الجمعة، 26 يونيو 2020
أسئلة حلقة الروزانا
شهادة إبداعية رسائل وتين
مسرحية
كتب فؤاد فؤاد قناية عن الروائي محمد فتحي المقداد
كتب فؤاد قناية/ سورية
====================
(محمد فتحي المقداد)
(أديب ألمعي وقاص ذكي وشاعر ومبدع)
في البدء كانت الكلمة فكانت السمة الرئيسة التي يتعالى بها
شموخ البشرية وتصعد من خلالها إلى منابر الشرف لتبلغ بذلك أعلى درجات العلو
والرفعة، فالكلمة ليست مجرد رسالة تصك في دقائق إنما هي من يحرر الإنسان من سجن
العقول إلى فضاء الإبداع ومن المعروف لنا أن العلم لا تثمر أزهاره إلا إذا اقترن
بالعمل وحسن الأخلاق وأديبنا جمع بين الحسنيين فهو مدرسة إبداع
وأدب وعلم وأخلاق، آتاه الله من الموهبة أجملها ومن
الأخلاق أعلاها فهو كنسمة هواء رقيقة ومثال للباقة واللطافة وحسن المعاشرة، استمد
ذلك من بيئته العريقة (بصرى الشام) التي تتوسطها قلعتها الشامخة بكل جلال ووقار
محمد فتحي المقداد صاحب كلمات لها فعل كفعل السحر كما أنه
يمتلك بلاغة متميزة مما يجعل اللغة خاضعة في بنائها ووظيفتها لمكونات الجنس أما
شعره الذي يجمع بين اللغة والأدب والحكمة وجزالة اللفظ lمما يجعل القارئ حائراً غارقاً بين سحر الكلمة والإبداع
البلاغي فيزداد شوقاً للمتابعة وعند بلوغه النهاية يجد نفسه لا يستطيع أن يصف روعة
ما قرأ، كما أن كلماته تعبر عن صدقه ورقة مشاعره وذلك من خلال مخاطباته الوجدانية
وإشاراته الروحية وكشف القبح في المجتمعات ووضع الصورة أمام مقابلاتها فينتج في
نفوس متلقييه الرغبة في الترقي للأجمل التي يمس بها النواحي والنواصي العليا التي
تبدأ من الضمير وتنتهي إليه وكأنه يمسك بخناق الإنسانية لكي لا تتردى .
أما فيما يتعلق بموضوعاته فهو الرجل الجديد المتجدد من دون
منازع فكل يوم يظهر لنا بحلةٍ جديدة مختلفةً عن سابقتها فهو يعُنى بتنويع المعاني
الشيء الذي لا يجعل القارئ يصاب بالملل فهو يقوم بانتقاء الألفاظ السهلة والعبارات
السلسة ذات المعنى والمغنى إضافة إلى الموهبة الساحرة التي يمتلكها والتي تعد
بمثابة وقود توهجه وتكشف لنا عن أصالته التي حظيت بمرتبة الشرف بامتياز فيكون بذلك
قد حقق شخصية الأديب فالأديب هو ضمير أمته ومرآة عصره
أما عن شخصيته فهو إنسان بكل معاني الإنسانية ودليل ذلك
موضوعاته التي نقرأها كل يوم فلو اختل في شخصيته معنى من معاني الإنسانية لانعكس
ذلك الخلل على فنه وكان بذلك غير مقنع لقرائه، وتجلى لي ذلك عند حديثي معه للمرة
الأولى فوجدته إنساناً متواضع يعتنق فكرة عزة النفس والكرامة والإيثار وإنكار
الذات وليس بعيداً عنه ذلك فالنظرة في عين المرء تريك مدى علاقته بالفكر ولو نظر
أحد إلى وجهه لوجد القراءة والكتابة تحفر لها أخاديد على بشرته وتضيف إلى عينيه
عمقا آخر .
وبذلك فإن تلك الصفات والخصوصيات التي تحدثت عنها ليست
مطروحة على قارعة الطريق كما يظن البعض ، بل هي وهب من الله وأصحاب تلك الخصوصية
قلة قليلون
وفي النهاية لا يسعني إلا القول بأن ومن بين كل النماذج
الإنسانية الرائدة والطليعية يبقى الأديب متميزاً بالخيال الحر الطليق والتصور
المكتمل لكل وجوه الحياة ، كيف هي كائنة وكيف يجب أن تكون تحية معطرة بأسمى آيات
المحبة والتقدير لأديبنا محمد فتحي المقداد مع خالص الود والمحبة
.....................................................................
fouad
kanaya
سادن الطريق (محمد فتحي المقداد) بقلم الشاعر محمد طكو
إن لم أكن تقمصتها جميعاً
إلا أنك أعدتني إلى قرية من قرى سوريا الجميلة الحرة الثائرة.
هذه القرية ( مَوْج) التي تتربع على حافة الأمل
التي أراد بعض من أهلها لها أن تحيا كما قدر الله لها ذلك .
