الجمعة، 21 أغسطس 2020

قراءة نقدية على نص محاولات للاستاذ أحمد الغماز

 محاولات.. 

ق. ق. ج


تحرّش بها؛ فأعرضت عنه.

رفعت يديها إلى السّماء،

ثمّ حاولت جاهدة أن تتذكّر، ماذا ستدعو.

________

نموذج للقصة القصيرة جداَ للروائي والقاص محمد فتحي مقداد .

في الواقع ،  أرى ان هذه القصة يجب ان تدرس في منهاج الأدب الحديث تحت صنف القصة القصيرة جدا. 

اتبع القاص هنا كم هائل من الإحساس المكثف لتغليف النص بورق السولوفان وتقديمه للقارئ كباقة ورد .

تكثيف المشاعر هنا هو احد شروط القصة القصيرة جدا ، ان دخوله للشخصية ورسمها من الداخل بذلك المونولوج الخفي لهو عمل شاق ويحتاج الى كم هائل من الذوق الفني وتلبس أو تقمص الشخصية بكامل تفاصيلها الانسانية حتى يتمكن القاص من عرضها في نصه .

الشرط الاخر ، هي تلك النهاية التي لم تخطر على البال ولا على الخاطر ، حيث حققت دهشة صادمة صادمة وغير متوقعة للقارىء من خلال الثنائية أو المفارقة الهائلة بين بداية النص ونهايته حيث بدأ بالتحرش ، الذي هيئ القارئ للمتوقع ثم باغتنا بنهاية غير متوقعة ومفاجئة  ومدهشة بأن الشخصية أعادت النظر بموقفها .

اذا نظرنا الى الاقتصاد المدروس في اللغة ، قد نلاحظ ان لكل كلمة وظيفة ولكل فاصلة ونقطة وعلامة تعجب ايضا وظيفتها ، فلا مجال للاستطراد ( في الحكي ) بذلك يحقق القاص الشرط الاكبر في القصة القصيرة جدا  ، وهو تقديم النص بأقل أقل الكلمات ليذهب الى تلك المساحات الشاسعة من المعنى .

رؤية سريعة فقط لنص الصديق محمد المقداد

=====

كتب أحمد محمد دحبور 

حين اقرأ للصديق العزيز احمد الغماز لا ادري لم ابتسم لطريقته واسلوبه في قراءة ونقد النصوص انها ابتسامة الزهو والاعجاب لانه في كل مرة نقرأ له نقدا او سردا نشعر بأنه اضاف لنا إضافة نوعية في عالم المعرفة .

فالقصة القصيرة جدا تعمل على تكثيف الزمن والاختزال في اللغة وتذهب بنا رأساً الى الغاية والغرض عبر الإيماء والتلميح والإشارة ، فتأخذ من الشعر التلميح، والوظيفة الشعرية للغة وعنصر المباغتة والمفاجأة في التحول، وتقطيع الزمن السردي وتحويله الى مركز شعوري اشار اليه ناقدنا الغماز في قصة الصديق محمد مقداد من حيث الاقتصاد في اللغة والتعبير ، والتقشف في المعنى الظاهر والقريب ، فالخبر والشعر هو المرجع الشكلي والبنائي للقصة القصيرة جدا، اما المرجع والسند في مضمون ق.ص.ج فهو متنوع حسب الخلفية الثقافية والفلسفية ودرجة تخيل الكاتب، ومقصديته ووعيه وتجربته بالنوع الأدبي الذي ينشئه، وتحتل المرجعية الاننسانية مساحة هامة في مثل هذا النوع من القص كما هو حال هذه القصة التي بين ايادينا وايضا المرجعية الوجودية والمصيرية.

القصة القصيرة جدا لا تروي، أي الزمن فيها ليس متسلسلا ومرتبطا بتعاقب الأحداث أو محكوم بحركة الشخصية على مساحة النص.

احساس الكاتب بالزمن هنا مكثف ومتقطع وعميق اشتغل محمد فتحي المقداد هنا على بلاغة تقوم على الألتباس النوعي (تداخل الانواع) والسرعة في الزمن السردي والاختزال في الموضوع الدال والرامز حيث النص محكوم بالتحديد الضيق : لعدد الكلمات، عدد الاسطر، وعدد الجمل .

في الختام نحن امام قاص مبهر وناقد متمكن ومبدع في ادواته وقرائته لكما مني عظيم المحبة والتقدير.

=======

كتبت فايزة رشدان 

رد من الأديبة فايزة رشدان المشهد الذي يستطيع القارئ ان يُشاهده بتفاصيله ويتأثر بمجرياته ,بلا شك يعود فضله لإلهام يمتلكه صاحب الإلهام نفسه

صورة تشفّ ما تواريه التفاصيل

وللحديث بقيّة تعرفها المواقف وحدها.. هنا إبداع محلّق بهمسات غامضة لمن شاء أن يتعمق و لمن شاء أن يكتفي بما فوق السطور

 ما هي إلا ينابيع جياشة مُتدفقة من المشاعر الإنسانية والطبيعية .

بإيقاع الحياة ما بين الرجل والأنثى.. وفكر مضطرب .. لو جاز لي التعبير بذلك .. فبين تفقد حاله .. وحالها ..كانت الحبكة تتعقد ..بحيرة.. هل تدعو عليه.. ام تدعو له

تحياتي مبدعنا

.... 

د. عبدالله الطيب 

رد من. د. عبدالله الطيب - السعودية.. من المفرح انها استطاعت الاعراض.

ومن المؤلم عدم استحضارها لكلمات الدعاء، وجميل ان النص ترك للقارىء تخيل هذه المعاناة، ولحظة خيانة الذاكرة/الكلمات.


تحياتي ايها المبدع 🌹