الثلاثاء، 5 مارس 2024

إضاءة كتاب برقعد

 

التعدد الدَّلالي في كتاب

"برقعد" للروائي "محمد إقبال حرب". لبنان

بقلم. محمد فتحي المقداد. سوريا

مع كلّ عنوان مُنجَزٍ؛ تتجدَّد اِحْتفاليَّة الثَّقافة والمعرفة، بما يُضيفه للمكتبة العربيَّة، ويُعدُّ مَنجَمًا زاخرًا بأشكالٍ معرفيَّةٍ عديدةِ، منها العلميَّة والأدبيَّة والسياسيّة.. إلخ. وهو ما لامَسَتُ بعضًا من جوانبه عند الأديب "محمد إقبال حرب". عرفته بكتاباته الأدبيَّة مُتنقِّلًا ما بين الشِّعر والرِّواية والقصَّة القصيرة والقصيرة جدًا، ومُؤخًّرًا خرج علينا بكتاب "برقعد" كلمة عربيَّة غريبة، ويبدو أنَّه نَحَتَها، وكيَّفها؛ لتُصبح عنوانًا لافتًا، مُحيِّرًا لمن أراد تفسيره.

ولا يتأتّى للقارئ اِسْتكناه المصطلَح مهما تعدَّدت معارفه إلَّا بتفسير الكاتب؛ ففيها ما يفتح الباب أمام القارئ على مِصراعيْه؛ لرؤية بعيدة المنظور في سَبْر أعماق اللَّغة العربيَّة، واِسْتكشاف أغوارها الغائصة في دلالات من الصَّعب الإحاطة بها جميعًا؛ وبتتبُّع موادِّ الكتاب "برقعد"، والوقوف على ناصية الخاطرة ذات الرَّقم مئة وثلاث وستِّين من الكتاب: ("كُن برقعد" أي بَرْقًا ورعدًا! فمن سمات البرق أن يملأ الفضاء نورًا ويكشح الظلام، ومن سمات الرعد، الزمجرة، هنا الزمجرة بصوت الحرية والكرامة الإنسانية، ورفع الصوت المدوّي التماسا للتحرر من مختلف أنواع العبوديات، وما أكثرها في أيامنا هذه، حيث يُنكّل باللبنانيين ويُسامون جميع أنواع القهر والعذاب ولأهمية هذه الدعوة "كُن برقعد").

ليس ببعيد على الكاتب المُثقَّف، بتساؤل بسيط، كيف يُصبح الإنسان كاتبًا، إذا لم يكُن مُثقَّفًا عارفًا بما سيكتبه..!!. والكتاب الذي بين أيدينا يُصنَّف في أدب الخواطر القديم المًتجدَّد، وبتدقيق بسيط في العبارات المُحكمة الواردة، لهي خير دليل على ثقافة الكاتب الوازنة بأحمالها المعرفيَّة، المُستخلَصة من دروس الحياة وخبراته، فهي واعية بتأشيرها الدَّقيق على نقطة أو أكثر، ونتيجة منطقيَّة بعد مرحلة حياتيَّة حافلة، كوَّنت رؤى "محمد إقبال حرب" الخاصَّة بتشكيل نمطه التفكيريِّ بأبعاده العقلانيَّة والفلسفيَّة.

وبمقاربة فكرة الخاطرة بأبعادها الفكريَّة والأدبيَّة المبنيَّة على مُقاربات ربَّما تتقارب أو تتباعد مع تعريفات مماثلة تختلف بآراء من عرَّفوها بكثير أو بقليل؛ فقد عرَّفتها موسوعة الويكيبيديا(الخاطرة من الأنواع النثرية الحديثة التي نشأت في حجر الصحافة ولكنها تختلف عن عدة وجوده: فالخاطرة ليست فكرة ناضجة وليدة زمن بعيد ولكنها فكرة طارئة. وليست فكرة تعرض من كل الوجوه بل هي مجرد لمحة. هي مقال قصير يخلو من كثرة التفصيلات يعرض فيها الكاتب فكرة حول موضوع ما، ذاتياً أو موضوعياً).

فما يخطر على في بال الكاتب هو خاطر مُنتَج عاطفته، إذا اِهْتاجت أحساسيه، واِلْتهبت خيالاته بجُموحٍ مُثيرٍ؛ تجعل خفقان القلب المَشُوق حُرقة لموقف ما،  أو على ذاك الموقف المُشابه لحالته تلك.

