تقديم
بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
يتأجج الحبّ كنبع ثرّ غزير صافٍ في قلب الأديب
(محمد الحراكي)، ليكون ظاهرة لافتة في زمان تصحّرت فيه القيم، وأجزم بقوّة أنّه
بنفسه يعتبر مدرسة حب مُشعّة بالطاقة الإيجابية في محيط يكاد يفتقد هذه الظاهرة،
لأسباب عديدة.
مملكة الحبّ .. مملكتي.. واقع (محمد الحراكي)
يحكيه سلوكًا عمليًّا، وكأنّ لساني يحكي على لسانه:
"أنا
الملك, المُتَوّجُ على عرش القلوب السعيدة، تاجي .. تاجُ عِزًّ .. لمملكتي الكبيرة
مملكة الحب العريقة. مملكتي خارج الزمن, غير محدودة الموطن؛ فاحتلت عواصم القلوب..
وأنارت الدروب العتيقة.. وحرقتِ المسافات ما بين القارات السبع. وحاربت الحدود..
وأصبحت أجمل ممالك الدنيا تألق فيها .. (عنترة وعبلة) وقيس ولبنة.. وليلى سعيدة
بمجنونها .. !! دخولها مسموح .. بلا تأشيرة مسبقة لكل من يحمل في قلبه الحب. أنا ما اخترت شعبي وأتباعي، ولا تدَخّلتُ
في منح الرُّتبِ والألقاب، وأصدرت .. مرسوماً .. بتسمية مملكتي.. مملكة
الحب".
كتابه هذا (قراءات أدبية) جاء نتيجة جهد كبير
على مدار سنوات، ليكون مادّة توثيقيّة لجزء من الحركة الأدبية والثقافية على
السّاحة الأردنية والعربية والعالميّة. لنتاجات الأدباء والشعراء والفنانين، وتشكيل
مادّة لتلاقح ثقافيّ معرفيّ يُعتدّ به. إذا اقتربت من (محمد الحراكي) أحببته، وإذا
ابتعدتَ عنه؛ حرّقتك الأشواق لتحمل حاديها بالمسير إليه، عرفتُه إنسانًا حمل في
داخله قلبًا، وروحًا شفّافة؛ كأنّه قبسٌ سماويّ مُتوهّج في واقعنا المظلم.
إربد
– الأردن ــــا 15 \ 6\ 2020