الأحد، 3 يناير 2021

وان من الثرثرة لحكمة

 وإنّ من الثرثرة لحكمة


(خاطرة) الروائي محمد فتحي المقداد 


كثيرة هي الثرثرة على كرسي الحلاقة، تبتدئ بالتحيّة والسّلام، وتذهب بعيدًا في مواضيع متباعدة.. متقاربة.. متوافقة.. متنافرة.. معقولة وغير معقولة.. ثرثرة الحلّاق لا تترك مجالًا لراحة عقل الزّبون.. ولا لأعصابه هدوءًا. أليس من الغريب أن يكون العكس، كما حدث معي لمرّاتٍ عديدة من زبون مُتفوّق بدرجات الثرثرة بمقدرة ثلاثة حلّاقين.

فإنّما الأيّام مثلُ السْحّاب.. انتفض الزّبون المُنسجمُ مع أمّ كُلثوم. 

بانفعال ظاهرٍ لتقويمي فيما أخطأتُ به؛ فقال: إنّها تقول: إنّما الأيّام مثلُ السّحَاب.

مماحكة

 مماحكة (خاطرة)


بقلم الروائي - محمد فتحي المقداد 


ذات جلسة في صالوني للحلاقة في بُصرى الشام العام ٢٠١٠، بحضور بعض الخواصّ من الأصدقاء.

بينما قصيدة (رُباعيّات الخيّام) صادحة بها أمّ كلثوم، وصولًا إلى بيت الشعر: (أطفِئ لظى القلب بِشَهد الرّضاب). 

لا أدري كيف جرى في ذهني معاكسة الصديق اللغويّ الضّليع.. الذي يُجارى في تخصّصه، بخطابي المُثير المُتسائل له بمُقاطعة الأغنية:

وهل البُصاق وانْسيالهُ من فمٍ لآخر، يستحقّ كلّ هذا الهُيام حدّ التعظيم والتبجيل، والتغنّي به تشبيهًا بالعسل؟.

رغم أنّ البُصاق عادة قبيحة في تحقير شخص ما، أو التفّ في وجهه مع الشّتيمة..!!.

أثارتْهُ ذكريات موغلة في القِدَم؛ باستفاضة شارحةٍ بحرارة وشّحت نبرته: "البُصاق كما ذكرتَ مُجرّدًا من معانيه.. لكنّ المماحكة والمصمصة حوّلته إلى رُضاب". 

(أكتفي بمختصر إجابته لعدم الإطالة).


من كتابي (من أول السطر)