قرية أرادت أن تسدل سنيناً من الظلم والقهر وتتنفس هواءها النقي الذي أكرمها الله به لا الهواء المعلب الذي أعده لها ثلة من المجرمين .
لقد رسمت يا صديقي بعض بيوتها ومضافتها وشوارعاً منها حتى لكأني أتمشى في قرية فيها ما فيها من الحياة . تنبض بالحب على سعف من نخيل الأمنيات البسيطة للشعب البسيط .
ولي مع شاعرها وحروفه الثائرة وتصويره قصة وفنجان قهوة .
أما أبا فندي فلا يليق به إلا أن يكون عربياً أصيلاً من سهل حوران النابض خيراً وغلالاً والمنتصب كالزيتون واللامع كبيادر القمح وقت حصادها.
لا يليق به إلا أن يكون ثائراً ليقود كما قاد ويحمل كما حمل حب الوطن وحب أهله و ألا يعتب إلا على من باع .
شهادة ملفقة قدمها الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية عن الروائي محمد فتحي المقداد
شهادة
ملفقة
بقلم - الشاعر و الناقد\ عبد الرحيم جداية
عندما ولد محمد فتحي
المقداد في بصرى الشام أقسم أهل بصرى بأن الحارث ملك الأنباط فرح
لمولده..، وأُعدّت الموائد وأقيمت
الأفراح..، ذلك ما حدثتني به الحاجّة منيفة جدته لأمّه التي التقيتها خارجة من الحمامات
الرومانية هناك؛ متوجّهة إلى صلاة العصر في مسجد بصرى الشام العمريّ.
وبعد الصلاة وحلقة الذّكر، قامت إحدى المتفقهات بتذكير النساء بقيمة
استشارة الزوج حتى في خروجها للمسجد ..، وقبل أن يؤذن شيخ المسجد لصلاة المغرب
سألت الحاجة منيفة زوجها أن يأذن لها بصلاة المغرب في المسجد..، تفاجأ الحاج محمد
من سؤلها، وهي المرأة التي تطوف بيوت القرية ومسجدها..، ومن هول المفاجأة قال لها
الحاج محمد: «صلي بالمسجد الأموي»، فضحكت بصرى كلّها من تلك الدّعابة.
فتحي المقداد..، هكذا أحَبَّ أن أناديه وأحيانا أناديه بكنيته: «أبو
هاشم»، ولكن لم يخطر ببالي أن أناديه البصراوي مع أني أناديه كثيرا بالحوراني، مما
ذكّرني بشيخنا الحسن البصري رحمه الله، وهو الذي يصرُّ دائما أن يناديني «أستاذ»،
ربّما لأني علّمت الصبيان في المدارس، وأدّبتُهم وربيتهم حتّى أصبحوا بمقام أبنائي،
ومع هذا يناديني «أبو حمزة»، وأحياني يُناديني بالحوراني، فكلانا ننتسب لهذه الأرض
الطيّبة التي أنجبت فخر علماء الأمة "ابن كثير، النووي، وابن القيّم"،
ومُفتيها أحد أجدادي لأمّي من (طيّبة) إربد الشيخ "عبدالرحمن
الطيبي" الذي سكن قرية طفس.
سادتي القضاة: ها أنا أتقدم لكم بشهادة ملفقة حول موكلي الذي ذرع
الأرض في ليبيا والإمارات، واستقرّ به المُقام في الكرك بعد أن خطّ طريقه إلى
الزعتري برواية تفتح مغاليق الحكاية، لكنّ أمّ الخنافس تمثّلت أحد أحلامه، وامتشقت
قلمه لترسم نفسها مجتمعًا مصغّرًا عن المجتمع السوري في رواية (دوّامة الأوغاد) التي لاقت نصيبها من
الحضور الثقافيّ، حيث كانت إربد «الدّاية» التي تلقّت روايته في حفل توقيع بهيج في
(جاليري أرب آرت)، فتملّحت روايته ما إن أبصرت النّور بكلمات ومداخلات
وشهادات إبداعيّة ودراسات نقديّة لم يداخلها التلفيق ولا التزوير بل نبعت حُبّا
وفرحًا في قلوب حورانيّة فرحت بولادة فارس وروائي. مع أن العرب كانت تفرح لولادة
فارس أو شاعر في القبيلة وكانت القبائل تفتخر بشعرائها حتّى أن قريشا كانت ترى
نفسها أقلّ شأنًا، إذ لم يكن فيها شاعر فحلٌ، حتّى ولد عمر ابن أبي ربيعة
يوم مقتل عمر بن الخطاب..، فقالت العرب: «أي حق رفع وأي باطل وضع»، من وقتها
ونحن نحتفل بحوران بولادة روائيّ.
