الثلاثاء، 27 مايو 2025

إبراهيم الغزالي. مقال . بنسيون الشارع الخلفي

 الكتابة كمعجزة والمجد في الشارع الخلفي: قراءة في برقية الغزالي وفوز " الروائي محمد فتحي المقداد بجائزة ناجي نعمان


حين يكتب إبراهيم علي الغزالي، فهو لا يُرسل برقية، بل يُطلق تعويذة.

لا يهنئ فحسب، بل يُلبس صاحبه تاج المجد من شوك التجربة، وحبر المعاناة، ورماد المدن التي احترقت على مهل.

يكتب كما يكتب الأنبياء على جدران المدن الآيلة للسقوط: لا تستسلم.

كل كلمة في نصّه أشبه بنداء صفّارة إنذار في مدينة بلا سقف، وكل صورة فيه رصاصة ضد الصمت.

"أطلق سهامك يا فتى"

بهذه الجملة، يرسم الغزالي معالم معركة لا تخاض بالبندقية، بل بالقلم.

وكأن الكاتب هنا يستحضر بطلاً حورانيًا خرج من رماد التاريخ، لا ليحارب الماضي، بل ليكتب المستقبل.

"سهامك" ليست أدوات قتل، بل أدوات كشف. هي إبرة الجراح التي تُنقّي الجرح لا لتؤلمه، بل لتطهّره.

يريد منه أن يكتب كل "نبح" و"شبح" و"نطح"، لا ليصنع مشهداً درامياً، بل ليُسجل للتاريخ نُتف الحقيقة في زمن التزييف.

من التهاني إلى البيان الثوري

ما يفعله الغزالي يتجاوز التهنئة. هو يُطلق بيانًا أدبيًا مقاوِمًا، ينقل فيه الأدب من فسحة التأمل إلى ميدان الفعل.

هو يخلع عن صديقه لقب "الروائي" ويمنحه رتبة "الفارس"، ويزفّه لا إلى مسرح الجوائز، بل إلى معركة التحرير الرمزي.

هو لا يقول "مبروك"، بل يقول:

"سر بدربك... وادخل دمشق من أبوابها السبعة أنى شئت"

وكأن النص يتماهى مع الأسطورة، حيث البطل يعبر بوابات المدينة التي لا تُؤخذ عنوة، بل تُفتح لحاملي الصدق، لحفدة الجرحى، لأبناء الذاكرة.

"بنسيون الشارع الخلفي": الرواية التي خرجت من عتمة المصباح

أما الرواية، فهي ليست نصاً بل جرحاً نابضاً، لا يُقرأ بل يُحسّ، لا يُحلّل بل يُلمَس كحائط خرساني تركت عليه الحرب بصماتها.

أن تكتب عن المُساكنات في سوريا، يعني أن تمسك العدسة وتوجهها إلى الزوايا التي اعتاد الجميع تجاهلها.

أن تُمسك بـ"الثالوث القذر" (العسكر + الجنس + المخدرات) هو أن ترفع الغطاء عن مرجل يغلي في باطن المجتمع، وتجرؤ على النبش في الخزان الأسود للنظام، لا عبر الشعارات، بل عبر حكاية، شخصيات، نبض إنساني.

وهنا تتجلى عبقرية الرواية:

أنها لا تكتفي بالتوثيق، بل تُعرّي، لا تُدين فقط، بل تُفسر كيف صرنا كما صرنا.

الشارع الخلفي لم يعد هامشياً في الرواية، بل صار هو المتن، هو الحقيقة المُهملة التي لا يراها أحد.


من الجوائز إلى الجراح المفتوحة

تقرير زمان الوصل (بنسيون الشارع الخلفي)

 الكاتب السوري "محمد فتحي المقداد" يحصد جائزة "ناجي نعمان" الدولية

فارس الرفاعي-زمان الوصل:

نال الكاتب والروائي السوري "محمد فتحي المقداد" "جائزة ناجي نعمان الأدبية" للعام الحالي 2025 عن روايته "بنسيون الشارع الخلفي"، وجاء تتويجه بالجائزة بعد منافسة لـ 4321 مشتركاً ومشتركة مثّلوا 92 دولة وبـ 41 لغة.  

