السبت، 21 يونيو 2025

رواية (الهندرة) 19.6.2026

رواية

 

 

 

 

 

 

 

 


    الهندرة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

الهندرة إعادة هندسة التفكير الحياتي

 

القابلة أقسَمَت أنَّه وحين ولادة (المبروك) تصادف أن لمحت عيناه حينما فتحهما لأوَّل مرَّة في اليوم الثاني من عمره، أن وقعتا على القمر المرسل نوره عبر النَّافذة المفتوحة، امتدَّت يده بحركة عشوائيَّة، اعتقدت أنَّه لم يكن قاصدًا، فأمسك بالقمر.

سيطر عليها خوف داخليٌّ، فجهدت لتخليص القمر من قبضته التي كادت تنطبق كفُّه الصغيرة النَّاعمة عليه. وقامت من فورها برميه عبر النَّافذة؛ كي لا يُصاب أهل البيت بلعنة الجنِّ والعفاريت جميعًا. من فوره اِستعاد القمر مكانته في السَّماء، ولم يلحظ أهل الحارة ولا القرية أنَّ شيئًا غريبًا طرأ في سمائهم.

أمّ (المبروك) كلَّما تتذكَّر حادثة ما زالت ترويها لصديقاتها وجاراتها، أو إذا ما حدث شيء يجعلها تستعيد ذاك اليوم من بداية العام الثاني من عمر (المبروك)، الذي زحف فيه على يديْه ورُكبَتيْه لأوَّل مرَّة.

ومع عبور والده من أمامه؛ فأمسك بخيال أبيه، واِنْتزعَه، وبقي إبراهيم بلا ظلٍّ له مدى حياته، توجَّسَت القرية دارت أحاديثهم زمانًا بين مُصدِّق ومُشكَّكٍ ومُكَذِّب، إلى أن تناقل الألسنة الخبر وشاع، فوصل إلى أحد الصَّحفيِّين الاستقصائيِّين، وبعد أن أخذ إذن الإدارة بإجراء تحقيق غريب عن حالة غير مألوفة على الإطلاق، فحزم أمتعه قاصدًا باحثًا عن إبراهيم، وبعد التحرِّي عنه، وصل إليه استمع له على مدار ساعة كاملة، والمُصوِّر والمُخرِج يقومان بعملهما على أتمِّ وجه.

رفَضَ مُدير القناة التلفزيونيَّة الخاصَّة الموضوع جُملة وتفصيلًا، بقوله:

-"كيف نستطيع إقناع المُشاهدين، في كلِّ أعمالنا نتوخَّى المصداقيَّة، أقلُّ كلمة ستُقال عنَّا: بأنَّنا دجَّالون.. وبائعو أوهام. إنَّ تسويق الخُرافات، وإدخال النَّاس في دوَّامة اللامعقول. أبدًا هذه ليست من سياسة قناتنا المُحتَرَمة، وكتب بالقلم الأحمر على غلاف الملفِّ: للحفظ".    

أم إسماعيل صديقة أم المبروك من القرية المُجاورة، أثناء قيامها بنزهة رأت أن طفلًا سقط من مخالب نسر ، وقبل ارتطام جسده بالأرض جاء طائر ضخم غريب الشَّكل، قال كلَّ من رآه من الذين تواجدوا في المكان أنَّه طائر العنقاء. الذي التقط الطِّفل.

أمُّ إسماعيل تتنهَّد بأسى وحُزن، والدمعة تترقرق في عينيْها:

-"ما زالت نظرات المبروك توجع قلبي.. قبل أن يلتقطه الطائر الغريب، ويبتعد به بارتفاعه للأعلى وتخفى وسط كُتَل الغيوم البيضاء المُتكدِّسة فتحجب زرقة السَّماء وصفائها".

تبكي أمُّ المبروك ممَّا سمعت، ثمَّ انتحبت بشدَّة، وتضرب كفًّا بكفٍّ، وتهمهم بكلام:

-"يا ولدي .. أين أنت الآن.. سيطمئن قلبي أن تكون حيًّا، ولو في أي بُقعة من الأرض.. أتمنَّى من الله لو أنَّ أحدًا يأتيني بخبرك عنكَ".

ولكنَّها ترفض في سرِّها رواية صديقتها أمّ إسماعيل. وتميل إلى قصَّة عرَّافة القرية التي جاءت ذات مرَّة، لتطبيب وجع رأس المبروك المصحوب بالحرارة. تذكر أمّ المبروك أنَّ العرَّافة خرجت ولم تأخذ أجرتها، فهي التي سلَّطت على ابنها الجن الذين تملكهم، وقاموا باختطافه عند المساء بالقرب من البركة القديمة على أطراف القرية.

أمَّا رواية الأولاد لم تجد صداها في آذان الكبار، ولم تسمع بها أمُّ المبروك أبدًا، رغم أنَّ أحدهم حاول إبلاغها على الفور، ظروف قاهرة حالت بينه وبينها.

ثلاثة من أتراب المبروك أكَّدوا بأنَّ سيَّارة فخمة نزل منها اثنان يلبسان بدلات فخمة، ونظَّارات سوداء اقتادوا المبروك إلى سيارتهم في ظرف قرب الغروب مكتظِّ بالهرج والمرج لقصّة السَّمكة التي قيل أنها تعادل طول الشّاب الذي اصطادها، كانت الشَّمس تُغادر سماء القرية، لتترك الظلام يجتاح الدروب والساحات، والتجمُّعات تنفضُّ من حول البركة، والعودة إلى بيوتهم قبل حلول الظلام.   

..*..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تُعامل مكوّنات الجسد بوصفها مساحة للتجريب واللعب (فرانس برس)-

 

تمكّن علماء في جامعة بيركلي الأميركية من إيجاد لون جديد باسم أولو (Olo). بصورة أدق، استطاعوا خلق إحساس لوني جديد داخل العين للون غير موجود على الطيف البصري التقليدي؛ أي لا يمكن لنا أن نراه أو "نشعر" به إلا داخل المختبر.

هذه ليست المرة الأولى التي يُخترع فيها لون أو يُضاف لون جديد إلى الطيف البصري، لكننا لا نتحدث هنا عن لون كـ"أزرق كلين" الذي ابتكره الفنان الفرنسي إيف كلان في الستينيات، إذ إن "أولو" لون غير موجود خارج أعيننا. لرؤيته، يوجّه العلماء شعاع ليزر إلى إحدى العينين لخلق الإحساس اللوني على شكل مربع يظهر فجأة أمامنا.

نحن أمام تجربة علمية مثيرة للاهتمام، كونها تعيدنا إلى السؤال المتذاكي الذي يُطرح في كل مناسبة تتعلق بالإدراك: هل الألوان موجودة داخل عقلنا، أم هي جزء أصيل من العالم من حولنا؟

تطوّر العلم وأُجيب عن هذا السؤال عبر نظرية الأمواج الضوئية وأطوالها، لكن اللافت أن "أولو" غير موجود في الطبيعة، أي لا تمكن مقارنته بأي شيء آخر يتطابق معه. والأهم من ذلك أنه حتى عند الكتابة عنه، لا يمكن إرفاق صورة تُطابقه، إذ يُوصف بأنه "أزرق مع طيف مُخضَرّ ذي إشباع غير مسبوق".