في العصر العبّاسيِّ تتضح معالم أدب الخواطر في كتاب "رسائل" عبد الحميد الكاتب مؤسس هذا الفنّ الأدبيّ المُرتكِز على مراسلاته للكُتَّاب، ورسائله بوصف الصَّيد وغيرها من المواضيع، ويُعتبَر كتاب "صيد الخاطر. للإمام ابن الحوزي" هو من أجود وأنفع مؤلفات كتب القرن السادس الهجريِّ، في جميع الآداب الاجتماعية والدينيَّة السُّلوكيَّة والتربويَّة.

كما أنَّ العالم "ابن جنيِّ" اللَّقب الذي اشتُهر به "أبو الفتح عثمان" اتَّخذ تسمية "الخاطريات" لأحد كتبه الذي يعتني بالمسائل اللَّغويَّة واللِّسانيَّة.

وعلى سبيل المثل فقد اطَّلعتُ على بعض من  كتب الخواطر، وأشهرها على الإطلاق كتاب "من وحي القلم. مصطفى صادق الرّافعي"، وكتاب "هكذا علَّمتني الحياة. للدكتور مصطفى السِّباعي"، وكتاب "كتاب "خواطر. الدكتور طه حسين". وغيرها الكثير من المؤلَّفات في هذا المضمار الأدبيِّ. وقد كان لكتاب "أقوال غير مأثورة. محمد فتحي المقداد" نصيب المُشاركة في هذا المضمار الأدبيِّ الجليل الواسع باتِّجاهاته وتوجُّهاته.

ومن دلالة الخاطرة السَّابقة فيما يخصُّ تفسير الكاتب لفكرة العنوان: "من سمات البرق أن يملأ الفضاء نورًا ويكشح الظلام، ومن سمات الرعد، الزمجرة، هنا الزمجرة بصوت الحرية والكرامة الإنسانية، ورفع الصوت المدوّي التماسا للتحرر من مختلف أنواع العبوديات". وبالاستناد لهذا يمكن استخلاص بعضًا من محاور الدلالات.

وبداية نتوقَّف عند قضيَّة الظلم والاستبداد السياسيِّ والدكتاتوريَّات، التي عانت منها البشريَّة عبر تاريخها الطَّويل، ونضالها التحرُّري المُقاوم في سيبل الخلاص والنُّزوع إلى الحريَّة. ونتلمَّس مجموعة من الخواطر الواردة في كتاب "برقعد":

-"أعمارنا قصيرة والحاكم ينهش أطرافها".

-" في معبد الحاكم شموع من بشر، عمدانها أجساد وفتائلها رقاب!"

-"أيها الحاكم ستستمر الحياة من دونك عندما ترحل، فكن مطمئنا".

-"أفيقوا، رحمكم الله.. قد أشرقت شمس هذه الدعوة إلى استفاقة النيام من سباتهم العميق، بل من قبيل تحريضهم على استعادة حريتهم المهدورة. ولا بد لهؤلاء النيام المستعبدين أن يُحطّموا أغلالهم، في رحاب الحرية، التي أشرقت شمسها، وذلك بعد طول أسر!".

-"يمرح الذئب المفترس، عندما تُصفّقُ له الكلاب الضالة، كحال زعماء أمتنا".
أما الدلالة الأعظم هي المحراب الإنسانيُّ عمومًا، الشَّامل لجميع دروب التواصل والتراحم والعطاء على محمل من الوئام والسَّلام، والتواصل البنّاء الذي يخدم المصلحة العامَّة، ونبذ الأنانيَّة الشخصيَّة والمصالح والمنافع الضيِّقة: ومما ورد في هذا الخصوص كشفًا للحقائق المخفيَّة خلف ظواهر الطِّباع البشريَّة:

-"أيها الإنسان من أجل قلبك الأبيض عشقتُ ألوانكَ الأخرى".

-"أنادم الليل، وأتحاشى البشر. موسومٌ برذيلة عشق القمر".

-"ضعيف الحُجَّة سلاحه الغدر".

-"دروب الدهشة تصفع الوجدان بصوت الحقيقة".

-"قداسة دموعك قدر جراحاتك".

-"رغيف الشوق ينضج في مخبَر الغربة".

-"لم يحزن عليها يوم رحلت، فقد بكاها كثيرًا يوم دفنها في قلبه".

-"ضمور الشوق أمات رجع  الصّدى".

-"نواميس الشرّ تبثّ السمَّ الزّعاف مُعطّرًا بذكر الله".

وفي رحاب طائفة أخرى من خواطر الكتاب؛ نلحظُ فيها التساؤلات الباطنيَّة عن القلق الوجوديِّ عُمومًا، هذا الأمر الذي يُساور ويستوطن دواخل جميع البشر بلا تحديد:

-"كلّما سكنتُ إلى نفسي تساءلتُ  إن كان لوجودي مكان أو لمكاني وجود".