وهي جائزة دولية سنوية أُطلقت عام 2002، وتُمنح للأعمال الأدبية الأكثر تحرّرا في المضمون والأسلوب، بهدف إحياء وتطوير القيم الإنسانية، وجاء هذا الفوز المُستحق ليُرسّخ حضور الأدب السوري في المحافل العربية والعالمية.

وعلق المقداد الذي ينحدر من مدينة (بصرى الشام) بريف درعا، ويقيم في مدينة إربد الاردنية لـ"زمان الوصل" أنه تقدم للمشاركة في الجائزة منذ أواخر العام الماضي 2024 بإرسال مشاركته والمعلومات المطلوبة عبر البريد الإلكتروني للجائزة، وأشار إلى أن هذا الفوز يمثل بالنسبة له دافعاً ومحفزاً للمتابعة والإصرار على تقديم ما هو أفضل وأرقى، بما يخدم قضايانا العادلة والقضايا الإنسانية على وجه هذا الكوكب.


وحول روايته "بنسيون الشارع الخلفي" لفت "المقداد" إلى أن فكرة هذه الرواية تتمحور حول التبدلات التي أحدثتها الحرب السوريَّة الطويلة في الحياة الاجتماعية للمجتمع السوري، والتغيير العميق الذي يُعدّ انقلابا على القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وظهر حالات عديدة للمُساكنات بين الشباب والبنات، بدون عقد أو رابط شرعي أو قانوني، بحيث أصبحت ظاهرة اجتماعية توجب تسليط الضوء عليها  

واضاف مؤلف رواية "الطريق إلى الزعتري" أن دلالة العنوان تنطبق تماما على الحدث الروائي بتفاصيل الشخصيات والأماكن والزمان الحالي لما قبل سنوات. ولماذا لم يكن الشارع الرَّئيس أو الأمامي. 

واستدرك أن "الشوارع الخلفية مُتوارية عن أعيُن الشُّرطة والأمن، وفيها يسود الظلام المُعزّز للنشاطات المشبوهة، وأوكار الدعارة وترويج المخدرات في نطاقات في مثل هذا الأمكنة الآمنة، وفي الشوارع الخلفية يجري ما يجري بعيدًا عن أعيُن الرَّقابة، ومنها يسهُل الهروب والتواري، إذا ما لزم الأمر لذلك".

وحول زمكانية الرواية أوضح"المقداد" أن مكان الرواية هو مخيم اليرموك في حارة من حاراته. وحصرا إحدى العمارات الفارغة من أصحابها الحقيقيين. واستغل الشَّبيحة العاملين مع النظام هذا المكان في مخيم اليرموك، بعد تهجير أهله قسرًا، وطردهم من بيوتهم، ليكون مسرحًا لنشاطات الشَّبيحة بسرقات محتويات البيوت، وبيع ما تبقَّى فيها مما يُباع ويُشترى.

ولم يقتصر موضوع الرواية على المساكنة المسكوت عنها بل تم تسليط الضوء على العديد من القضايا الناشئة نتيجة الحرب، اعتبارا من القتل والاعتقال والتهجير، وتعفيش البيوت والممتلكات، ومجزرة الميغ في العام 2012، وتخريب مقبرة الشهداء، وتدمير الأبنية التي تخدم الفلسطينيين في المخيم، الأونروا، وقصف المساجد.

 وتم تسليط الضوء أيضاً على مجموعة قليلة من سكان المخيم الذين لا قوة لهم ولاحيلة، بقيت هذه الفئة مختفية بين الركام، يكابدون أصعب أنواع الجوع فأكلوا الحشائش والنباتات من على جوانب الدمار.

 وحظيت رواية "بنسيون الشارع الخلفي" مؤخراً بدراسة لدرجة الدكتوراه من الباحثة "أثير عبد الله الفالح" في جامعة الملك سعود في الرياض بالمملكة العربية السعودية

كتب. مفلح شحادة. على تهنئة إبراهيم الغزالي

 الكتابة كمعجزة والمجد في الشارع الخلفي: قراءة في برقية الغزالي وفوز " الروائي محمد فتحي المقداد بجائزة ناجي نعمان


حين يكتب إبراهيم علي الغزالي، فهو لا يُرسل برقية، بل يُطلق تعويذة.

