الأربعاء، 3 يوليو 2024

سؤال حول الكتابة. من الصمادي

 

 

*سأل الكاتب والقاص محمد علي فالح الصمادي:

(سلام من الله عليكم. أكتبُ قصة قصيرة إجابة لسؤال: لماذا نكتب؟

الروائي و القاص  لماذا تكتب  حوار مركب لمجموعة اصدقائي؟)

 

*إجابة الروائي محمد فتحي المقداد على سؤال القاصّ محمد الصمادي بالتالي:

الكتابة هَمٌّ يعيشه بل هموم مُثقِلة لكاهل كلّ من يقترف ليس جريمة أقول، بل هي إدمان مَشوبٌ بقلق دائم يستوطن بواطن النفس، ويستغرق حالات تفكير نازفة لدواخل الكاتب. الكتابة ليست رفاهًا ولا مهنة يُكتَسب منها الرّزق عمومًا، أراها حاجة ضروريّة مُلحّة، لتتلطّخ الصفحات بدم المخاض عند ميلاد الفكرة، ساعتها يكون مأزق الكاتب الذي يحشره في عنق الزجاجة، فإذا استطاع الإفلات والخروج لفضاء التدوين، يستعيد أنفاسه، وتهدأ روحه وتعود نبضات قلبه لمعدلها الطبيعيّ، وتزول مخاوفه وهواجسه، ويملأ صدره بأوكسجين يُساعده باستعادة أنساغ الحياة.

رغم كلّ المُكابدات والمعاناة لكنّها متعة حقيقية، لأنّها مُحاكاة عالية المستوى بما يرتقي فوق مستوى البطن بكثير إلى مُخاطبة العقول الراقية بوعي لإيصال رسالة ما.

بلا شكٍّ بأنّ كتابة القصّة بكافّة أشكالها الأدبيّة فيها من الصّعوبة، لأنّها تحتاج لحشد قُدُرات الكاتب إلى درجات التأهُّب القُصوى للإحاطة بكافة جوانب النصّ، والتي هي ضرورة تأثيثه باللّغة المُعبرّة ذات الدّلالة الدّقيقة على المعنى المُراد، وحصر الموضوع بنقاط محددّة، وزمن ومكان، وكيفية بناء شخصيّة البطل القائمة على الفعل والحركة داخل النصّ، واِسْتبطان العوامل النفسيّة والظّروف المرافقة حسب حاجة النصّ، بحيث لا تكون أحمالًا زائدة، تُثقل كاهله؛ فيترهّل.

انتاج نصّ عالٍ بمُستواه يحتاج وقتًا ليس بالقليل من الكاتب، بما يستلزم بالقراءة والإعادة والتدقيق والمُراجعة، لتفادي التناقضات والفراغات غير المُبرّرة، لأنها من مَقتَل لأيّ نصّ أدبيّ، والرُّكن الأهمّ المُوازي لذلك هو الاستماع للملاحظات النَّاقدة للنصّ، والتفريق بين النصّ والكاتب، على اِعْتبار أنّ النّقد مُوجّهٌ للنصّ فقط.

من مهارة الكاتب اِستطاعته توهيم القارئ وتوريطه في صوابيّة وأحقيّة نصّه، ولا بدّ من المفارقات وتتاقضاتها والانزياحات والدّهشة الخادمة لفكرة ونسيج ودَوَالّ النصّ،

 لفتح سماءات التأويل على أوجه عدّة، وهي دلالة على ثراء النص واكتنازه، وكلّ هذا يجعل من القارئ شريكًا يُكمل بعض المسكوت عنه والمخفي وراء السّطور والكلمات، وبذلك تكوم رسالة الكاتب وصلت بسلام واِطْمئنان لمن قصدهم.

.... 

كتب محمد الصمادي:

القصة القصيرة التالية تستعرض حوارًا فلسفيًا حول التداخل بين الأجناس الأدبية، حيث يجتمع ناقد وباحثة (إيمان العمري)، قاص (محمد الصمادي)، وروائي (محمد فتحي) في نقاش شيق.


---

إيمان الصالح العمري 

محمد فتحي المقداد 

محمد صمادي 

**عنوان القصة: التداخل الأدبي**


في إحدى أمسيات الأدب والثقافة، اجتمع ثلاثة أصدقاء في مقهى قديم يتنفس فيه المكان رائحة الكتب القديمة وعطر القهوة الطازجة. إيمان العمري، الناقدة والباحثة الأدبية، جلست بين محمد الصمادي، القاص المعروف بقصصه القصيرة العميقة، ومحمد فتحي، الروائي الذي تألق برواياته الطويلة والمعقدة.


إيمان: "ما رأيكم في الحديث عن التداخل بين الأجناس الأدبية؟ أصبحت الحدود بين القصة القصيرة والرواية تتلاشى في بعض الأحيان."


محمد الصمادي (مبتسمًا): "بالتأكيد، إيمان. في بعض الأحيان أكتب قصة قصيرة وأجد نفسي أتجاوز الحدود المرسومة لها، لتصبح أقرب إلى رواية صغيرة."


محمد فتحي: "هذا صحيح، محمد. أنا أيضًا أجد نفسي أحيانًا أكتب فصولًا من رواياتي تتسم بخصائص القصة القصيرة، خصوصًا عندما أركز على أحداث معينة أو شخصيات فرعية."


إيمان: "هل تعتقدون أن هذا التداخل يُثري الأدب أم يُضعفه؟"


محمد الصمادي: "أرى أنه يُثريه. فالأدب يجب أن يكون حرًا ومتجددًا، لا يلتزم بقواعد صارمة. التداخل بين الأجناس الأدبية يفتح المجال للإبداع والتجريب."


محمد فتحي: "أوافقك الرأي. الرواية بطبيعتها تتسع لكل شيء: السرد الطويل، الوصف الدقيق، والتفاصيل العميقة. ولكن إضافة عناصر القصة القصيرة يمكن أن يمنحها إيقاعًا وحيوية."


إيمان: "إذاً، أنتم ترون أن الأدب يجب أن يتجاوز هذه الحدود الفاصلة، ليصبح أكثر ديناميكية وحيوية؟"


محمد الصمادي: "بالتأكيد، الأدب يجب أن يعكس الحياة، والحياة ليست محددة ولا مقيدة. يجب أن نسمح للأدب أن يتنفس ويتطور."


محمد فتحي: "هذا هو التحدي الحقيقي للأدباء والنقاد، أن يفهموا ويقدروا هذا التداخل والتنوع، وأن ينظروا إلى الأعمال الأدبية من منظور شامل ومفتوح."


إيمان (مبتسمة): "إذاً، لنشرب نخب الأدب المتجدد والمتنوع، ولنستمر في دعم الكتابة الحرة والإبداعية."


رفع الأصدقاء الثلاثة فناجين القهوة، متفقين على أن الأدب الحقيقي لا يعرف حدودًا ولا يقبل القيود، وأن كل جنس أدبي يمكن أن يتداخل ويتمازج ليخلق لنا عوالم جديدة مليئة بالإبداع والجمال.


بهذا الحوار، استعرضت القصة القصيرة آراء مختلفة حول التداخل بين الأجناس الأدبية، مؤكدة على أهمية الإبداع والحرية في الكتابة.

...... 

قصة ثلاثية الأبعاد 

بقلم. محمد الصمادي 

" قلم وفكر وقصيدة وقصة ومقطع من رواية"


في إحدى الأمسيات الهادئة، اجتمع في مقهى صغير في قلب المدينة ثلاث شخصيات لامعة، كل منهم يحمل في جعبته عالمًا من الأفكار والإبداع. كان اللقاء بين الشاعرة المبدعة إيمان صالح العمري، والروائي المتميز محمد فتحي المقداد، والكاتب القاص محمد صمادي.


بدأت الأمسية بكلمات إيمان، التي ألقت قصيدة نابعة من قلبها، تفيض بالمشاعر والعواطف. كانت الكلمات كالسحر، تلامس أرواح الحاضرين وتنسج بينهما خيوطًا من الحنين والشجن. تحدثت إيمان عن أهمية الكتابة التشاركية في إثراء المحتوى الأدبي، وكيف أنها تؤمن بأن التعاون بين الأدباء يمكن أن يخلق نصوصًا فريدة ومميزة.


أخذ محمد فتحي المقداد دوره في الحديث، معبرًا عن تقديره لمبادرة إيمان في تعزيز الكتابة التشاركية. شارك بعضًا من تجاربه الروائية وكيف أن تبادل الأفكار والنقاشات مع زملائه الأدباء كان له دور كبير في تطوير رواياته. كانت كلماته تشع بالتواضع والاحترام، وتؤكد على أن الأدب هو نتاج جهد جماعي، حتى وإن كان الكاتب هو من يخط الحروف.


حين جاء دور محمد صمادي، شكر إيمان ومحمد على شهاداتهما وكلماتهما الطيبة. وأكد على أنه كان دائمًا موضع اهتمام ورعاية زملائه عبر السنوات الماضية، وأنه يشعر بالفخر والامتنان لكونه جزءًا من هذه المجتمع الأدبي الراقي.


في نهاية الأمسية، اقترحت إيمان أن يكتبوا قصة قصيرة مشتركة، يكون أبطالها هم أنفسهم. وافق الجميع بحماس، وبدأوا في رسم ملامح القصة التي ستجمع بين قلم إيمان الفذ، وفكر محمد الوقاد، وروح محمد الودودة.


كانت تلك الأمسية بداية لمشروع أدبي جديد، يجسد قوة التعاون بين الأدباء، وكيف يمكن للكلمة أن تكون جسرًا يعبرون من خلاله إلى عالم أرحب من الإبداع والتأمل.