-"ما زلتُ أتساءل عن مفارقة أرقى المخلوقات، يدّعي السّلام، ويقتات على بني جنسه".

-"بين البداية والنهاية أسكُنُ جسدًا لا يُشاركني فيه سواكِ".

-"ويلٌ لأمّة تتوضّأ بدماء أبنائها؛ لتُصلّي صلاة الشّكر".

-"أعيشُ في ظلّ طغيان، أتنفّسُ عفانة زريبته رُغمًا عن شمس الحرية".

-"لا أتغيَّر مع المكان، لكنّ المكان يتغيّر لأجلي، ذلك هو الفارق".

هذه الاقتباسات من كتاب "برقعد" كانت على سبيل المثال لا الحصر، ليست بحاجة لتفسير وشروحات لكيلا ينخدش بهاؤها، وتبقى زاهية مفتوحة على عوالم من تأويلات كلِّ قارئ على حِدَة؛ أوردتُها لتدعيم فكرة عنوان المقال، وللإشارة للعديد من مسارب ومداخل الكتاب، وللتدليل على عمق ثقافة ورؤى "محمد إقبال حرب"، جميعها جاءت نتيجة طبيعيَّة لخبرته وتجاربه الحياتيَّة. وفي كتابه  هناك الدلالات الروحيَّة وعلاقة الإنسان بالخالق، والدلالات الاجتماعيَّة.

أدب الخواطر انتقالات سريعة بين فكرة وأخرى، وبسرعة الومض بين مكان وآخر، وزمن زمن حاضر أو ماضٍ أو مستقبل. والكتاب علامة فارقة بأسلوبه ولغته، أوصي بالعناية به من خلال جلسات الحوار والنِّقاش لتجلية الأفكار، وتتبُّع أبعادها الإصلاحيَّة على كافَّة المُستويات الحياتيَّة.

أمسية منتدى الجياد

 

أمسية نادي الجياد الثقافي

يتشرف منتدى الجياد للثقافة والتنمية بدعوتكم لحضور فعالية ( المقاومة فكر ومنهج)

المشاركون: الشاعرة ايمان العمري// الشاعر حسين الترك// الشاعر غسان التهتموني// الشاعر نضال الرفاعي// إدارة الأديب محمد فتحي  المقداد

يوم الأربعاء 2024/3/6 الساعة 7:30 مساء في مقر نادي الفنانين شارع الجامعة خلف المنقل.


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأفضل الصلاة والتسليم على سيد المرسلين الهاشميّ الأمين. وبعد: أنا محمد فتحي المقداد. لا يهمّ إن كنتُ سوريًا أو أردنيًا، عراقيًا أو مصريًا. أنا عربيٌ وكفى.

"أنا العربيُّ تُلهمني الرَّزايا// وتنبثِقُ العُروبة من جراحي

أطلَّ الفجرُ يا بُصرى فعودي// فقد لاحت تباشير الصّباح".

الشاعر عيسى عصفور.

من هناك. من رحاب" بُصرى"  موطئ قدم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ومن ساحة "الرّاهب بحيرا" جئت ومن هناك إلى هنا موطني. ها أنا بينكم لإدارة هذه الأمسية الجياديّة تحت عنوان (المقاومة فكر ومنهج):

لمّا سُئل. د. "علي عقلة عرسان" الرئيس العام لاتحاد الكتاب العرب، قُبيل الألفية بقليل من أحد الصحفيين، إبان محادثات مدريد للسلام: (ما هو موقفكَ فيما لقد عقدت دولتكم السورية معاهدة صلح مع إسرائيل؟). أجاب: (سأعمل على بناء جبهة داخلية من الكتاب والشعراء والمثقفين، تكون عصية على التطبيع والاختراق). أي أن هذه الطبقة من المجتمعات كافة هي حاملة لواء الوعي، وقادرة على توجيه الرأي العام تجاه قضايا الوطن والأمة. ويعتبر الأديب "غسَّان كنفاني" هو رائد ومبتكر مصطلح "أدب المقاومة"، وهو من قالت "جولدا مائير: بعد اغتياله: (اليوم تخلَّصْنا من لواءٍ فكريٍّ مُسلَّح)، وروايته "عائد إلى حيفا" كانت وراء اغتياله، وقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح، ويُعتَبر إلى جانب "محمود درويش" و"سميح القاسم" و "فدوى طوقان" من أبرز شعراء المقاومة. ومع تقادم الزمان لم تفقِد الكلمة أهميَّتها، وما زالت الكلمة الأولى في المقام الأوَّل للشُّعراء، والصُّفوف بمقاعدها الأولى تُحجَز لهم؛ فهم طليعة الأدباء بلا منازع. وبذلك اتَّضحت فكرة "المقاومة فكر ومنهج". فكرٌ ثابتٌ؛ لتأصيلها، وتأطيرها بمنهج يرسم معالم الدَّرب للحاضر والمستقبل. والمقاومة بقاء وتجذر وبناء، وفي فلسطين تاريخ حافل للمقاومة في مقارعة العدو الصهيوني بلا كلل أو ملل، تضحيات عظيمة، كأنها شيك مفتوح من أجل فلسطين، ونحن على نتهيّا لاستقبال رمضان بقلوبنا المُدماة على أهل غزّة يصارعون من أجل البقاء. يتعالون على جراحاتهم وآلامهم بصمودهم المُشرّف. نسأل الله الفرج القريب لهم.

