الأربعاء، 25 يناير 2023

سؤالات عيدة الهاجري للروائي محمد فتجي المقداد

عيدة الهاجري\ السعودية . طالبة دراسات

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ‏اتمنى تكون بصحة جيدة أستاذي الفاضل و الأسرة الكريمة. ‏أرغب بمشاركتك معي في الإجابة على هذه المحاور لبحث مقرر جامعي حول الأفلام:

...........................

أسئلة وجهت للروائي السّوريِّ: محمد فتحي المقداد.

 ١- هل الأفلام التاريخ لامست التاريخ، وجعلت منه واقعًا أمام المشاهد، أم كانت في سياق أخر بعيد عن التاريخ؟.

جواب ** الصراع على التاريخ ومن أجل التّاريخ، هناك صُنّاع التّاريخ الإنسانيّ، وهناك من دخلوا التّاريخ من أوسخ أبوابه، من باب الحروب والقتل والدّمار، التي هي نتيجة حتميَّة للاستعمار والدكتاتوريَّات العقيمة.

والتاريخ بطبيعة الحال ميدان واسع يحتاجه الجميع الفاعل به والمُنفعل به، ومع تطوُّر الأدوات الإعلاميَّة التابعة لجهات التمويل المختلفة برؤاها وأيديولوجيَّاتها، وانتماءاتها المختلفة جغرافيًّا وفكريًا بأنماط حياة بأشكالها الفريدة.

 الأفلام والمسلسلات التَّاريخيَّة من المفترض هي إعادة للتاريخ لتخليصه من الشَّوائب المهولة المُشوِّهة لمسيرة شعب من الشُّعوب بطريقة أو بأخرى, بدل ذلك اشتغل المُنتجون والمخرجون والمؤسَّسات الدَّاعمة والمُموِّلة لنشاطهم، على تشويه التاريخ الأصلي، حسب توجُّهاتهم الفكريَّة ذات الخلفيَّة الأيديولوجيَّة أو الطَّائفيَّة، وذلك هدف إعادة تشكيل فكر الجماهير من خلال تضليلهم.

وإنتاج مادَّة مُقلَّدة ومُشوَّهة عن الحدث الأصلي، عندما أعادوا بناء تاريخ جديد نسخة ليست طبق الأصل؛ فالعلمانيّ والقوميّ والإسلاميّ مثلًا، ينظر كلٌّ منهم للتَّاريخ من خلال رؤيته، ومن طريقة لتفسيره وفق منظوره الدِّينيّ أو القوميِّ أو العلمانيِّ، وتجيير التاريخ لصالحه، باتِّباع الكذب والتدليس والتغشيش والدَّسِّ، وبحرف الحقائق عن مسارها الحقيقيِّ والواقعيِّ.

يقومون بكلِّ ذلك من أجل توسيع قاعدة مُناصريهم، وفي سيبل تمرير مشاريع مُعادية لثوابت وأعراف وتقاليد الأمَّة أيَّة أمَّة، وهو نوع من الاختراق الذي لا يقلُّ خطرًا عن الاجتياح والاحتلال العسكري المُباشر وغير المُباشر، أو هو بتعهير القِيَم الدِّينيَّة والاجتماعيَّة والأعراف والتقاليد، تمهيدًا للهزيمة النفسيَّة والرُّوحيَّة والعسكريَّة، ولإماتة روح المقاومة، وإطفاء جذوة الرُّوح المعنويَّة في النُّفوس.

كلُّ هزيمة لأيَّة جبهة  كانت، تبتدئ بانهيارات المعنويَّات، وحلول اليأس والقُنوط، للاستسلام للأمر الواقع، والإقرار به عن إكراه أو رضا، تختلف السُّبُل والنتيجة واحدة.

 

 ‏٢- ماذا قدمت الأفلام، أو أضافت للمجتمع؟، ما هي أهداف المُنتجين من خلال الأفلام التي يقومون  بإنتاجها ؟.

جواب** الأفلام قدَّمت رؤى كتَّاب السِّيناريوهات الخاضعين لطلبات المُنتج المُموِّل، والذي غالبًا ما يكون بقصد تجاريٍّ وترويجيٍّ، وتحقيق ومكاسب ماديًّة، هذا جانب، وعلى الجانب الآخر هناك المؤسَّسات ذات الأهداف المُؤدلجة بكافَّة أطيافها، تدفع من أجل تسويق أفكار جديدة، من خلال التشكيك والتَّشويه للحقائق، لإعادة تشكيل عقول النَّاس بما يتساوق مع خُططهم وأهدافهم، لتنفيذ مُخطَّطاتهم بسهولة ويُسر بلا مُقاومة أبدًا،وهناك من استطاع بمقاربات لامست جزءًا من الحقيقة، وأتمّ بمغالطته بقيّة القصّة ضمن رؤية تشويهيّة هدّامة.

2٩\ 1\ 2023