الأربعاء، 20 يناير 2021

فنجان قهوة

 فنجان قهوة (خاطرة)


 بقلم الروائي- محمد فتحي المقداد


فنجان القهوة بالوجه (الوِشْ) يعني الرغوة قبل غليانها، يحظى عند البعض بالأفضليّة.

اعتقدُ غير جازمٍ: أنّ غليان القهوة يُنضجها ويُطيّبها. مُخالفًا بذلك كثيرًا من الذوّاقة.

والقهوة الحلوة (التِرْكِشْ كوفي) خلاف القهوة العربيّة (القهوة المُرّة) التي تُغلى لفترة زمنيّة، حتّى تَنعقِد وتشتدّ، وقيل: لو وُضِع منها نقطة على ظُفر الإبهام، يجب أن تبقى مُتماسكة، ولا تسوح على الاِصْبع كالماء.

أخبرني الصديق الشّاعر راكان المساعيد: أنّ هذا الفنجان ذو الرّغوة (الوِشْ) يُشبه المنافقين بوجهيْن.

وأظن لأنّه يُخفي تحته حقيقة مشروب القهوة، إذا كانت مُحلّاة بالسُّكّر أو سادة؛ فهو يذهب مع أوّل رشفة أو ثانيها.


من كتابي (من أول السطر)

بريستيج

بريستيج (خاطرة)


الروائي - محمد فتحي المقداد


ما بين فنجان القهوة الحلوة أو السَاده والبريستج.. الذي يُصرّ عليه البعض عُنوةً؛ مسافة حلاوة تملؤها ملعقة سُكٍر.

أحد الأصدقاء صنع إبريقًا من الشاي، ونسي إضافة مادّة السُّكّر، ولمُداراة خطئه، ادّعى أنّه كلّما كان الشّاي خفيف الحلاوة؛ كان تقدميًّا أكثر، في محاولة إقناع الضيوف.

ولم يمنع البعض منهم بطلب المزيد من السُّكٍر لتعديل الطعم؛ ليتطابق مع مُواصفات تذوّقه المعتاد لكأس الشّاي.

والقهوة تقع ضمن هذه الدّائرة التي تروق لكلّ شخص يختلف بها عن الآخرين.

وليست زيادة السّكّر في الفنجان أو عدمه هي المِعيار المُحدِّد، بل يبقى المزاج الخاصّ لشاربِها.

تدخل هذه المسائل البسيطة في خانة الحُريّات الشخصيّة المتعلّقة برغبات تُحقّق السعادة في النفس البشريّة عمومًا، ولا تخضع لقانون عام أبدًا، ولا علاقة لذلك بالتقدميّة أو الرجعيّة إطلاقًا. 


من كتابي (من أول السطر)