّق لبعض الإبداع، أعرف أنّ علماء النّقد يقولون: "ان الكاتب المبدع تنتابه أحوال غريبة، وكأنه شخص آخر.

- وكأنّكِ تُطلقين سهام الإيهام على دموعي بجنون. 

- لا أبدًا.. أبدًا، بل من كان الياسمين موطنه؛ فلتكن سماؤه قاربَ الإحساس المُبحر على جناح الكلمة، مؤكّدٌ أنّه سيرسو على ضفاف النّورِ. 

- أهكذا إذن..!!؟. 

-نعم هو النّور داخلكَ، كمجرّة بسبع شموس.. يفردُ أجنحةً حانية في فضاءات الرّوح، لأنّه حتماً.. يشبهك تمامًا.

_______ 

عمّان - الأردنّ 

 ٢٠٢٠/٩/١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق