الكتابة . بقلم. عبد السلام هلال
قرأت لصديقي الكاتب السوري محمد فتحي المقداد مقولة أعجبتني جدا : الكتابة هي الحل ، وما يقال شفاهية سيموت بموت الراوي ، ودائما يبقى مما نقرأ شيء يترسب في نفوسنا .
وهذا والله تلخيص رائع لفكرة أردت إيصالها لجل أصدقائي ، فكما قلت أنا سابقا أن الكلمة المكتوبة أمانة علينا أن نوصلها لمن هم معنيين بها ، رغم أننا لا نعرفهم على التحديد ، وربما لن يكونوا ممن نعيش بينهم ، كاجيال لاحقة مثلا ، أو من غير بني جلدتنا ، وتظل قيمة الكلمة فيما تحويه من رسالة وما تريد توصيله من أفكار .
ويحضرني هنا ما نقرأه مما هو مكتوب في برديات الفراعنة ، أو الأساطير القديمة سواء اليونانية أو الهندية أو الصينية أو الفارسية ، ولابد أن نسأل أنفسنا ما الذي دعا من كتبوا هذه الأسفار القديمة كلها لكتابتها ؟
هذا مع الوضع في الإعتبار صعوبة الكتابة عملا وأدواتا .
لن نجد إجابة تعبر عن الحقيقة أكثر من مقولة أنهم عرفوا قيمة الكلمة وما تحويه من فائدة ممكن أن تبني الإنسان ، وأيضا حملوا هم الإنسانية داخلهم فأبوا أن تنتهي حياتهم دون إفادة للبشرية جمعاء .