هناك شيء مُحيّر في هذا الاكتشاف/الاختراع، ولو بدا التحليل الآتي ميالاً إلى نظرية المؤامرة: أليس وصف عمل الجهاز وإنتاج اللون يُشابه أفلام الخيال العلمي عن وسائل السيطرة على عقول البشر؟ أو دفعهم نحو الهلوسة أحياناً؟ كثيرة هي الأمثلة عن أفلام تتحوّل فيها العين إلى أداة لخلق "صور جديدة" في رأس ومخيّلة من يتعرّض لليزر، ما يعني لاحقاً التشكيك في كل ما "يراه".

نطرح هذه المقارنة لأن جهاز الليزر المستخدم لـ"رؤية" هذا اللون يُسمى "أوز"، نسبة إلى كتاب ساحر أوز الذي يمنح أبطال الرواية القدرة على رؤية ألوان جديدة. بصورة ما، هناك رهان على الثقافة الشعبية في تسويق الاكتشافات العلمية. أمر مشابه رأيناه مع الذئاب المتوحشة التي استُنسخت أخيراً (أو أُعيدت من الانقراض)، ورُبطت بمسلسل "لعبة العروش"، بل انتشرت صور لهذه الكلاب على عرش السيوف الشهير، وكأن الاكتشاف العلمي يخاطب الجميع، وليس المختصين فقط. إنها سياسة ترويجية للحصول على تمويل، إذ يرى القائمون على المشروع أن هذا الاكتشاف سيُشكّل قفزة نوعية في تشخيص ودراسة عمى الألوان.

هذه المقاربة العلمية وهذا التعامل مع مكوّنات الجسد (والعين في هذه الحالة) بوصفها مساحة للتجريب واللعب يتجاوزان الطبّ والرغبة في تطوير الإدراك الإنساني نحو "اللعب". ولا بد أن تتدخل الرأسمالية لاحقاً، وقد نجد أنفسنا أمام أعمال فنية مرسومة بألوان "أولو" لا تمكن رؤيتها إلا بعد التعرّض لليزر الذي يخترق العين. فما الفارق بين هذه التقنية وبين النظارات ثلاثية الأبعاد؟ الحدود بين الجسد والتكنولوجيا تتلاشى يوماً بعد يوم، خصوصاً مع التطور التكنولوجي المتسارع واستسلام الكثيرين لهذه التقنيات الجديدة.

 

 

تكنولوجيا

واشنطن تدرس فرض عقوبات تمنع "ديبسيك" من شراء تكنولوجيا أميركية

 

يُقال إن خمسة أشخاص فقط شاهدوا هذا اللون حتى الآن، فهل من دعاية أفضل من ذلك في اقتصاد رأسمالي؟ لا نعلم حتى الآن إن كانت "بيركلي" قد افتتحت مختبراً يستقبل الزوار لمشاهدة هذا اللون الجديد، لكن لا يُستبعد ذلك. الرحلات إلى الفضاء كانت حلماً، واليوم أصبحت أشبه برحلة مكلفة، لا تدريب ولا مهارات ضرورية لخوضها واختراق السماء.

لا إنكار لأهمية المؤسسة العلمية، لكن شكل الترويج وأسلوبه يزرعان فينا الشك دوماً، خصوصاً بسبب تحالف المؤسسة العلمية مع رأس المال، الذي لا تُنكر فائدته، لكن، أينما وُجد المال، لا بد من وجود استغلال، أو سلعة تمكن مراكمة الربح إثر بيعها

 

..

خرافة علمية.. هل أنت من أصحاب الدماغ الأيمن أم الأيسر؟

رضا أبوالعينين

تكثر النظريات الشائعة حول الدماغ البشري التي تؤكد أن نصفه الأيسر مسؤول عن التفكير المنطقي والتحليلي، بينما يُنسب للنصف الأيمن الإبداع والخيال، غير أن هذه النظرة، رغم انتشارها، تتسم بالمبالغة والاختزال المفرط.

الانقسام الدماغي: حقيقة تشريحية وفهم مضلل الدماغ البشري مقسوم فعليا إلى شقين يفصل بينهما تجويف واضح، هذا الانقسام دفع علماء النفس في القرن التاسع عشر إلى صياغة فرضيات تربط بين كل نصف ووظائف عقلية محددة، حتى المناطق المركزية في الدماغ، مثل المهاد وتحت المهاد وجذع الدماغ، رغم كونها متصلة نسيجيا، إلا أنها تتوزع على الجانبين الأيمن والأيسر، وفقا لـ StarsInsider.

من المعروف أن النصف الأيسر يتحكم في حركة الجهة اليمنى من الجسم، والعكس بالعكس، لكن هذا لا يعني أن لكل نصف سيطرة حصرية على نوع معين من التفكير أو السلوك، فالفكرة القائلة إن الإنسان "منطقي لأنه يستخدم النصف الأيسر" أو "فنان لأنه يعتمد على النصف الأيمن" لا تستند إلى أدلة علمية قوية.

منشأ الخرافة العلمية:

تعود جذور هذا التصنيف الحاد إلى القرن التاسع عشر، حين لاحظ الأطباء أن بعض المرضى الذين فقدوا القدرة على الكلام يعانون من تلف في الفص الصدغي الأيسر. هذا الاكتشاف دفع للاعتقاد بأن اللغة حكر على هذا الجانب من الدماغ، ومن هنا انطلقت فرضية تقسيم الوظائف الذهنيّة.

 

تأثير الفكرة على الأدب والثقافة

 

تغلغلت هذه الفكرة إلى الثقافة الشعبية، وأثّرت حتى في الأدب، كما في رواية "الدكتور جيكل والسيد هايد" للكاتب روبرت لويس ستيفنسون، التي صوّرت صراعا داخليا بين نصف عقل عقلاني وآخر عاطفي، بين النظام والفوضى.

 

العلم يُصحّح المفاهيم

 

لكن الأبحاث اللاحقة أظهرت أن الأشخاص الذين فُصل نصفا دماغهم جراحيا أو يفتقدون أحدهما منذ الولادة، لا يفقدون قدراتهم الذهنية بالكامل، بل يمكنهم أداء مهام منطقية وإبداعية على حد سواء، ما يؤكد أن التعاون بين نصفي الدماغ ضروري وأساسي.

 

لا جهة مهيمنة... ولا دماغ "منطقي" أو "مبدع" تشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض الوظائف تميل إلى التمركز في أحد النصفين—كاللغة في الأيسر والانتباه المكاني في الأيمن— لكن هذا التوزيع يتعلق بطبيعة الوظيفة وليس بشخصية الفرد، فلا وجود لما يسمى "سيطرة نصف دماغي" عند البشر.

الإبداع والمنطق وجهان لعملة واحدة

حل المشكلات المعقدة يتطلب مزيجا من التفكير المنطقي والابتكار، حتى الفنون، التي يُعتقد أنها حكر على الجانب الأيمن، تحتاج إلى حسابات دقيقة وتنظيم منطقي. والنتيجة؟ الدماغ لا يعمل كنصفين متنافسين، بل كوحدة متكاملة ذات مهام موزعة.

 

الدماغ: منظومة متكاملة أشبه بالحكومة

 

يشبه الدماغ البشري نظاما إداريا معقدا، حيث تعمل أقسام مختلفة بتنسيق تام. هذا التصميم يُعزز من قدرة الإنسان على التكيّف؛ فإذا تعطّل جزء ما، قد تعوّضه أجزاء أخرى لضمان استمرار الوظائف الحيوية.

 

كيف يتعاون النصفان؟ أمثلة وظيفية

فهم شامل وتفصيلي: الأيمن يلتقط الصورة الكلية، بينما الأيسر يركّز على التفاصيل.

السلوك والتحكم: الأيسر يميل إلى بدء السلوك، والأيمن يضبطه.

