دعوة
لحوار في "الدستور"
المثقف
ودوره في اللحظات الحرجة من التاريخ
عمان –
حوار. نضال برقان
......
دعوة لحوار في "الدستور"
المثقف ودوره في اللحظات الحرجة من التاريخ
عمان – نضال برقان
على الرغم من أهمية دور المثقف الحقيقي،
في مختلف الظروف التي تواجه مجتمعه، بيد أن ذلك الدور يتعاظم في اللحظات الحرجة والفارقة
من التاريخ، حيث يتجلى اشتباكه الفاعل مع قضايا الأمة المصيرية.
وبينما تواجه الأمة العربية تحديا مصيريا
متمثلا بالعدوان الصهيوني الغاشم على الأهل في فلسطين عموما، وفي غزة على وجه التحديد،
من قتل وتدمير ممنهج للبنية التحتية والصحية، ومحاولات التهجير القسرية للشعب الفلسطيني،
فإننا نتوجه بمجموعة من الأسئلة التي تتمحور حول دور المثقف الحقيق وما يُنتظر منه
في اللحظات الحرجة والفارقة من التاريخ، إلى مجموعة من المثقفين، ومحطتنا اليوم مع
...........
* برأيك، ما الدور الذي يمكن أن يقوم به
المثقف العربي في ظل العدوان الغاشم الذي يقوم به الاحتلال في غزة؟
-ج. بلا شكٍّ أنَّ للمُثقَّف المُمتلِك
لأدواته دور توعويٌّ حقيقي في بثّ الطُّمأنينة والأمل بمحيطه الاجتماعيّ من خلال التواصل
المُباشر، وإيقاد شُعلة الحماس للقضيّة، وإعادتها إلى دائرة الاهتمام. ويمكن ذلك على
نطاقات أوسع على شبكات التواصل الاجتماعيّ، ومنتدياتها.
* يعيدني الراهن العربي إلى طبيعة العلاقة
بين المثقف والحدث الراهن والمعيش، ترى لماذا لا نسمع صوتا (قويا) للمثقف العربي في
اللحظات الحرجة والمفصلية من تاريخ الأمة، مثل اللحظة الراهنة التي نعيش الآن؟
-ج. إشكاليّة المثقف والسلطة قديمة متجددة
باستمرار ما بين مهادنة وتصعيد، ومُحاولات تدجين المثقف ترغيبًا وترهيبًا، ومحاولات
التضييق على صاحب الرأي والكلمة، لتغييبه عن المشهد وإسكات صوته وخنقه بالقوة إذا لزم الأمر. فالمثقف لا يملك إلا
قلمه ولسانه، وهامش الحريّات الشخصيّة المُتاح، وقضيّة التأثير والتأثُّر مقلقة للدكتاتوريّات
غير المؤمنة بالآخر وصوته. هذه العوامل تُسطّح دور المثقف بالتجاهل والتهميش والتواري
خلف لافتات لإفشال دوره وتشويهه.
* ترى هل تناول المثقفين للأحداث الكبرى
واللحظات المصيرية في تاريخ الأمة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي أم سلبي على المنتج
الإبداعي، ولماذا؟.
-ج. المُثقّف جزء أصيل فاعل ومنفعل بمحيطه،
وعندما يكون شاهِدَ عيانٍ للحظة تاريخية، فهو يؤرّخ ويُنظّر ويُحلّل ويستشرف ويُقارن
الشيء بالشيء؛ ليخرج برُؤية مُستقبليّة وازنة تأخذ دورها الفعّال الإيجابيّ، وأسّست
لخدمة أهداف أمّته وقضيّته، وبكلّ تأكيد سيكون انعكاس ذلك على ما يُستقرَئ مُستقبلًا
بالبحث والدِّراسة.
* هل تؤمن بجدوى أدب المقاومة؟ وهل الكتابة
الآن لصالح النّضال الفلسطينيّ في غزّة هي أدب مقاومة؟.
-ج. الأدب بأشكاله وأنواعه نتاج تفاعلات
الحياة وسلوكاتها المختلفة. وما يُكتَب في أيّ مجال سيكون ضمن سياقه الزمني والمكاني،
وأدب المقاومة جدول ينقل الأحزان والأهات والدمار الدماء والحرب وويلاتها، لتصبّ جميعها
في نهر الأدب العربيّ والعالمي، ورافد لمسيرة الأدب التصاعديّة وتوتُّراتها.
* برأيك، هل تعتقد أنّ العدوان الغاشم الذي
يقوم به الاحتلال الصّهيونيّ في غزة قد شكّل نقطة تحوّل في مشهديّة الثّقافة والإبداع
العربيّ؟.
-ج. بكلّ تأكيد فإنّ هذا العدوان شكّل حالة
جديدة تمامًا على جميع الأصعدة ومنها الصعيد الثقافي، وسيشكل منجمًا لا ينضب من معاني
التجذّر والإصرار، والهمجيّة والدمار، والخبز والماء، وحبّة الدواء المفقودة وحاجة
الطفل إليها، وقصف المستشفيات، واختطاف الجرحى وأسرهم، والمقابر الجماعية، والحصار.
وهذه الأمور مدرسة لنا وللأجيال القادمة.
......
محمد
فتحي المقداد روائي سوري مقيم في الأردن
![]() |