منتدى الجياد للثقافة والتنمية: الذي تأسس عام 2015 في الأردن يقوم على مبادئ الفكر والحوار الهادئ والهادف، حيث يؤسس إلى قاعدة ثقافية عربية تهتم بالمنتج الفكري والابداعي في جميع الأجناس الأدبية. نحيي جميعًا هذا الخط الواضح والمعلن للجياد، والشكر موصول لمؤسسه الأستاذ سامر المعاني. الشعر شقاء الشعراء بأفكارهم. فهل يجوز لنا الاستمتاع بشقائهم؟.

سيكون معنا على مدار ساعة كاملة نستمع فيها لأربعة شعراء سيكون ظهورهم على التوالي حسب ترتيب أسمائهم على الإعلان: (الشاعرة إيمان العمري// الشاعر حسين الترك// الشاعر غسان التهتموني// الشاعر نضال الرفاعي). أما وقت التقديم سيكون منحة منكم حتى نعطي الفرصة للشعراء للتحليق بنا.

الفارسة الأولى. الشاعرة إيمان العمري:

 درويشةٌ في نَقْلِ أسرارِ الهَوَى// سَكْرَى، ورُوحي في سَمَا الألوانِ// ما أكذَبَ الشُّعراء لولا صِدقِهم// في كلِّ مُعتَركٍ مع الشَّيْطانِ!!.

...

ليس فينا نبيّ// وما من هُدْهُدٍ يخبرُنا عن غيبٍ قادم!// ولا عصا نهشُّ بها على أحلامنا الغائبة// هل شاخَ الزَّمان، واقتربت ساعتُنا؟// أمْ أنَّ كلَّ هذا الموتُ// يُنذِر بيقظتنا ؟// يااااااكُلَّ هذا القلق!!!

 

 

 الإصدارات الأدبية والشعرية الملتزمة منها:

"أتوضأ بالندى"، و"سجدة" بالإضافة إلى ديوان "أرواح عابرة"

 

 

 

 

 

 

 

الفارس الثاني. الشاعر حسين أحمد الترك:

كأنَّ الشَّمسَ في وجهي فلا أُبْصِر// يجوعُ الجُرحُ في قلبي فلا أقْدِر، ولنْ أُنكِر.

...

وجعي تجدَّدَ، واِسْتفاقَ السَّاقي // والهَمُّ كأسٌ ليس فيه بواقي

ما عُدْتُ أعرفُ كيف أرسُمُ بسمةً// أو كيفَ أمحُو دمعةَ الأحْداقِ

...

يموتُ النَّبضُ. يشتَعِلُ السُّكُوت // وأُدرِكُ أنَّنا حتمًا نموت

كبِذْرٍ جَفَّ يُخلَقُ من جديد // فبردُ النَّار أمْ أَنْجاهُ حوت

لقب بشاعر الجامعات// جوائز المواسم الثقافية للعديد من الجامعات//عضو رابطة الكتاب الأردنيين// عضوية العديد من الهيئات الثقافية المحلية والعربية// ماجستير علوم مالية ومصرفية// مدير بنك الاتحاد عجلون

مؤلفات  الشاعر حسين الترك:

*مجلس الموت// امطار في صحراء الحب// مجنون ملينوس// اوراق شابة

رسائل وجدانية// حياتي جميلة بعد الموت// السير على قعر المحيط

 

 

 

الفارس الثالث. الشاعر غسان التهتموني:

"هل أتاك حديثُ" (وائل) // أم أنتَ في شكٍّ من الشُّهداءِ//قد عَرَجوا مَصَاطِبَهم على كِسَرٍ من الأحلام// إذ طارت مَبَاسِمَهُم مشاعلْ//كَمْ دَوَّنوا للشُّرْفةِ القُصوى حِكايَتَهُم// وصاروا// يا منازل في منازلْ// كم عِبرةً سَقَفَتْ مَسَاكِبَهُم// وكم موجَةٍ ساقَتْ لِعَرضِ البحر غُرْبَتَهُم//  وخطّوا مَركِباً للشَّهْد هاطِلُ.