 

اللغة مقابل الصورة: الأيسر يعالج الكلمات، والأيمن يتعامل مع الصور والمجردات.

المنطق والتفكير الكلي: الأيسر يشتغل بالتفكير المتسلسل، والأيمن بالتفكير الشمولي.

الحركات الدقيقة والكبيرة: الأيسر يتعامل مع المهارات الدقيقة كالرسم، والأيمن مع الحركات الكبرى كالمشي.

وتخلص هذه النتائج إلى أن النصفين لا يعملان في عزلة، بل إنهما يشكّلان معا منظومة معرفية متكاملة، تدحض الفكرة السطحية بأننا "نفكر بنصف معين فقط". الإبداع والمنطق، اللغة والتخيل، كلها تعتمد على تعاون معقّد بين جانبي الدماغ.

……

نسخة من "الجاذبية الكمومية" تقرب الفيزيائيين من "نظرية كل شيء"

حسب هذه الفرضية الجديدة، فإن الجاذبية ليست مجرد انحناء في الزمكان كما قال أينشتاين (غيتي)

6/5/2025

طوّر باحثون في جامعة آلتو الفنلندية نظرية كمومية جديدة للجاذبية تصفها بطريقة تتوافق مع النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، مما يفتح الباب أمام فهم أفضل لكيفية نشأة الكون.

والجاذبية الكمومية هي إطار نظري يسعى إلى وصف الجاذبية، وفقا لمبادئ ميكانيكا الكم، ولفهم الفكرة يمكن أن نبدأ من النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي تشرح الجاذبية وسلوك الأجسام الضخمة جدا -مثل الكواكب والنجوم- وعلى مقاييس كبيرة جدا (الكون كله تقريبا).

على الجانب الآخر، فإن ميكانيكا الكم تشرح سلوك الجسيمات الصغيرة جدا -الإلكترونات والفوتونات والكواركات- وعلى مقاييس صغيرة جدا (دون ذرية).

كلتا النظريتين تعمل في نطاقين مختلفين، ولا تتعارض ما دامت كل منهما في مجاله، ولكن عندما يحاول العلماء وصف أشياء ثقيلة جدا وصغيرة جدا في الوقت نفسه، مثل مركز الثقوب السوداء جدا أو بداية الانفجار العظيم، يتطلب الأمر دمج النظريتين، ويظهر التناقض، لأن الرياضيات التي تعمل في النسبية العامة تفشل أمام ميكانيكا الكم، والعكس صحيح.

في الفرضية الجديدة فإن الجاذبية هي حقل مسطح (تمثله الشبكة التي توجهها الأسهم الخضراء)، أما انحناء الزمكان فهو حدث طارئ عليه (جامعة آلتو)

حسب الفرضية الجديدة فإن الجاذبية هي حقل مسطح (تمثله الشبكة التي توجهها الأسهم الخضراء)، أما انحناء الزمكان فهو حدث طارئ عليه (جامعة آلتو)

نظرية قياس

في هذا السياق، اقترح الفيزيائي جوسي ليندغرين وفريقه من جامعة آلتو نهجا جديدا يُقرّب العلماء من نظرية موحدة، تجمع النسبية مع ميكانيكا الكم، ويحاول النموذج الجديد صياغة الجاذبية "كنظرية قياس"، وهي نوع من النظريات التي تشرح كيف تتصرف الجسيمات والقوى في الطبيعة، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية "ريبورتس إن بروغرس إن فيزكس".

نسخة من "الجاذبية الكمومية" تقرب الفيزيائيين من "نظرية كل شيء"

حسب هذه الفرضية الجديدة، فإن الجاذبية ليست مجرد انحناء في الزمكان كما قال أينشتاين (غيتي)

6/5/2025

طوّر باحثون في جامعة آلتو الفنلندية نظرية كمومية جديدة للجاذبية تصفها بطريقة تتوافق مع النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، مما يفتح الباب أمام فهم أفضل لكيفية نشأة الكون.

 

والجاذبية الكمومية هي إطار نظري يسعى إلى وصف الجاذبية، وفقا لمبادئ ميكانيكا الكم، ولفهم الفكرة يمكن أن نبدأ من النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي تشرح الجاذبية وسلوك الأجسام الضخمة جدا -مثل الكواكب والنجوم- وعلى مقاييس كبيرة جدا (الكون كله تقريبا).

على الجانب الآخر، فإن ميكانيكا الكم تشرح سلوك الجسيمات الصغيرة جدا -الإلكترونات والفوتونات والكواركات- وعلى مقاييس صغيرة جدا (دون ذرية).

كلتا النظريتين تعمل في نطاقين مختلفين، ولا تتعارض ما دامت كل منهما في مجاله، ولكن عندما يحاول العلماء وصف أشياء ثقيلة جدا وصغيرة جدا في الوقت نفسه، مثل مركز الثقوب السوداء جدا أو بداية الانفجار العظيم، يتطلب الأمر دمج النظريتين، ويظهر التناقض، لأن الرياضيات التي تعمل في النسبية العامة تفشل أمام ميكانيكا الكم، والعكس صحيح.

 

في الفرضية الجديدة فإن الجاذبية هي حقل مسطح (تمثله الشبكة التي توجهها الأسهم الخضراء)، أما انحناء الزمكان فهو حدث طارئ عليه (جامعة آلتو)

حسب الفرضية الجديدة فإن الجاذبية هي حقل مسطح (تمثله الشبكة التي توجهها الأسهم الخضراء)، أما انحناء الزمكان فهو حدث طارئ عليه (جامعة آلتو)

نظرية قياس

في هذا السياق، اقترح الفيزيائي جوسي ليندغرين وفريقه من جامعة آلتو نهجا جديدا يُقرّب العلماء من نظرية موحدة، تجمع النسبية مع ميكانيكا الكم، ويحاول النموذج الجديد صياغة الجاذبية "كنظرية قياس"، وهي نوع من النظريات التي تشرح كيف تتصرف الجسيمات والقوى في الطبيعة، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية "ريبورتس إن بروغرس إن فيزكس".

 

إعلان

 

الفكرة الأساسية لنظريات القياس تقول إن القوانين الفيزيائية يجب أن تبقى صحيحة، حتى لو غيرت طريقة وصفك للأشياء محليا، وكمثال للتقريب، يمكن قياس الطول بالمتر أو القدم دون أن يتغير الطول الحقيقي، في الفيزياء يمكن تغيير بعض الخصائص (كالطور الكهربائي) دون أن يتغير السلوك الفيزيائي الحقيقي للجسيمات.

 

وفي النموذج الذي طوره باحثو جامعة آلتو، تُعامل الجاذبية كحقل كمي موجود في زمكان مسطح. ينبثق الزمكان المنحني المألوف للنسبية العامة من السلوك المتوسط ​​(قيمة التوقع) من هذا المجال الكمي.

 

بمعنى أوضح، في هذه الفرضية الجديدة، فإن الجاذبية ليست مجرد انحناء في الزمكان كما قال أينشتاين، بل هي مجال كمومي يعيش في فضاء مسطح (أي ليس منحنيا)، وفي نظرية المجال الكمومي، فإن كل جسيم ليس مجرد نقطة صغيرة مستقلة، بل هو اهتزاز صغير أو تموج في شيء غير مرئي موجود في كل مكان يُسمى مجال.

 

كمثال للتقريب، تخيل بركة ماء: الماء نفسه هو المجال، وأي تموج أو موجة على سطح الماء هو جسيم، ومن ثم فإن الزمكان المنحني (الذي نعرفه في نظرية أينشتاين) لا يكون أساسيا، بل ينبثق كنتيجة ثانوية، بسبب متوسط تأثير هذا المجال الكمومي.

