صديقي العزيز ابو غانم..
آن لسورية أن تستفيق مجددا. ما تفضلت به لا أختلف معه على مؤدياته. لكن المبرر في ذهني كقارئ ان الدكتاتوريّات منذ ١٩٥٨ يعني بداية الوحدة مع مصر.. وجر سورية إلى مستنقع الحكم العسكري ونجاحه بقفز العسكريين على الحياة المدنية، والاستحواذ على مقدراتها، وبناء امبراطوريات لهم، ولحماية مصالحهم الناشئة التي اعتبروها امتيازات لهم، عليهم الأخذ بكل الأسباب لصيانتها والمحافظة عليها، من خلال بناء جديد لامبراطوريات مخابراتية اعتبارا من إمبراطورية عبد الحميد السراج.. وصولا إلى لحظة كتابة هذه الكلمات، استلزم تفتيت المنظومة الاجتماعية المتماسكة نوعا ما، وتجنيد العملاء والمخبرين، وزرع الخوف على نطاقات واسعة، جعلت من المجتمع قطيعا تجمعه غريزة القطيع، ومهمته التصفيق والتأييد، أمام الكاميرا للإعلام الخارجي، نشأت الطفيلية الانتهازية في سبيل المكاسب من خلال التزلف لرجال السلطة وحراسها، وعلى مدار السنوات الطويلة لم يعد بالإمكان خروج قيادات قادرة على تشكيل حالة يُعول عليها. لذلك المعارضة جاءت نسخة مشوهة عن النظام.. في الانتهازية.. الكذب.. كيل الاتهامات.. التخوين للآخربن.. لذلك لو تأملت فساد الأكثرية منهم لعرفت أن تربيتهم الأساسية كانت في أكناف النظام كمخبرين وموظفين أمنيين. ولما تضاربت مصالحهم مع سيدهم انشقوا.. وصاروا معارضة.. هنا مربط الفرس.. تحياتي لك وتقديري صديقى العزيز