..

"هلْ أتاكَ حديثُ" (وائل)// والقلبُ يصهلُ في خُطاه// ويرتقي بِجِهاتِه وطنٌ// يرُجُّ النَّبضَ والفعلَ المُقاتِل// مِيدِي أيا ساحاتُ كُونِي للخَلَاص مناسكًا// واُهْتُفي بلسانِ قَلبِكِ كاِخْضرار الحُلُم// أنَّ الشَّكَّ زائل// لا فأدَ من خَبَرٍ تُقاسِمُه الدُّموعُ// وتحتفي بالبُنِّ تَغْمِسُهُ// فطالَ صَمْتُكَ دون طائِل.

  المجموعات الشعرية:

عصفور ليديك// عشب في جرارك// خارج أسفار اللوم// ما كنت نسيا// هناك العديد من المخطوطات الشعرية. بالإضافة إلى عدد من القراءات النقدية

 

 

 

الفارس الرابع. الشاعر نضال الرفاعي;

يا غُصَيْنَ التُّوتِ أشعلتَ الحنينا/هذه الأفنانُ مجدًا يرتوينا/يا وريد الجَذْر عانقتَ عَرَارًا/فاحْتَشَتْ أزهارُكَ الثَّكلى جَنينًا/إنْ هَززْتَ الجِذْعَ نِلْتَ المجدَ سِحْرٍا/شُهُبٌ تأتيكَ نورًا ينتشيا/فاِسْترِحْ في الأرجاء تَنْعُمُ/في نسيمٍ هَبَّ عِطْرًا ياسمينا.

...

حسبي من الشِّعْرِ أنَّ الشِّعرَ  لي شَرفٌ// وحسبُ شِعْري أنَّ المجدَ شَرَّفَه

ما كنتُ بائِعَهُ مَدْحًا ولا كَذِبًا// ولا شَرَيتُ بمالِ القَهْرِ أحرُفَه

لوَّنتُ من تُربَة الأوطان لَوْحَتَه// واِخْترتُ من سُمْرَتي لَوْنًا لأعرفَه

 

 الشاعر نضال فارس الرفاعي:

-حصل على شهادة البكالوريوس في الإرشاد والصحة النفسية من الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٠//عُرف بالانحياز للأرض والإنسان، وتبنَّى قضايا الوطن والأمة في الكثير من أشعاره// شارك في ديوان (تراتيل الرحيل) في رثاء شهداء البحر الميت بقصيدته (موتٌ مالح )// صدر له ديوان في الشعر العمودي ( فوضى الحروف )// له ديوان قيد الطبع في الشعر العمودي بعنوان ( ملح وندى )

- شارك في تحكيم بعض المسابقات في الشعر الفصيح على مستوى الوطن.

-  شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية.

الخاتمة;

وقبل الوداع سأخبركم بأمنية طالما راودتني؛ فلو استطعتُ أن أكون شاعرًا، لوقفتُ على "تل إربد" كما وقف "عرار"، ويمّمتُ وجهي "تلّ شيحانا"، لأكتب قصيدة علّها تُشبه "عمّان أرخت جدائلها" للشّاعر "حيدر محمود"، والتي شَدَتْ بها ذات الصّوت الرّخيم "نجاة الصغيرة" وألحان "جميل العاص".

ثمّ لأتمثّل شاعر الرندلي "سعيد عقل" حينما سطّر خالدته"أردنُّ أهل العزم". التي لحّنها موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، وغنتها "فيروز". ولو كنتُ شاعرًا فسأبقى أتهجّى ما بقي لي من عمُرٍ "يا سيّدي أسعف فمي"، بصوت يتهدّج كما "الجواهريّ" العظيم.

كلّ الشّكر والتقدير للحضور الكريم من الأخوة والأخوات الأدباء والشعراء والمثّقفين والإعامييّن والمُهتّمين بما أعطونا من وقتهم الثمين للاستماع لفرسان الأمسية.

وكذلك لمنتدى الجياد وإدارته النشيطة، وإلى نادي الفنانينّ هذا المكان العامر بدفء قلوبكم.  نستودعكم الله الذي لا تضيع وادئعه على أمل لقاء جديد. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة قدوم شهر رمضان. والفاتحة لأرواح الشهداء فلسطين خير ختام.

إربد. الأردن

ــا 6/ 3/ 2024