الأربعاء، 23 أبريل 2025

قراءة في مسرحية أحمد عبدالله

 مسرحية "أحمد عبدالله" قصة الأديب والمسرحي أحمد أبو حليوة.

.....

بالأمس على مسرح مديرية ثقافة إربد. عرضت المسرحيةةالتراجيدية المونودراما  "أحمد عبدالله" وهي السيرة والقصة الشخصية للأديب أحمد أبو حليوة. وهو أيضاً من كتبها وأخرجها ومثّلها. باقتدار من خلال موهبة لا تخفى على المتابع.

البعد الإنساني بمساره المأساوي في حياة الطفل أحمد عبدالله. الذي تربى بداية على يدي جدته، كون أمه مطلقة وتزوجت، ووالده مقيم بين دمشق وبيروت في رحلة الكفاح في سبيل الوطن الفلسطيني المغتصب.

عجز الجدة بعد ان وصلت للثمانين من العمر، لم يكن من تكليف ابنة عمها (ثريا) الأرملة بتربية أحمد مع أولادها الخمسة. ثلاثة عشر عامًا وهي في حضانتها.

وبما بلغ أحمد سن دخول المدرسة، ذهبت إلى مدير المدرسة تترجاه وتبكي، كي يقبله طالبا مستمعا. كون أحمد مكتوم النفوس (غير مسجل في دائرة السجل المدني) ولا يمتلك أوراق رسمية.

تعرض أحمد لحريق شوْه جسمه ووصل إلى وجهه. وليبقى مشوها حتى هذه اللحظة، ورفض العروض العديدة لإجراء عمليات تجميل. آثر البقاء على حاله وهيئته التي ارتضاها، يعيش سلامه الداخلي المتصالح  مع ذاته.

... 

مفاصل مهمة في العرض المسرحي:


*الجدة ماتت وما زال مفتاح البيت معلقا في رقبتها حتى وفاتها.


*حينما طلبت منه أمه المربية (ثريا) الذهاب للبحث عن أمه وبإصرار، كي يجدها ويراها، هنا وقف أمام نفسه ليجد نفسه وحيدا، وظن أنها ستتخلى عنه. ليتيين له أن الأمؤ غير تماما،


*حينما ذهب لرؤية أمه للمرة الأولى بعد خمسة عشر عامًا، جارتها تدق الياب، وتصيح: "افتحي يا أم غرام". أحمد يدخل في حالة صراع نفسي ياحثا من جديد عن ذاته: "إذن أمي لا تعترف بي".


* موت أخيه الذي تربى معه "نوفان" كان علامة فاصلة في حياة أحمد الصغير. حينها شعر بموت داخلي.


العرض استمر لأكثر من ساعة ونصف، على مجموعة مشاهد وفصول. ببساطة شديدة أحمد أبو حليوة. إنسان طافح بشفافيته، متألق بجرأته وهو يحكي عن نفسه بطريقة لا يستطيعها الكثير من البشر.

...

بعد انتهاء العرض المسرحي:


محمد فتحي المقداد مع الأديب أحمد أبو حليوة


أوقات السرقة (مقالة)

 أوقات السرقة المُفضَّلة

بقلم. محمد فتحي المقداد


يقولون: (اللَّيل ستَّار العُيوب)، و السَّرقة ليلًا على رأي من قال: (لا من شاف, ولا من درى)، بتساؤل بسيط ومشروع وبلا حرج: هل فعلًا بأنَّ اللَّيل هو الوقت المِثاليُّ للسرَّاقين والحراميَّة، لممارسة فعاليَّاتهم؟. والدَّافع لهكذا سؤال، عندما ظهرت حالات السَّرقة جهارًا نهارًا في عزِّ الظَّهيرة، ولا أحد يعترض سبيلهم أو إيقافهم أو منعهم. 

إذ سهَّل الأمر على الحراميَّة والسرَّاقين أيَّة مهمة سيقومون بها، من الاِحْتياطات التقليديَّة المعروفة على مدار التَّاريخ، من التخفِّي والتخوُّف والحذر والتنكُّر. وفي مقام آخر قيل: (موتُ الكلاب فرجٌ للحراميَّة), حين نفقت الكلاب وتناقصت أعدادها خاصَّة في المُدن، التي اقتصرت تربية الكلاب على أصحاب الهوايات، وأصحاب المناصب وذوي رؤوس الأموال والعائلات ذات المستوى الماديِّ العالي؛ فأصبحت موضة وفدت إلينا من بلاد الأجانب، يمشون وكلبهم مربوط بسلسلة ويمشي أمامهم بمسافة، بقدر ما يسمح به طول  السلسلة ما بين المتر إلى متريْن. 

وافتقاد المناطق النائية لكلاب الحراسة في كثير من المواقع والبيوت والممتلكات، ليأتي دور التقدُّم التقني والحضاري، لتأخذ كاميرات المُراقبة المُثبَّتة في الزوايا الخفيَّة والظَّاهرة، والمرتبطة بالهواتف النقَّالة وأجهزة الكمبيوتر، ليتمكَّن أصحاب الأعمال من مراقبة أعمالهم وأرزاقهم عن بُعد على مدار السَّاعة، ومهما تخفَّى الحرامي فإنَّ الكاميرات تُسجِّل كلَّ حركة تلتقطها في مداها المُجدي. وتحتفظ بما تلتقطه ويمكن الرَّجوع إليه عند الضَّرورة إذا ما دعت الحاجة لذلك.

ـــــا 22\ 4\ 2025