نظرية كمومية للجاذبية

يتيح هذا المنظور فهما أكثر تماسكا لكيفية عمل الجاذبية على المقاييس الكمومية، مما قد يحل التناقضات القديمة بين النظريتين الأساسيتين.

 

على الرغم من أن النظرية واعدة، فإن الفريق يشير إلى أن إثباتها لم يكتمل بعد، حيث تستخدم النظرية إجراء تقنيا يعمل حتى نقطة معينة -تسمى بمصطلحات "الدرجة الأولى"- لكنهما بحاجة إلى التأكد من إمكانية استمرار الحسابات بسلامة طوال العملية الحسابية بأكملها.

 

يُعد تطوير نظرية كمومية للجاذبية أمرا بالغ الأهمية لفهم الظواهر التي تُعدّ فيها كلٌّ من التأثيرات الكمومية والجاذبية ذات أهمية، مثل الثقوب والانفجار العظيم، ومن ثم فهم أصل الكون.

ويمكن لنظرية ناجحة في هذا النطاق أيضا أن تُلقي الضوء على ألغاز مثل المادة المظلمة والطاقة المظلمة، اللتين تُشكلان غالبية محتوى الكون من الكتلة والطاقة، ولكنهما لا تزالان غير مفهومتين جيدا.

 

المصدر : مواقع إلكترونية

……

 

«ناسا» تُحلّق بأشرعة الشمس.. «الحجاب الطائر» يعيد تعريف طاقة الفضاء

محمد الصاحي (القاهرة)

في إنجاز جديد يعزز طموحات استكشاف الفضاء، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إجراء اختبارات لتقنية مبتكرة تُعرف بـ«الحجاب الشمسي الطائر» وتُعد ثورة محتملة في مجال الطاقة الفضائية، تهدف إلى توفير مصدر طاقة مستدام وفعّال يمكن أن يغير قواعد السفر عبر الفضاء، وربما يُنهي التحديات الباهظة التكلفة والمحفوفة بالمخاطر المرتبطة بتزويد المركبات الفضائية بالطاقة.

 

«الحجاب الشمسي الطائر» هو نظام دفع يعتمد على الأشرعة الشمسية، التي تستغل ضغط الفوتونات المنبعثة من الشمس لتحريك المركبات الفضائية، ويتكون النظام من أشرعة عاكسة كبيرة مصنوعة من مواد مركبة خفيفة الوزن، تمتد على مساحة تقارب نصف ملعب تنس (حوالى 80 متراً مربعاً) وهذه الأشرعة، المدعومة بصوارٍ مركبة مبتكرة، تم نشرها بنجاح في مدار منخفض حول الأرض، حيث يخضع النظام حالياً لاختبارات دقيقة.

 

ووفقاً لـ«ناسا» فإن المهمة تركز على تقييم أداء الصواري والأشرعة، مع التحقيق في انحناء طفيف تم رصده في إحدى الصواري، النظام يعمل حالياً في وضع توفير الطاقة، إذ يتم إعادة توجيه المركبة لضمان تعرض الألواح الشمسية لأشعة الشمس بشكل مثالي، كما يتم التركيز على تفعيل نظام التحكم في الموقف لتحسين الاتصال مع المحطات الأرضية، ما يتيح توجيه الهوائي بدقة أكبر خلال نوافذ الاتصال القصيرة.

 

أهمية الاختراع

 

تُعد «الأشرعة الشمسية» بديلاً واعداً لأنظمة الدفع التقليدية التي تعتمد على الوقود الكيميائي أو النووي، والتي تتطلب كميات كبيرة من الوقود وتُشكل تحديات لوجستية معقدة، من خلال الاستفادة من طاقة الشمس، يمكن للحجاب الشمسي توفير دفع مستمر دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، ما يجعله حلاً اقتصادياً ومستداماً للمهمات طويلة الأمد إلى القمر، والمريخ، وحتى ما هو أبعد، وقد هذه التقنية المركبات الفضائية من السفر لمسافات شاسعة بتكلفة أقل وبأمان أكبر، ما يُعزز إمكانيات استكشاف الكواكب البعيدة.

 

تحديات وخطوات مستقبلية

 

…….

 

 

من شبكية العين إلى المرض النفسي.. دراسة: علامة في العين تُنبئ بخطر الإصابة بالفصام!

 

 

كشفت دراسة سويسرية - بريطانية، أن الأشخاص الذين يحملون استعداداً جينياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) يميلون إلى امتلاك شبكية عين أرق من غيرهم.

وبحسب الدراسة التي نُشرت نتائجها على موقع "Interesting Engineering"، كشف الباحثون عن ارتباطٍ لافتٍ بين حالة شبكية العين والصحة العقلية للإنسان.

شبكية أرق وفصام

ووجد الباحثون في جامعة زيورخ السويسرية ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها أن الأشخاص الذين يحملون استعداداً جينياً لمرض انفصام الشخصية (الفصام) يميلون إلى امتلاك شبكية أرق من غيرهم، وهو اكتشافٌ قد يغيّر مستقبل التشخيص المبكّر للأمراض النفسية.

وتعتمد هذه النتائج المثيرة على تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، الذي يضم معلومات جينية وطبية مفصّلة لأكثر من نصف مليون مشارك.

فحص سريع للعين يكشف المرض

ومن خلال حساب "درجات الخطورة الجينية" لكل فرد وربطها بقياسات سماكة الشبكية، تمكّن الباحثون من رصد هذا الارتباط الدقيق؛ ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو أن قياس سماكة الشبكية يتم بتقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، وهو فحص سريع غير جراحي لا يستغرق سوى دقائق معدودة، ويتسم بدقته العالية وتكلفته المنخفضة نسبياً.

العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، في حديثه عن أهمية هذه النتائج، أوضح الدكتور فين رابي؛ المؤلف الرئيس للدراسة، أن "هذا البحث يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة المعقّدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية". وأضاف أن "التغيرات في الشبكية، باعتبارها جزءاً من الجهاز العصبي المركزي، قد تعكس تغيرات مماثلة في الدماغ، لكن مع ميزة كونها أسهل للرصد والقياس".

الفصام والتهابات في الدماغ

ولم تتوقف نتائج الدراسة عند هذا الحد؛ بل كشفت أيضاً عن أدلة تدعم ما يُعرف بـ"فرضية الالتهاب" في مرض انفصام الشخصية، حيث وجد الباحثون أن المتغيرات الجينية المرتبطة بالعمليات الالتهابية في الدماغ قد تلعب دوراً في التغيرات التركيبية التي تحدث في الشبكية. وهذا الاكتشاف يعزّز النظرية القائلة إن الالتهابات قد تكون عاملاً مساهماً في تطور المرض؛ ما يفتح الباب أمام إمكانات علاجية جديدة تركّز على تعديل الاستجابة الالتهابية.

وعلى الرغم من أن حجم التأثير الذي رصدته الدراسة صغيرٌ وتصعب ملاحظته على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحاً عند فحص مجموعات سكانية كبيرة.

النتائج بحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات الطولية

هذا الأمر يُبرز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه والتي تعتمد على قواعد البيانات الضخمة، مثل البنك الحيوي البريطاني. كما يحذّر الباحثون من أن هذه النتائج، رغم أهميتها، ما زالت بحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات الطولية "لتتبع الحالات على مدى سنوات وكشف النتائج" وتأكيدها وتحديد مدى إمكانية تطبيقها سريرياً.