لا يهنئ فحسب، بل يُلبس صاحبه تاج المجد من شوك التجربة، وحبر المعاناة، ورماد المدن التي احترقت على مهل.

يكتب كما يكتب الأنبياء على جدران المدن الآيلة للسقوط: لا تستسلم.

كل كلمة في نصّه أشبه بنداء صفّارة إنذار في مدينة بلا سقف، وكل صورة فيه رصاصة ضد الصمت.

"أطلق سهامك يا فتى"

بهذه الجملة، يرسم الغزالي معالم معركة لا تخاض بالبندقية، بل بالقلم.

وكأن الكاتب هنا يستحضر بطلاً حورانيًا خرج من رماد التاريخ، لا ليحارب الماضي، بل ليكتب المستقبل.

"سهامك" ليست أدوات قتل، بل أدوات كشف. هي إبرة الجراح التي تُنقّي الجرح لا لتؤلمه، بل لتطهّره.

يريد منه أن يكتب كل "نبح" و"شبح" و"نطح"، لا ليصنع مشهداً درامياً، بل ليُسجل للتاريخ نُتف الحقيقة في زمن التزييف.

من التهاني إلى البيان الثوري

ما يفعله الغزالي يتجاوز التهنئة. هو يُطلق بيانًا أدبيًا مقاوِمًا، ينقل فيه الأدب من فسحة التأمل إلى ميدان الفعل.

هو يخلع عن صديقه لقب "الروائي" ويمنحه رتبة "الفارس"، ويزفّه لا إلى مسرح الجوائز، بل إلى معركة التحرير الرمزي.

هو لا يقول "مبروك"، بل يقول:

"سر بدربك... وادخل دمشق من أبوابها السبعة أنى شئت"

وكأن النص يتماهى مع الأسطورة، حيث البطل يعبر بوابات المدينة التي لا تُؤخذ عنوة، بل تُفتح لحاملي الصدق، لحفدة الجرحى، لأبناء الذاكرة.

"بنسيون الشارع الخلفي": الرواية التي خرجت من عتمة المصباح

أما الرواية، فهي ليست نصاً بل جرحاً نابضاً، لا يُقرأ بل يُحسّ، لا يُحلّل بل يُلمَس كحائط خرساني تركت عليه الحرب بصماتها.

أن تكتب عن المُساكنات في سوريا، يعني أن تمسك العدسة وتوجهها إلى الزوايا التي اعتاد الجميع تجاهلها.

أن تُمسك بـ"الثالوث القذر" (العسكر + الجنس + المخدرات) هو أن ترفع الغطاء عن مرجل يغلي في باطن المجتمع، وتجرؤ على النبش في الخزان الأسود للنظام، لا عبر الشعارات، بل عبر حكاية، شخصيات، نبض إنساني.

وهنا تتجلى عبقرية الرواية:

أنها لا تكتفي بالتوثيق، بل تُعرّي، لا تُدين فقط، بل تُفسر كيف صرنا كما صرنا.

الشارع الخلفي لم يعد هامشياً في الرواية، بل صار هو المتن، هو الحقيقة المُهملة التي لا يراها أحد.


من الجوائز إلى الجراح المفتوحة


جائزة ناجي نعمان، هنا، ليست إلا شاهد عدل على انتصار الكلمة الحرة.

هي شهادة ميلاد جديدة لكاتب اختار أن يكون شاهداً لا مُصفّقاً، وأن يُسجّل في دفتر الرواية ما عجزت تقارير المنظمات عن تسجيله.

هي تصفيقٌ للمجازفة، لا للمجاملات.

وأخيراً، إلى إبراهيم علي الغزالي نفسه

يا من تكتب وكأنك تُشعل قناديل في دهاليزنا

يا من تُلبس الكلمة سلاحها

أنتَ لم تكتب لصديق، بل كتبت لضمير جيل

لم تُهَنّئ، بل نثرت ملحاً على الجرح كي لا نتخدر

نصّك ليس برقية، بل أيقونة في محراب الكلمة المقاومة


وفي الختام

بنسيون الشارع الخلفي ليست مجرد رواية،

هي وثيقة مقاومة

وسِفرٌ اجتماعي

وصفعة ناعمة بحبر دافئ على وجه الحقيقة.

