الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

فنجان قهوة (أقصوصة)

أقصوصة:-

- أخبرني:
"أنّ ألذّ وأطيب فنجان قهوة تذوّقتُه في حياتي، من يد خطيبتي في أوّل لقاء علنيّ مشروع".
آهاتي تشظّت على شواطئ ذكرياته، فلم أحِر ردًّا:
"أتوقّع أنّك لم تتذوّق فيه طعم البُنّ، بل بَلَعت الطُّعْمَ مع أوّل رشفة".
ضحكاتُنا كسرت حاجز الصّمت المُهيْمن على جلستنا. راح توغّلًا في مآسٍ لا تُعنيني. صوته يأتيني كمن هو في بئر. عيناي ما زلتا تغرسان نظراتهما في وجهه.

من كتاب (بتوقيت بُصرى / الروائي محمد فتحي المقداد)

خيمة في ساحة بعبدا (أقصوصة)

أقصوصة٠-

خيمة في ساحة (قصر بعبدا) أمر بِنَصبِها العقيد أبو شهاب.
جلب إليها طاولة (بينغ بونغ)، ورُقعة شطرنج.
روّاد القصر يخضعون للتفتيش عبر البُوّابة الإلكترونية. ومن ثمّ بالطريقة المعهودة. تمهيدًا لدخول الخيمة.
(الاصطفاف بالدّور مظهر حضاريّ) لافتة على مَدخَلَيْ الخيمة.
العسكريّ يقوم بمهمّته غير آبهٍ بكلمات مُتذمّرة تعلو بين الحين والآخر من الطّابور الطويل الذي استنفذ وقتهم.
الوقوف على رقعة الشطرنج إجباريّ للجميع بلا استثناء للرّئيس قبل الوزير.
أبو شهاب لا يجلس على كُرسيّه إلّا إذا تعب من لعب الطّاولة؛ ليأخذ نفَسًا عميقًا، ويحتسي كأس (المَتّة)؛ فيدبّ فيه النّشاط والحيويّة من جديد لمتابعة اللّعب.
عيناه لا تتراخيان عن مُتابعة الرّقعة، وقد طال امتثال الواقفين في مُربّعاتها، إلى حين إصدار أمره: "كِشْ مَلِك".
المبعوثُ الأمَميّ بانتظار وصول أعضاء الحكومة إلى قاعة الاجتماعات.
امتلأت جيوبُ العسكريّ بالهدايا الثّمينة من ساعات وخواتم ذهبيّة ودولارات؛ فسمح لهم بالعبور السّريع.
العقيد نائم، وشخيره يصل أذُنيّ المبعوث المُحاصر بوقته الضيّق.

من كتاب (بتوقيت بُصرى) الروائي محمد فتحي المقداد