فحص العين قد يكشف الإصابة بالأمراض النفسية

وفي المستقبل، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة قيّمة في الكشف المبكّر عن الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالأمراض النفسية؛ ما يتيح التدخّل المبكّر وربما تحسين النتائج العلاجية.

كما أن فهم العلاقة بين الالتهاب والتغيرات في الشبكية قد يقود إلى تطوير علاجات جديدة تعتمد على تعديل الاستجابة الالتهابية. وهذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهمٍ أكثر شمولاً للأمراض النفسية، وتؤكّد أن الصحة العقلية والجسدية مترابطتان بشكلٍ أعمق مما كنا نتصوّر.

 

......

فرضية المحاكاة.. الجاذبية علامة على أن الكون هو حاسوب كبير

Abstract simulation of colliding particle flows inside a particle accelerator.

الفضاء يمثل شبكة من وحدات صغيرة أو "خلايا"، كل منها قادر على تخزين المعلومات (غيتي)

28/4/2025

في مقال بحثي نُشر في دورية "إيه آي بي فيزيكس" يعرض الفيزيائي الدكتور ميلفين فوبسون من جامعة بورتسموث البريطانية نتائج رياضية تُشير إلى أن الجاذبية هي نتيجة لعملية حسابية داخل الكون، بشكل يشبه العمليات الحسابية التي تجرى في الحواسيب.

 

وتشير الدراسة إلى أن النظرة التقليدية تعتبر الجاذبية عادة قوة تجمع الكتل معا، ولكن المنظور الجديد الذي يطرحه فوبسون يرى أن الجاذبية ناتجة عن جهود الكون لتقليل تعقيد المعلومات، و"ضغط" البيانات بفعالية عن طريق تجميع المادة معا.

 

وبحسب الدراسة، فإن الفضاء يمثل شبكة من وحدات صغيرة أو "خلايا"، كل منها قادر على تخزين المعلومات، تُسجل هذه الخلايا قيمة "صفر" إذا كانت فارغة و"واحد" إذا كانت مشغولة بالمادة، على غرار البتات في الحوسبة.

 

وبناء على ذلك، فإن الكفاءة الحسابية تفترض أنه من الأفضل للكون معالجة الكتل الأكبر من معالجة الكتل الأصغر بكثير، وهذا الدافع نحو الكفاءة يُسبب اندماج المادة، وهو ما نُدركه كجاذبية.

 

وبناء على عمله السابق في هذا النطاق، يُجادل فوبسون بأن المعلومات لها كتلة وهي مُكون أساسي للمادة، حيث تُخزن الجسيمات الأولية معلومات عن نفسها، على غرار طريقة تخزين الحمض النووي للمعلومات البيولوجية.

وفي هذا السياق، فإن الواقع المادي يتكون أساسا من معلومات مُهيكلة، ويفترض فوبسون أن الكون يعمل بشكل مشابه للحاسوب، حيث يُعالج هذه المعلومات ويُحسّنها.

 

In this handout photo from NASA obtained on July 11, 2022, the first infrared image from the James Webb Space Telescope (JWST) is seen. The JWST is the most powerful telescope launched into space and it reached its final orbit around the sun, approximately 930,000 miles from Earths orbit, in January, 2022. The technological improvements of the JWST and distance from the sun will allow scientists to see much deeper into our universe with greater detail. (Photo by Handout / NASA / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / NASA" NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

في حالة المبدأ الهولوغرامي، فإن هذا الكون هو عرض ثلاثي البعد، لكن معلوماته مكتوبة على سطح ثنائي البعد (ناسا)

فرضية المحاكاة

تتوافق النتائج التي توصل لها فوبسون مع فرضية اقترحها أستاذ الفلسفة من جامعة أوكسفورد نيك بوستروم قبل نحو 20 سنة، ترى أن هناك احتمالا أكبر مما نعتقد أننا لا نعيش في عالم فعلي، بل نعيش داخل محاكاة حاسوبية.

 

ويقول الفيزيائي البريطاني ليونارد ساسكيند في كتابه "حرب الثقوب السوداء" إن العالم ثلاثي الأبعاد -بالتجربة اليومية العادية- بما يحتوي من المجرات والنجوم والكواكب والمنازل والصخور والأشخاص، هو صورة ثلاثية الأبعاد، وهي صورة للواقع مشفرة على سطح بعيد ثنائي الأبعاد.

 

ويشير ساسكيند إلى "المبدأ الهولوجرامي" في نظرية الأوتار، والذي ينص على أنه يمكن تمثيل أي منطقة من الفضاء في صورة معلومات ثنائية البعد على حافة أو حدود تلك المنطقة.

 

وفي حالة المبدأ الهولوغرامي، فإن هذا الكون هو عرض ثلاثي البعد، لكن معلوماته مكتوبة على سطح ثنائي البعد، ليس في صورة بيكسلات أو بتّات (وحدة المعلومات في الحاسوب)، بل في قطع صغيرة للغاية من "طول بلانك"

 

وحتى اليوم، لم يتوقف النقاش حول فرضية الكون الهولوغرامي، إذ يرى فريق من الباحثين أننا بالفعل نعيش داخل هولوغرام، وليس كوننا بما يحويه من نجوم وكواكب ومجرات وبشر إلا إسقاطات ثلاثية البعد ناتجة من أسطوانة مدمجة مشغلة في أطراف الكون.

 

المصدر : مواقع إلكترونية

.....

 

 

الذكاء الاصطناعي

هل قول "من فضلك" للذكاء الاصطناعي يضر بالبيئة؟

 

البصمة الكربونية لنماذج الذكاء الاصطناعي عالية جدا (غيتي)

22/4/2025

أطلق الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان تحذيرا غير متوقع بشأن التأثير البيئي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بطريقة "مهذبة".

 

وكشف ألتمان أن كلمات مثل "من فضلك" و"شكرا" عند التفاعل مع "شات جي بي تي" تُكلّف الشركة عشرات الملايين من الدولارات سنويا نتيجة الاستهلاك الإضافي للطاقة، مؤكدا أن كل عبارة من هذا النوع تتطلب معالجة حوسبية تستهلك طاقة باهظة في مراكز البيانات.

 

اقرأ أيضا

list of 2 items

list 1 of 2

منكرو تغير المناخ يروجون دراسة أنجزها ذكاء اصطناعي تابع لإيلون ماسك

list 2 of 2

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟

end of list

ووجه أحد الأشخاص سؤالا إلى ألتمان على منصة "إكس"، قائلا: "كم من المال خسرت أوبن إيه آي في تكاليف الكهرباء بسبب قول الناس (من فضلك) و(شكرا) لنماذجهم"، ليرد عليه ألتمان، قائلا "عشرات الملايين من الدولارات تم إنفاقها".

 

وأشار ألتمان إلى أن هذا النمط المتكرر من اللباقة الرقمية يسهم في "هدر عالمي" للطاقة، ما يؤدي إلى تفاقم البصمة الكربونية لمراكز الذكاء الاصطناعي، التي تمثل بالفعل نحو 2% من استهلاك الكهرباء العالمي. وهو رقم مرشح للارتفاع مع التوسع المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

 

ويرى العديد من المستخدمين أن التعامل بأدب مع الذكاء الاصطناعي ممارسة مناسبة ثقافيا أو آلية لتحسين جودة الإجابة، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.

 

إعلان

 

وبينما قد يبدو من غير المجدي معاملة روبوتات الدردشة الذكيّة باحترام، يرى بعض مهندسي الذكاء الاصطناعي أنها خطوة مهمة تساعد على إنتاج مخرجات محترمة.

