-نظرتك تجاه واقع القراءة في العالم العربي ؟
-ماذا يقرأ شباب اليوم؟
-هل هناك ميل الشباب إلى قراءة الادب اليوم وما الاجناس الادبية الأكثر قراءة لديه؟
-هل الشباب العربي قادر على الاسهام لتنمية الوعي المجتمعي من خلال ما يكتب؟
-ألا ترى أن تفاعل الشباب العربي مع الادب الرقمي(الفيسبوك) على وجه الخصوص أسهم في يقظة الادب بمنحى آخر مغاير تماما لما كان من قبل؟.
.......
كتب الروائي السوريّ: محمد فتحي المقداد
لا حياة.. ولا حضارة بلا قراءة. القراءة أسُّ المعرفة الأساسيّ، من غير المُتصوَّر، وجميع تجليات الحياة البشرية تنبثق من عباءة القراءة حتمًا.
لو توقّفنا أمام تساؤل. لماذا نقرأ؟. سيأتي الجواب: نقرأ لنتعلم، ونقرأ لنعيش، ونقرأ لنتعايش، ونقرأ لنبني. ولذلك كانت كلمة الوحي الأولى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومرحلة القراءة والتعلُّم هو المرحلة الأهمًّ في حياة أيّ إنسان في كلّ زمان ومكان.
خلال السنوات الأخيرة، لاحظنا النموّ المتسارع بشكل جُنونيٍّ في وسائل التواصل الاجتماعيّ، هذا الانتشار غير المدروس والمخطط له بعناية، وفي ظلّ غياب أجهزة توعوية، وخطط اجتماعيّة وفكرية في دُولنا؛ حدث انفلات طوليٍّ وعرْضيٍّ؛ فبدل استفادتنا ولو بشكل جُزئيٍّ من التقدُّم التقنيِّ، كانت وبالًا على بنيتنا الاجتماعيَّة الهشَّة أصلًا؛ بتفتيت وتهريء منظومات المجتمع القِيَميَّمة، بل بتعهير قِيَمِه الدينيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة.
وعلى وجه التحديد فقد قيل: (أنّ العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون)، فإذا كان نصيب من الصحّة أو عدم ثُبوت هذه المقولة.
فعلى العموم فإنّ نسبة القراءة في الوقت الحاضر قليلة رغم تيسير سُبُلها.
من خلال متابعاتي لما يُكتَب ويُنشَر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعيّ؛ لوحظ أن من يكتب الشعر فإنه ذهب للومضة ذات الجملة الواحدة أو الاثنتين، وكذلك شعر الهايكو. وأما من يكتب القصة فقد ظهر لون ال (ق.ق.ج). حتى ظهر مصطلح (النوفاتيلا) الرواية الصغيرة. وللقُرَّاء فيما يذهبون إلى مجالاتهم التي يرغبونها، وميولهم النفسية والعاطفية، وتتسم هذه الموجه التمحور حول الذات والعواطف المحمومة المُغرَقَة برغبات الجسد.
ربَّما يصحُّ وصف حالتنا مع وسائل التواصل بأنّها سهّلت سُبُل القراءة ووسائلها، لكنّها بشكل دقيق إنّها مختصر المختصر، وبذلك هي فاقدة لعمقها المعرفي والروحيِّ والأدبيِّ، ولا تصنع أديبًا حقيقيًّا بثقافة موسوعيَّة ومتخصِّصة في مجال أدبيٍّ مُعيَّن، ويصنع رُؤاه وفق منظوره المتميِّز.
الروائي محمد فتحي المقداد.سوريا