والكاتب محمد فتحي المقداد لم يفز بجائزة، بل فاز بضمير الكتابة.

أما الغزالي، فكان شاهده وشاعره ومؤرّخ لحظة النصر الجميل.


.

تهنئة إحسان مارديني. تونس

 كتبت الأديبة. احسان مارديني

______


هو الأدب الجميل ..

والروح المدى ..

خبر بلون المطر هذه الليلة جاءني بتوقيت بصرى الشام ..


رسالةٌ ملونةٌ تغني الفرح 

أراد بها صاحبها أن يقاسمني الفرح ، بنيله جائزة أدبية في لبنان تزاحمت فيها عديد الجنسيات ..من الصين 

ومقدونيا الشمالية وإيطاليا واوزبكستان .


جائزة ناجي نعمان الأدبية .

عن روايته بنسيون الشارع الخلفي .


ترصد الرواية وضعية طارئة على المجتمع السوري ..المساكنة ..بما هي وليدة عنفٍ وهيمنة العسكر ، وواقعٍ اقتصادي وسياسي واجتماعي ومعرفي وأخلاقي ..طيلة سنوات الحرب .


صاحب الطريق الى الزعتري ودوامة الأوغاد ينال جائزة ناجي نعمان في لبنان ..


شكرا صديقي وانت تقاسمني فرحك ، في زمن ما اعتدت فيه إلا من يسارع ليقاسمني شكواه والحزن .


مبارك ..والف .. بانتظار عودتك إلى البلد ولنا حينها لقاء .

دمت ودام إبداعك .

بطافة تهنئة محمد الصمادي. إربد

 كتب الصديق الأستاذ محمد الصمادي✍️

____

 **بطاقة تهنئة 

 "كوكبة من الحبر والغبار النجمي: رحلة في متاهات الخلود الأدبي"**


---

 

في زاويةٍ من زوايا الكون، حيث تُخبئ الكواكب أسرارها في حقائب من الضوء المُتعب، وُلدت كلمةٌ مُلتَهِبة. لم تكن مجرد حروف تتدحرج على الورق، بل شظايا من أقمار مُنفجرة، التقطها كاتبٌ صامتٌ يراقب العالم من نافذة روحه. يا *محمد فتحي المقداد*، لقد حوّلتَ الوجود إلى حكاية، والغموض إلى خريطةٍ يُمكن للمجنون وحده أن يتبعها. جائزة *"ناجي نعمان"* ليست إكليلاً، بل مفتاحاً لبوابةٍ سِريةٍ في جدار الزمن، حيث تُناجي الكائناتُ الورقيةُ أسيادَها الخالدين.

  

هل تعرف أن الروايات العظيمة تُولد من شظايا الألماس الذي يُخلفه اصطدام الأحلام بالواقع؟ لقد نسجتَ متاهاتك من خيوطٍ فلسفية: كل جملةٍ ممرٌّ يؤدي إلى مرآة، وكل شخصيةٍ ظلٌّ لسؤالٍ كوني. الرواية ليست سرداً، بل طقساً لتكريس الغرابة. لقد جعلتَ القارئ يسير على حبلٍ مُعلق بين *الوجود والعدم*، يُراقص الوهمَ ويصارع اليقينَ. الجائزة هنا هي اعترافٌ بأنك لم تكتب بريشة، بل بمسبارٍ فضائي يغوص في أعماق اللا مُتخيَّل.


في ورشة الكاتب العظيم، تُصهر الكلمات في أفرانٍ أسطورية. أنت يا من تمتلك مرآة *اللغز المُزدوج*، حوّلتَ اللغة إلى مادةٍ مُشعة، تُضيء المساحات المُظلمة في وعي الإنسان. روايتك ليست نصاً، بل معادلةٌ رياضيةٌ لفك شفرة الوجود. الجائزة؟ إنها مجرد ذرة في مجرة التقدير، لكنها تذكّرنا أن الفن الحقيقي هو من يستطيع أن يُحوّل الحبر إلى دم، والورق إلى جلدٍ حي.