 

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "فيوتشر" نهاية العام الماضي أن 67% من المستخدمين الأميركيين يتعاملون بلطف مع مساعدي الذكاء الاصطناعي، بدافع الأخلاق أو حتى الخوف من أن يُساء فهمهم من قِبَل الأنظمة الذكية.

 

هدر للطاقة

وتسلط هذه التصريحات الضوء على الجانب غير المرئي من التفاعل اليومي مع الذكاء الاصطناعي. فكل استفسار، حتى وإن بدا بسيطا، يحتاج إلى عمليات معالجة كثيفة داخل خوادم عملاقة تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة وتنتج كميات هائلة من انبعاثات الكربون، خصوصا إذا كانت هذه الخوادم لا تعتمد على مصادر طاقة نظيفة.

 

وفي وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تقنيات "الذكاء الاصطناعي الأخضر"، تُطرح تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في ظل أزمة المناخ، ومدى الحاجة إلى تعزيز الكفاءة الطاقية في التصميم والتشغيل، بدلا من التركيز فقط على تحسين سرعة الردود أو دقتها.

 

وبينما تتوقع "أوبن إيه آي" ارتفاعا كبيرا في الإيرادات خلال السنوات المقبلة، فإن الاستدامة البيئية للذكاء الاصطناعي ستبقى تحديا مركزيا في أي نقاش مستقبلي حول التكنولوجيا وأثرها العالمي.

 

المصدر : الجزيرة + سي إن إن

..........

سلاح إسرائيل الفتاك.. "الكواد كابتر" تثير الرعب بين سكان غزة

L 14 أبريل 2025 09:16 بتوقيت أبوظبي

غزة سكاي نيوز عربية

 

الكواد كابتر.. سلاح إسرائيلي فتاك

الكواد كابتر.. سلاح إسرائيلي فتاك

تتعدد الوظائف والمهام التي يوكلها الجيش الإسرائيلي لطائرات الاستطلاعات التي تحلق على مدار الساعة في سماء قطاع غزة، والتي تعتبر السلاح الأهم والأقوى في عملياته العسكرية بالقطاع، خاصة وأنه يقلل من حجم الخسائر البشرية والعسكرية.

 

 

ويستخدم الجيش الإسرائيلي الطائرات المسيرة بمختلف أنواعها لجمع المعلومات الاستخباراتية عن القطاع، ولرصد الأهداف، وقصف بعضها في الكثير من الأحيان، كما أنها تركز على استخدام طائرات "الكواد كابتر" في مهام استطلاعية وانتحارية.

 

PlayUnmute

Fullscreen

 

وتعتبر "الكواد كابتر"، وهي طائرة الاستطلاع خفيفة الوزن وسهلة الحركة والتنقل بين المباني السكنية والشوارع، الأكثر استخدامًا خلال الحرب بغزة، وهي التي نجحت بتنفيذ مهام دقيقة، بعضها يحتاج لوجود عنصر بشري على الأرض مثل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

 

وفي وظيفة أخرى لهذا النوع من الطائرات، يقوم الجيش الإسرائيلي في استخدامها بالحرب النفسية على سكان قطاع غزة، سواء من خلال بث الرسائل التحريضية على حماس، أو الدعوات الخاصة بالنزوح، أو نباح الكلاب وصراخ الأطفال وإزعاج السكان.

 

أصوات مخيفة

 

يقول أسامة أبو هاني، أحد سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، إن "جميع السكان يخشون هذا النوع من الطائرات الإسرائيلية، خاصة وأنها تقدم على إطلاق النار بشكل مباشر على كل من يتحرك بالمناطق الشمالية خلال ساعات الليل".

 

وأوضح أبو هاني، لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "هذه الطائرات تصدر أصواتًا مخيفًة في معظم الأوقات، خاصة في ساعات الليل"، مشيرًا إلى أنها تصدر أصوات كنباح الكلاب والحيوانات المختلفة، علاوة على صراخ للنساء والأطفال.

 

وأضاف: "هذه الطائرات تثير الرعب لدينا، ولا نملك القدرة على تمييز إن كانت الأصوات الصادر عنها هي أصوات حقيقية أم أنها للترهيب النفسي"، مبينًا أنه في كثير من الأحيان يخرج السكان بحثًا عن مصادر الصوت خاصة لو كانت لأطفال، ليتم قصفهم عبر تلك الطائرات".

 

حادثة مرعبة

 

وقال محمد علي، إنه تعرض لحادثة أصابته بالرعب الشديد، بعد أن هرب من أصوات كلاب مخيفة خلال ساعات الليل من خيمته شرقي مدينة غزة، مشيرًا إلى أن الأصوات كانت داخل خيمته وفوجئ لاحقًا أنها صادرة من طائرة استطلاع إسرائيلية.

 

وأوضح علي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "بعد هربه سمع أصوات ضحكات ثم صراخ أطفال، ليتفاجأ وجيرانه بأن الأصوات صادرة عن الطائرة الإسرائيلية".

 

وأردف: "في أحد أيام شهر رمضان أصدرت صوت الأذان ودفعت بعض السكان للإفطار قبل الموعد".

 

وبين أن "طائرات الكواد كابتر أخطر من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، خاصة أنها صغيرة الحجم ويمكن أن تصل إلى داخل المنازل والغرف السكنية"، مشيرًا إلى أن وجودها بمكان يجبر جميع السكان على النزوح منه.

 

أخبار ذات صلة

نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر 45 غارة بغزة خلال الساعات الماضية

قتلى بقصف إسرائيلي على حي الشجاعية في غزة

تخفيضات كبيرة على سيارات تويوتا RAV4 غير المباعة

اشترِ الآن موديلات تويوتا RAV4 غير المباعة بخصومات هائلة. اغتنم الفرصة واحصل على سيارة الدفع الرباعي المثالية لك بسعر مخفض. لا تفوت التوفير الكبير على هذه السيارات الرائعة!

سيارات | إعلانات البحث

إسرائيل تسعى إلى تقسيم قطاع غزة عبر إنشاء محاور ومناطق عازلة

أرتال عسكرية إسرائيلية تتقدم في غزة.. وموجة نزوح جديدة

مسيرة إسرائيلية

أنباء عن إسقاط مسيرة إسرائيلية استطلاعية في جنوب سوريا

......

تنبؤات "عائلة سمبسون" .. حدس خارق أم سفر عبر الزمن؟

 سرايا منذ ظهوره عام 1989، أثار مسلسل "عائلة سمبسون" جدلا بعدما جذب الانتباه بفعل استشرافه الدقيق لأحداث مستقبلية مهمة.

 

 

عبر 35 موسمًا، قدمت السلسلة تنبؤاتٍ عن أحداث عالمية وتقنيات ثورية وحتى تفاصيل سياسية بدت خيالية وقت بثها، لكنها تحققت لاحقًا بطرق أذهلت المشاهدين. وهذه أبرز هذه التنبؤات التي تجعل المرء يتساءل: هل كان كُتّاب المسلسل مسافرون عبر الزمن؟!

ترامب رئيسًا

 

 

في حلقة المسلسل عام 2000 "بارت إلى المستقبل"، فازت ليزا سمبسون برئاسة الولايات المتحدة.

وخلال هذه الحلقة، ظهر والدها هوميروس سمبسون وهو يطير بجوار لوحة إعلانية في الخلفية، مكتوب عليها: "ترامب 2024".

