الأربعاء، 10 مارس 2021

إعلان ققج وقراءات عليه

 إعلان.. (ق. ق. ج) 


بقلم- محمد فتحي المقداد 


الجدارُ عارٍ عن نفسه، ومن نفسه. دقّقتُ النّظر.. لم ألمحهُ..!!.

قبل قليل ظننتُ أنّه هو. 

الولدُ يلعب في الخارج، ضَرَبَ بِعصاهُ؛ فاهتزّتٌ الخيمةُ بأكملها.

.....

رد/محمد علي المدخلي

يسعد مساك أ. محمد

بنيت القصة على بعد وجودي بين التعايش مع المكان وبين التطلع إلى الخروج منه.

 *"الجدار عار عن نفسه ومن نفسه"*

وكأنك ترمز إلى ذلك الساتر لايملك من الجدار إلا اسمه.

ظل لسان الراوي العليم يرصد انفعالات الطفل التي أعلنت عن تعري المكان والزمان.

وكأن بالعنوان يسلط الضوء على المشردين عن أوطانهم.

عميق ذلك النص الذي يترك أثر في نفوسنا.


مبدع ✨

... 

*محمد علي المدخلي

رد/ مبدع كعادتك أ. علي قاسم


عندما تسبقنا لأي نص جميل فإنك تعالجه وفق ضوابط القصة القصيرة جدا لتبرز قوته وعمقه.

هنيئا لأستاذ محمد مقدادي بهكذا قراءة.

وهنيئا لنا هنا برقي الذائقة القصصية بوجودكم.

🌹

......

رد. د. عبدالله الطيب.

اجد نفسي امام نص مختزل، ومكثف. فكرته قائمة على الحرفة اللفظية لتصوير حدث بسيط، لكن عن طريق الكلمات الدلالية يمتد الحدث فيشكل قصة كاملة ينسجها القارىء بتفاصيلها. ثم يتفكر في القصة ومآلاتها. 


هذا النوع من السرد يعتمد ويرتكز على نباهة القارىء، وصبره على القراءة المتأنية والمتكررة، مع قدرة هائلة على التخيل القصصي. 


قراءة الاستاذ علي قاسم تناولت النص بالتشريح بشكل جيد. ومداخلة الاستاذ نزار جاءت هي الأخرى باضاءات رائعة.


جملة البداية جاءت بنفس بلاغي ابداعي، بدا اكبر حجما من الققج ذاتها.  

"دققت النظر..لم المحه"، بدت لي زائدة، لأن الجملة التي قبلها تفيد ان الجدار غير موجود (بناء على فهمي المتواضع).


 النص يريد ان يجعل المكان بطلا رئيسا، والمحور له. فهو الجدار وهو الخيمة. أما الولد وحادثة ضرب الخيمة جاءت كأمر ثانوي شارح لمغزى ايراد المكان كبطل للنص. 


تقديري واحترامي ايها المبدع 🌹🌹🌹

......

رد. نزار الحاج علي

تحية للمبدع محمد فتحي مقداد.

والذي أتابعه بشغف على صفحته بالفيس بوك.

بالعودة للنص، جملة الاستهلال ( الجدار عارٍ عن نفسه، ومن نفسه) رغم جماليتها، ليس من المحبذ الاستهلال بجملة اسمية أو وصفية، في الققج.

الأجمل الانقضاض فوراً على الفكرة دون مقدمات.

لكن غرائبيتها ربما تبرر وجودها، فهي تجبر القارئ على السؤال: وماذا بعد.

يعود الكاتب ليدور حول نفس الفكرة، حيث يتراءى لبطل القصة أنه رأى الجدار...

لكن ما قصة هذا الجدار، تقودنا الجملة الأخيرة، عندما ضرب الولد بعصاه، فاهتزت الخيمة.

تحول الجدار إلى خيمة.

الجدار هنا رمز للمدنية، والأمان.

الطفل الذي يمثل المستقبل، أخذ يضرب بعصاه فتهتز الخيام، هذه هي التسلية الوحيدة للأطفال في مخيمات اللجوء.

نص جميل جداً، استطاع الكاتب أن يلمح لنا تلميحاً، ليصف في مشهدين قصة مؤلمة لشعب.

جدار وخيمة.

تحيتي لك

......