درعا التي احتفلت بالعديد من الشعراء لم تحتفل إلا بالمقداد
روائيًّا، وعلي العبدالله صاحب رواية(رجل منسي)، ومحمد الحفري ابن
قرية (معرية) الصغيرة في درعا على حدود الجولان التي اتّخذتها قوّات الأمم
المتّحدة مقرًّا لها بعد حرب تشرين عام 1973م، ولم يذكرها التاريخ ولم تعرفها
الجغرافيا؛ لولا ذلك العلم الذي رفرف فاستوحى منه الروائيّ السوريّ الحورانيّ محمد
الحفري رواية (العلم)، التي لم أقرأها بَعْدُ، رغم حثّ فتحي المقداد لي على
قراءتها لكنّي لم أفعل بَعدُ. وأنا الذي زرت سعسع والقنيطرة والمعريّة، وشاهدت
السياج العازل البسيط الذي يفصل بين السّهل والجبل، فهل كنتُ شاهدًا على العتمة
حينذاك..، والسؤال يلاحقني: ما الذي منعك يا عبدالرحيم أن تخترق السياج، وتٌقبّل
العلم الذي قبّلهُ محمد الحفري؟.
كيف لي أن أكون شاهدًا على العتمة؟، رغم الدعوة الالهيّة بقوله تعالى:
«لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا»، فهل نحن الأمة الوَسَطَا التي
ذكرها رب العزة في محكم تنزيله ..، ومع هذا كيف لي أن أشهد الزور؟، وأنا لم أر أو
أسمع إلا القليل مما رواه المقداد لي وكتب التاريخ..، فهل تقبلون شهادتي. سادتي
القُضاة، وهنا أتذكر الحديث الشريف: «القضاة ثلاثة، واحد في الجنة، واثنان في
النار»، وقد ورد في القرآن: «شاهد من أهله، وشاهد من أهلها»، فلست يوسف،
وليس هو يوسف، وليس بيننا امرأة العزيز؛ لأُلفّق شهادة رائعة، كما لفّقها فتحي
المقداد القاص والروائيّ والكاتب والباحث في كتابه مقالات ملفّقة، جامعًا اللّغة
والتاريخ والسياسة والدين في أسلوب جديد، طوّر فيه المقالة لتلبس ثوب الجدّة
والابداع، كما ألبس الحريريّ ثوب التجديد في مقاماته، والجاحظ في كتاب البخلاء.
صديقي الذي ما زال يشهد على العتمة زورا..، لفّق مقالا ليقنعني أنّي
ما زلت على وجه الأرض..، هذا ما حدث ذات مساء، والأفكار تتصارع في دماغه كذئاب
كاسرة تبحث عن طعامها في صيد، فلم تجد حتّى جاءه أحدُهُم. فسأله المقداد: كيف
الحال (أبو طه). فردّ عليه الرجل المُتعَب، الذي لم يكن ذئبا كاسرًا، بل رجلًا
طيّبا بسيطًا.. ببساطة الطيّبين: «فوق الأرض». فلمعت الفكرة في فراغ رأس
المقداد، وكأن صاعقة تنزل عليه؛ ليشرع في روايته الجديدة بعنوان: "فوق الأرض".
وبهذا يا سادة يا كرام ألخّص لكم شهادتي الملفقة بلا مقدّمات، وبلا
قيل أو قال، كما كتب المقداد لعلّي أحصل على عفو المحكمة باعترافاتي التي شابهت
اعترافات مؤنس الرزاز في روايته: «اعترافات كاتم صوت»؛ لتَخلُص الحكاية،
وتنتهي الرواية كلّما طلع الصباح على شهريار، وتسكتُ شهرزاد عن القول المُباح كلّما
أذّن الفجر وصاح الدّيك.
ألتقيكم في شهادة ملفّقة قادمة، مُنتظرًا الحكم بالبراءة فأنا لم آت
بالجديد، وهذا ما أعرفه، وتابعته، عن لافتات المقداد التي غلّفها السراب بشاخصاته
الإبداعيّة دائمة التجدّد، ولم أكذبكم قولًا فهو القاصّ والروائيّ والكاتب والصديق
الذي أعتز بمتابعة تجربته الإبداعيّة.
ولكم مني الشكر على حكم
البراءة له من كلّ التّهم المنسوبة إليه، علمّا بأنّني لم أقسم على أيّ حرف مما
قلت.. فهل تجوز شهادتي؟.
إربد - 19 آذار 2017
منذ متى
-
( من أيّ ضياء يستقي ثقافته ) الروائي محمد فتحي المقداد بقلم – محمد الحراكي الثقافة هي الوجه اللامادي للحضارة، وكلّ ما يُصو...
-
رسّام كاريكاتير قصة قصيرة بقلم-(محمد فتحي المقداد)* أثناء فترة الدراسة في المرحلة الابتدائية، درجت موضة دفاتر تحمل على غلافها صورة الرئيس، ض...
-
الفضاءات الروائيّة في رواية (زيف القصاص) للروائي (حامد الشريف) بقلم الروائي – محمد فتي المقداد ما إن تجاوزتُ الصّفحات الأ...