تساؤل لم أجد له جواباً.. للآن (1)
بقلم / محمد فتحي المقداد
عندما كنت أنا وزملاء الدراسة في الصفّ
العاشر العام 1980م، طلب منّا مدرّس التربية القوميّة (الوطنيّة). قراءة وتلخيص كتاب
(الجذور التاريخيّة للقوميّة العربيّة تأليف عبدالعزيز الدّوريّ). وكان ذلك بمثابة
نشاط نكسب منه علامة مشاركة، وهو ما كنّا نطلق عليه (وظيفة شهريّة). لأن العمل فيها
وإنجازها خلال مدّة شهر. أو أسبوعين.
استعرت نسخة من أحدهم استطاع الحصول عليها
من شعبة الحزب، عندما وزّعوا الكتاب على الأعضاء العاملين. حيث أن الكتاب طبعته القيادة
القطريّة للحزب، وعمّمته على الفروع والشُّعَب في القطر.
فهمت أنّ القوميّة هم من القوم، وجاءت عربيّة
لأنها تخص أقوام العرب أجمع أينما كانوا، وفي أيّ زمان عاشوا، تجمعهم وحدة اللغة والدين
والتاريخ المشترك والجغرافيا الواحدة، ووحدة المصير، وهم مطالبون بتحقيق الوحدة العربية
التي لا مناص ولا بدّ منها، لتكوين دولة واحدة وقيادة واحدة، فتصبح قوّة سياسية واقتصادية
واجتماعيّة فاعلة في الكون، يُحسَبُ لها الحساب. والعربيّ أخا العربيّ يساعده ويسانده
مهما كانت الظروف ضد أيّ تهديد خارجيّ أو داخليّ.
توقف بي قطار الدهشة هنا، في محطّة كانت
الأخيرة لي، ولم أخرج منها بتفكير يرضي قناعتي التي تشّربتها في صغري، خاصّة عندما
قامت الحرب الإيرانيّة العراقيّة في العام 1980م. ووقوف الجمهوريّة العربيّة السوريّة
مع جمهوريّة إيران الإسلاميّة.
النقطة المهمّة أن سوريّة عربية، يحكمها
الحزب ذا التوجّهات القوميّة، تصطفّ إلى جانب قوميّة فارسيّة. كما أنّ سوريّة ذات النهج
العلماني الذي يصف الدين بالرجعيّة، تتآلف مع نظام إيرانيّ بصبغة دينيّة.
الموقف الآخر: اصطفاف سوريّة مع الأمريكان،
عندما أرسلت الجنود السوريّين إلى صحراء حفر الباطن في المملكة العربية السعودية. لمحاربة
العراق وإخراجه من الكويت.
المثقّفون ذوو التوجّهات القوميّة لم أعلم
ولم أقرأ لهم تبريرًا لمعضلتي التي أربكتني
على مدى سنوات، أحدثت فجوة واسعة في تفكيري.
عمّان – الأردن
6/ 2 / 2019
================
مازال الجواب ينقصني(2)
بقلم/ محمد فتحي المقداد
أذكر حينما كنت طالبًا في الصف السّابع
1977، أن كتاب التربية الوطنيّة كان يحتوي من دروس لكل القضايا العربية والقومية، فالقضية
الفلسطينية هي القضية العربيّة المركزية، إضافة لقضايا سورية لواء إسكندرون السليب،
وهضبة الجولان، وعلى نفس النسق فضية عربستان
الأهواز وأرتيريا لا تقل أهمية عن قضيّتيْ سورية.
** «بعد قيام الثورة الخميني الإيرانيّة
العام 1979، وبعد فترة قصيرة قامت وزارة التربية بحذف قضية عربستان من كتاب التربية
الوطنية».
** «بعد الخلاف الذي حصل بين سورية وتركيا1998،
حشدت تركيا جيوشها على حدودها وهددت بالحرب، بعد فترة وجيزة فوجئنا وعلى شاشة التلفزيون
السوريّ، عند عرض خارطة سورية أثناء النشرة الجوية التي تتبع مباشرة نشرات الأخبار،
بأن خارطة سورية فيها شيء ناقص، بأن الحدود المعروفة تبدأ من وسط خليج إسكندرون، بينما
الخارطة بعد التعديل لاحظت أن نقاط الحدود بجانب اسم اللاذقية مباشرة».
للآن لم أجد له تفسيرًا ، وحيرتي قاتلة وهي تنهش قلبي..!!