 

 

 

بعد ستة عشر عامًا، تم انتخاب نجم تلفزيون الواقع ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، مما جعل المشهد أحد أشهر نبؤات المسلسل. وبالإضافة إلى التنبؤ الغريب أعيد انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2024.

 

 

 

وعندما تم انتخاب ترامب بعد 16 عامًا من عرض تاريخ الحلقة، قال الكاتب دان غريني لصحيفة "هوليوود ريبورتر": "كان هذا بمثابة تحذير لأمريكا".

 

 

 

زي تنصيب هاريس

 

 

في الحلقة ذاتها، بدا أن مسلسل "عائلة سمبسون" يُلمح إلى منصب نائبة الرئيس كامالا هاريس من خلال اختيار ليزا لملابسها.

 

 

 

حضرت هاريس البالغة من العمر 57 عامًا حفل تنصيب جو بايدن عام 2021 وهي ترتدي زيًا أرجوانيًا زاهيًا من تصميم الأمريكيين كريستوفر جون روجرز وسيرجيو هدسون، والذي زينته بقلادة من اللؤلؤ من تصميم البورتوريكي ويلفريدو روسادو.

 

 

 

تشبه المجموعة بشكل ملحوظ تلك التي ارتدتها ليزا سمبسون في حلقة المسلسل الكرتوني عام 2000.

 

 

 

جائحة كورونا

 

 

تناولت حلقة بعنوان "Marge in Chains" عُرضت عام (1993)، قصة انتشار فيروس "إنفلونزا أوساكا" عبر عصارات ملوثة من اليابان. وبعد 27 عامًا، ضرب وباء "كوفيد-19" العالم، مع اتهامات بانتقاله من مختبرات أو عبر سلاسل إمداد عالمية، ما أثار ذهول الجميع من دقة التشابه.

 

 

شغب الكابيتول

 

 

وبالمثل، ربما يكون المسلسل قد تنبأ أيضًا بأعمال شغب الكابيتول التي وقعت في يناير/كانون الثاني 2021، عندما تسبب حشد من أنصار دونالد ترامب في حالة من الفوضى سعياً لإلغاء هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

 

 

 

 

ومن المثير للدهشة، في الحلقة الحادية والثلاثين من مسلسل "بيت الشجرة المرعب"، ينام هومر طوال يوم الانتخابات ولا يتمكن من الإدلاء بصوته.

 

 

 

ويستيقظ لاحقًا ليجد فوضى عارمة في الشوارع، حيث شوهدت الشخصية لاحقًا في يوم التنصيب مرتديةً درعًا واقيًا وتجلس على سطح منزلها بينما تحترق سبرينغفيلد من حوله.

 

 

 

فضيحة الفيفا

 

 

وفي حلقة "لا يجب أن تعيش مثل الحَكَم" (2014)، يكشف هوميروس عن فسادٍ في منظمة كرة القدم. وبعد عامٍ واحد، اندلعت فضيحة الفيفا الحقيقية، مع اتهاماتٍ بتلقى رشاوى بلغت 150 مليون دولار، ما أدى إلى إقصاء رئيس المنظمة سيب بلاتر.

 

 

ريتشارد برانسون إلى الفضاء

في حلقة "The War of Art" التي عرضت عام (2014)، يظهر الملياردير ريتشارد برانسون مسترخيًا في الفضاء. وفي 2021، سافر بالفعل إلى حافة الفضاء عبر شركته "فيرجن جالاكتيك"، ليتحول الخيال إلى إنجازٍ تاريخي.

 

 

أزمة اليونان الاقتصادية

وفي حلقة "Politically Inept" التي عرضت عام (2012)، يُعلن خبرٌ ساخر: "أوروبا تضع اليونان على موقع البيع إي باي" وبعد سنوات، عانت اليونان من أزمةٍ اقتصادية كارثية عام 2015، كادت تُخرجها من الاتحاد الأوروبي، ما جعل النكتة الكارتونية واقعًا مريرًا.

 

مكالمات الفيديو

في الحلقة نفسها التي تنبأت بالساعات الذكية (1995)، استخدمت الشخصيات هواتف فيديو، وهو ما تحقق مع انتشار Skype وZoom، خاصة خلال جائحة كورونا، حيث أصبحت المكالمات المرئية عصب التواصل العالمي.

ورغم ترجيح البعض أن تكون هذه التنبؤات مجرد مصادفات، إلا أن تكرارها وتفاصيلها الدقيقة تدفع للتساؤل عن سرّ هذا الاستشراف، فربما يكون الكُتّاب قد امتلكوا حدسًا اجتماعيًّا وسياسيًّا فذًّا، كما يقول المخرج مات غرينينغ.

.....

هل تكون شريحة «سيسكو الكمومية» بداية عصر الإنترنت غير القابل للتنصّت؟

 

شبكة بحرارة الغرفة تدعم الحوسبة الكمومية تبني «سيسكو» نظاماً متكاملاً يشمل العتاد والبروتوكولات والبرمجيات لتبسيط استخدام الشبكات الكمومية دون الحاجة لفهم فيزيائي معقد (غيتي)

تبني «سيسكو» نظاماً متكاملاً يشمل العتاد والبروتوكولات والبرمجيات لتبسيط استخدام الشبكات الكمومية دون الحاجة لفهم فيزيائي معقد (غيتي)

سان دييغو - الولايات المتحدة: نسيم رمضان

نُشر: 16:54-17 يونيو 2025 م ـ 21 ذو الحِجّة 1446 هـ

في وقت يسيطر فيه الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب حياتنا، تطرق تقنية أخرى، هادئة لكنها ثورية، أبواب العالم الحقيقي آتية من المختبرات «الشبكات الكمومية». وفي قلب هذا التحول، تقف شركة «سيسكو» ليس بهدف صنع حواسيب كمومية، بل لتحقيق مهمة لا تقل أهمية، وهي ربط هذه الحواسيب ببعضها بعضاً.

خلال حوار خاص مع «الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر «سيسكو لايف» في مدينة سان دييغو الأميركية، أوضح فيجوي بانديه الرئيس العام ونائب الرئيس الأول لـ«أوت شيفت باي سيسكو» (Outshift by Cisco) ورامانا كومبيلا رئيس أبحاث «سيسكو» أن الشركة تتبنى رؤية عملية طويلة المدى تجاه التقنيات الكمومية. وتكمن استراتيجيتها في بناء العمود الفقري لهذه التقنية أي الشبكات والبروتوكولات التي ستجعل الحوسبة الكمومية القابلة للتوسع حقيقة واقعة.

 

فيجوي بانديه الرئيس العام ونائب الرئيس الأول لـ«Outshift by Cisco» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)

فيجوي بانديه الرئيس العام ونائب الرئيس الأول لـ«Outshift by Cisco» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)

الشبكة هي الحدود الجديدة

يشرح بانديه أنه بينما تركز شركات مثل «آي بي إم»، و«غوغل» على المعالجات الكمومية، تركز «سيسكو» على البنية التحتية اللازمة لربطها. ويضيف: «لسنا في مجال صنع وحدات المعالجة الكمومية، بل نصنع الشبكة التي تتيح لها التواصل». هذا التوجه يحمل أهمية كبرى. فأقوى الحواسيب الكمومية اليوم لا تتجاوز قدرتها بضع مئات من «الكيوبتات»، وهو رقم يقل بكثير عن الملايين المطلوبة لتطبيقات ثورية مثل التنبؤات المناخية الدقيقة أو اكتشاف الأدوية. هنا تبرز رؤية «سيسكو» عبر ربط أنظمة كمومية صغيرة في شبكة موزعة، لتحويل مجموعة من الأجهزة المحدودة إلى وحدة معالجة فائقة القوة.