رد. أ. علي قاسم

إعلان.. (ق. ق. ج) محمد فتحي المقداد.


"الجدار عارٍ عن نفسه، ومن نفسه. دقّقتُ النّظر.. لم ألمحهُ..!!.

قبل قليل ظننتُ أنّه هو. 

الولدُ يلعب في الخارج، ضَرَبَ بِعصاهُ؛ فاهتزّتٌ الخيمةُ بأكملها."


الاحترافية في النص الأدبي ليست بتكوين وترتيب فكرة وتكلفها بل الاحترافية في ذلك الترابط بين المتن والعنوان والفكرة ودلالة اللغة في الخطاب السردي الرمزي العميق.

وبالنظر إلى العنوان والذي جاء مصدرا " إعلان" 

من الفعل"  علن" والذي يأتي بمعنى الظهور للخفي والكشف عن المستور والانتشار والتفشي ليس فحسب فحين نقول الأمر" نشره وأظهره وربما روج له " وذلك الترويج يتطلب جماهير ويعكس الأهمية لمن يتتبع الإعلان ففي الإعلان مفاجأة وفيه وفيه تداولية بين مرسل ومستقبل ورسالة ويأتي بعد ويأتي للأهمية فهو الحقيقة حين نقول: أعلن الحقيقةأي : جهر بها 

والإعلان الإشهار للأمور المهمة سواء كانت حياتية كالزواج أو تتعلق بسلعة أو وظيفة أو أمر مهم فللإعلان علاقة بحياة الإنسان وعلاقة بالتحول والتغير والمفاجأة والمتاجرة وحتى في  إعلان الحروب وشنها والسلام وتوقف الحرب. حين يقال" أعلنت الحرب" أي" شنت ودقت طبولها." 

باختصار العنوان مكثف مخاتل أبعاده التأويلية لاتنتهي بتفسير وقراءة .

والاحتراف جاء في النص العنوان ليتواءم مع دلالات النص في الحكي" الجدار عار عن نفسه، ومن نفسه" فالجدار هو الحد الفاصل بين شيئين ليحجب الرؤية ويعد حدا فاصلة يخفي المستور ويحجب المشاهدة فتحول لجدار شفاف وهش لايعتمد عليه للحماية وحفظ الحد وصون الحق فهو" عار" انكشفت أسراره وخلعت قوته فاصبحت مرئية وغير مستورة وربما هذا الجدار يظهر العورات فقد تعرى بتلقائية " عن نفسه" عما يمتلك من قيم ومميزات صلبة تميزه عن غيره وتميز غيره عنه ويردف" من نفسه" لم يفرض عليه أحد هذا التكشف والتعري ويتصاعد السرد بالحبكة" دققت النظر لم ألمحه" وكأن الجدار والذي يشغل حيزا من الفراغ تلاشى وتببدد واختفى وكشف المستور

لينتقل الحكي بالسرد إلى مشهد كأنه فيلم قصير " الولد يلعب بعصاه.. ضرب بها الأرض فاهتزت الخيمة بأكملها" كم أصبح الجدار هشا  من ضربة ولد تهتز لضربة عصاه  أركان الخيمة كيف لو كان  شابا  قويا؟!

ربما سيؤثر بشكل أكبر..


-  جاء العنوان محترفا بأبعاد تأويلية لاتنتهي ولايكتفي العنوان بقراءة فقط.

- تناغمت وانسجمت دلالات النص مع خطاب العنوان ورسالته فثمة تعرٍ وتحول وانكشاف للمستور بما يشبه التنازل.

- المفارقة بين قوة الجدار وصلابته وتلاشيه وتبدده وكأنه أصبح أثرا بعد عين.

- المباغتة والقفلة بأن ضربة ولد  تمكن هز أركان البيت فمن أين جاءت له هذه القوة.

- النص مترع بالرموز من " الجدار" الذي يعد رمزا للصلابة والحجب والحماية " إلى لفظ: ذ" لفظ عار " إلى التكشف وانفضاح الأسرار إلى الخيمة التي تعد رمز للحماية والقوة ويتمكن هز أركانها ولد فكيف لو امتلك القوة كلها وهو شاب فتي.

- السخرية في النص واضحة بين تناقض المواقف والقوة والضعف والتحول من الاستتار للعلنية والانفضاح.