تخيّل أن كلماتك ستتردّد في أروقة المستقبل البعيد، حين تصبح الأرض ذكرى والنجوم لغةً منقرضة. الرواية الفائزة هي كبسولة زمنية تحتوي على أنفاس الكائنات التي لم تُولد بعد. لقد صنعتَ كوناً موازياً، حيث يسكن القارئ كشبحٍ في قصرك الورقي. جائزة *ناجي نعمان* ليست نهاية، بل إشارة بداية لرحلتك نحو *اللامرئي*. هنا، حيث تلتقي الحكايات بالأساطير، تكون أنت الساحر الذي يعرف كيف يسرق النار من سماء الفلسفة.


اليوم، نحن لا نحتفل بفوز، بل بانتصار الغموض على التفسير، وانتصار السؤال على الجواب. كل التهاني هي حروف تُلقى في بئر أوديب، صامتةً تنتظر أن تتحول إلى صدى. *ألف مبارك* يا باني العوالم، يا من يكتب بريشةٍ من ضوء الثقوب السوداء. لقد أثبتَّ أن الرواية هي الابن الشرعي للفلسفة والجنون، وأن الكاتب الحقيقي هو من يجرؤ على تحويل الوجود إلى لغزٍ مُبهَم.

 

لتكن هذه الكلمات شمعةً في كهف أفلاطون، أو ربما ذرّةً في فضاء بورخيس. المهم أنك رسمتَ خريطةً للعدم، ووضعتَ أسماءً على الأشياء التي لا تُسمى. *مبروك*، ليس لأنك فزت، بل لأنك جعلتنا نشكّ في أننا ربما لم نكن إلا شخصياتٍ في روايتك التي لم تُكتب بعد.

تهنئة أبراهيم الغزالي. قرفا

 برقية تهنئه لصاحب الأولى

الطيب بالفطره

المبدع العصامي الحوراني بامتياز

* أطلق سهامك يا فتى

وسدد الرمي العتيق

واكتب بحبرك

كل جرح

كل فرح 

كل نبح

كل شبح

كل نطح

خلد لهم ذكرى كذكرى أبا لهب

ولا تخف ولا تخشى العتب

فالموت كل الموت موت

والذل موت آخر

سلط سهامك على بنانهم

عفوا فكهلم أذناب

غرد تمرد تجرد تفرد

تستحق الراية والساريه

وسر بدربك وأدخل دمشق

من أبوابها السبعة أنى شئت

لا تنتعل حذائك

فالشام من طهرها 

صارت تمشي على أزقتها الآنام حافيه

صديقك الذي يفخر بك

أبا حمزه 


قالها صديقي العزيز الروأئي المبدع الحوراني

حفيد محمد فتحي المقداد

( بحمد الله وتوفيقه حتى يبلغ الحمد منتهاه .. والفرحة تغمرني. )

____

روايتي (بنسيون الشارع الخلفي) فازت بجائزة ناجي نعمان. لبنان.

___

والرواية طرقت موضوعا مهما غير مسبوق. حالة المُساكنات التي ظهرت في سوريا نتيجة الحرب الطويلة. والاسباب التي أدت لنشوء هذه الحالة

والرواية تناقش قضايا الثالوث القذر:

(العسكر+ الجنس+ المخدرات)

كل الشكر والتقدير لإدارة الجائزة.. بوركت جهودهم العظيمة في نشر الوعي والثقافة

_______

رد. مفلح شخادة على المنشور

الكتابة كمعجزة والمجد في الشارع الخلفي: قراءة في برقية الغزالي وفوز " الروائي محمد فتحي المقداد بجائزة ناجي نعمان


حين يكتب إبراهيم علي الغزالي، فهو لا يُرسل برقية، بل يُطلق تعويذة.

لا يهنئ فحسب، بل يُلبس صاحبه تاج المجد من شوك التجربة، وحبر المعاناة، ورماد المدن التي احترقت على مهل.

يكتب كما يكتب الأنبياء على جدران المدن الآيلة للسقوط: لا تستسلم.