 

وليس هذا مجرد حديث نظري. ففي خطوة عملية، كشفت الشركة مؤخراً عن شريحة كمومية مبتكرة تولد «فوتونات» متشابكة بدقة عالية وفي درجة حرارة الغرفة، مع توافق كامل مع ترددات الاتصالات الحالية. يمهد هذا الطريق لاستخدامها في البنى التحتية للألياف الضوئية الموجودة.

 

كيف تختلف الشبكات الكمومية؟

يوضح كومبيلا أنه في الشبكات التقليدية، تُرسل البيانات عبر بتات (1 و0) تنتقل عبر الموجهات. أما في الشبكات الكمومية، فالعملية تعتمد على التشابك الكمومي. يقول: «تخيّلها مثل صندوقين سحريين... ما تضعه في أحدهما يظهر فوراً في الآخر. هذه ليست خدعة، بل هي النقل الكمومي في أبهى صوره».

 

هذه «الفوتونات» المتشابكة لا تنقل بيانات بالمعنى التقليدي، بل تنقل حالات كمومية. ويكمن الإنجاز الحقيقي في تحقيق التزامن أي ضمان قدرة طرفين على معالجة البيانات نفسها في اللحظة ذاتها، مهما تباعدت المسافات بينهما.

 

لكن التحديات التقنية لا تخفى. يحذر كومبيلا من أن «الفوتونات» حساسة للغاية أي مجرد محاولة تمريرها عبر محولات شبكية تقليدية كفيلة بتدمير خصائصها الكمومية. وهذا ما دفع «سيسكو» لتطوير جيل جديد كلياً من المحولات والبروتوكولات المصممة خصيصاً للحفاظ على التشابك.

 

رامانا كومبيلا رئيس أبحاث «سيسكو» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

رامانا كومبيلا رئيس أبحاث «سيسكو» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

اختراق درجة حرارة الغرفة

لطالما ارتبطت التقنيات الكمومية ببيئات شديدة البرودة، مما شكل عائقاً كبيراً أمام تطبيقاتها العملية. لكن شريحة «سيسكو» الجديدة قلبت هذا المفهوم رأساً على عقب. ويوضح بانديه أن «سيسكو» تمكنت من توليد «فوتونات» متشابكة في درجة حرارة الغرفة وعلى ترددات الاتصالات المعتادة. ويضيف: «هذا يعني إمكانية استخدام البنى التحتية الحالية للألياف الضوئية في مراكز البيانات».

 

يفتح هذا الإنجاز الباب أمام تطبيقات عملية في القريب العاجل، حتى قبل اكتمال نضج الحواسيب الكمومية. ويتابع بانديه: «ما نعمل عليه اليوم هو شبكة كمومية للعالم التقليدي، حيث يمكن للاستخدامات الحالية أن تستفيد من خصائص الكم منذ الآن».

 

تطبيقات عملية

في مجال الأمن السيبراني، تقدم تقنية «سيسكو» حلاً ثورياً للكشف عن التنصت. ويبين كومبيلا أن «أي محاولة للاعتراض على القناة الكمومية ستُخل بتوازن التشابك، وسنتمكن من رصدها فوراً». هذا الأسلوب المعروف باسم «الأمن الكمومي الآمن» يمكن دمجه مع أنظمة التشفير الحالية لحماية الاتصالات الحساسة.

 

أما في المجال المالي، خصوصاً التداول عالي السرعة، فتتوقع «سيسكو» استخدام شبكاتها الكمومية لمزامنة مراكز البيانات بدقة غير مسبوقة. ويردف بانديه: «تخيل خوادم في طوكيو ووادي السليكون تنفذ أوامر مالية في التوقيت ذاته... هذه هي قوة التنسيق الكمومي».

 

الشريحة التي طورتها «سيسكو» تُنتج فوتونات مترابطة تُستخدم لنقل المعلومات الكمومية بأمان (سيسكو)

الشريحة التي طورتها «سيسكو» تُنتج فوتونات مترابطة تُستخدم لنقل المعلومات الكمومية بأمان (سيسكو)

منظومة متكاملة لا مجرد شريحة

يؤكد كومبيلا أن «سيسكو» تبني نظاماً متكاملاً يبدأ من الشريحة وينتهي بطبقة البرمجيات. هذا النظام يشمل مترجماً كمومياً وبروتوكولات لتوزيع التشابك وأدوات مخصصة للمطورين.

 

كما يعكس نهج «سيسكو» التطور التاريخي للحاسوب من العتاد الصلب إلى أنظمة التشغيل ثم التطبيقات. ويعد بانديه أن هدف «سيسكو» هو جعل التقنية الكمومية في متناول الجميع كما خدمات السحابة اليوم. ويوضح أن المطور لا يحتاج إلى خلفية فيزيائية متقدمة لبرمجة تطبيقات كمومية.

 

التعاون والاستثمار في الكفاءات

يلاحظ كومبيلا أن المهارات المطلوبة تحولت من الفيزياء النظرية إلى هندسة الأنظمة، لكنه يحذر من ندرة الكفاءات في هذا المجال الناشئ. لذلك تتبنى «سيسكو» سياسة الانفتاح، مستلهمة نموذج IBM's Qiskit. وهو إطار برمجي مفتوح المصدر من شركة IBM مخصّص للحوسبة الكمومية، ويهدف إلى تطوير وتشغيل الخوارزميات والتطبيقات الكمومية. ويكشف بانديه أنه سيتم قريباً إطلاق «مكتباتنا البرمجية مفتوحة المصدر لجعل التعامل مع الشبكات الكمومية سهلاً مثل تثبيت حزمة بايثون». ويؤكد القياديان على أهمية التعاون، ويعدان «أن بناء الإنترنت الكمومي مهمة ضخمة تتجاوز قدرات أي شركة بمفردها، ولهذا يتم العمل مع جامعات وشركات ناشئة ولاعبين آخرين في هذا المجال».

 

الشبكة الكمومية الجديدة تعمل بدرجة حرارة الغرفة وباستخدام الألياف البصرية الحالية ما يجعلها قابلة للتطبيق العملي اليوم (غيتي)

الشبكة الكمومية الجديدة تعمل بدرجة حرارة الغرفة وباستخدام الألياف البصرية الحالية ما يجعلها قابلة للتطبيق العملي اليوم (غيتي)

ما يعني هذا لعملاء «سيسكو» اليوم؟

يتنبأ بانديه بأن وحدات المعالجة الكمومية ستصبح مكوناً أساسياً في بنية الحوسبة المستقبلية. ويتابع: «ستتطور شبكاتنا تدريجياً لدعم هذه التقنية، كما حدث مع الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية».

ويصرح بأن الشركة تبحث حالياً في تطبيقات هجينة تجمع بين التقنيات التقليدية والكمومية. ويذكر أنه يتم ورود طلبات فعلية من عملاء يتوقون لاستكشاف إمكانات هذه التقنية. ويقول: «في مجالات مثل التنسيق الدقيق والاتصالات الآمنة وحتى الاستشعار الكمومي... المستقبل لم يعد بعيداً لقد بدأ اليوم».

 

بعيداً عن الخيال العلمي، تقدم «سيسكو» مقاربة عملية للشبكات الكمومية. عبر خطوات ملموسة مثل تطوير شرائح تعمل في درجات الحرارة العادية، وإعادة تصور تصميم المحولات، وتبسيط الأدوات البرمجية، تسعى الشركة إلى الإسهام بفاعلية في تشكيل مستقبل هذه التقنية.