كل كلمة في نصّه أشبه بنداء صفّارة إنذار في مدينة بلا سقف، وكل صورة فيه رصاصة ضد الصمت.

"أطلق سهامك يا فتى"

بهذه الجملة، يرسم الغزالي معالم معركة لا تخاض بالبندقية، بل بالقلم.

وكأن الكاتب هنا يستحضر بطلاً حورانيًا خرج من رماد التاريخ، لا ليحارب الماضي، بل ليكتب المستقبل.

"سهامك" ليست أدوات قتل، بل أدوات كشف. هي إبرة الجراح التي تُنقّي الجرح لا لتؤلمه، بل لتطهّره.

يريد منه أن يكتب كل "نبح" و"شبح" و"نطح"، لا ليصنع مشهداً درامياً، بل ليُسجل للتاريخ نُتف الحقيقة في زمن التزييف.

من التهاني إلى البيان الثوري

ما يفعله الغزالي يتجاوز التهنئة. هو يُطلق بيانًا أدبيًا مقاوِمًا، ينقل فيه الأدب من فسحة التأمل إلى ميدان الفعل.

هو يخلع عن صديقه لقب "الروائي" ويمنحه رتبة "الفارس"، ويزفّه لا إلى مسرح الجوائز، بل إلى معركة التحرير الرمزي.

هو لا يقول "مبروك"، بل يقول:

"سر بدربك... وادخل دمشق من أبوابها السبعة أنى شئت"

وكأن النص يتماهى مع الأسطورة، حيث البطل يعبر بوابات المدينة التي لا تُؤخذ عنوة، بل تُفتح لحاملي الصدق، لحفدة الجرحى، لأبناء الذاكرة.

"بنسيون الشارع الخلفي": الرواية التي خرجت من عتمة المصباح

أما الرواية، فهي ليست نصاً بل جرحاً نابضاً، لا يُقرأ بل يُحسّ، لا يُحلّل بل يُلمَس كحائط خرساني تركت عليه الحرب بصماتها.

أن تكتب عن المُساكنات في سوريا، يعني أن تمسك العدسة وتوجهها إلى الزوايا التي اعتاد الجميع تجاهلها.

أن تُمسك بـ"الثالوث القذر" (العسكر + الجنس + المخدرات) هو أن ترفع الغطاء عن مرجل يغلي في باطن المجتمع، وتجرؤ على النبش في الخزان الأسود للنظام، لا عبر الشعارات، بل عبر حكاية، شخصيات، نبض إنساني.

وهنا تتجلى عبقرية الرواية:

أنها لا تكتفي بالتوثيق، بل تُعرّي، لا تُدين فقط، بل تُفسر كيف صرنا كما صرنا.

الشارع الخلفي لم يعد هامشياً في الرواية، بل صار هو المتن، هو الحقيقة المُهملة التي لا يراها أحد.


من الجوائز إلى الجراح المفتوحة


جائزة ناجي نعمان، هنا، ليست إلا شاهد عدل على انتصار الكلمة الحرة.

هي شهادة ميلاد جديدة لكاتب اختار أن يكون شاهداً لا مُصفّقاً، وأن يُسجّل في دفتر الرواية ما عجزت تقارير المنظمات عن تسجيله.

هي تصفيقٌ للمجازفة، لا للمجاملات.

وأخيراً، إلى إبراهيم علي الغزالي نفسه

يا من تكتب وكأنك تُشعل قناديل في دهاليزنا

يا من تُلبس الكلمة سلاحها

أنتَ لم تكتب لصديق، بل كتبت لضمير جيل

لم تُهَنّئ، بل نثرت ملحاً على الجرح كي لا نتخدر

نصّك ليس برقية، بل أيقونة في محراب الكلمة المقاومة


وفي الختام

بنسيون الشارع الخلفي ليست مجرد رواية،

هي وثيقة مقاومة

وسِفرٌ اجتماعي

وصفعة ناعمة بحبر دافئ على وجه الحقيقة.

والكاتب محمد فتحي المقداد لم يفز بجائزة، بل فاز بضمير الكتابة.

أما الغزالي، فكان شاهده وشاعره ومؤرّخ لحظة النصر الجميل.

.