الأحد، 26 يناير 2020

إضاءة على رواية (فوق الأرض) بقلم/ هيفاء عمر

إضاءة على رواية (فوق الأرض) للروائي محمد فتحي المقداد

بقلم/ هيفاء عمر

أصدر الأديب محمد فتحي المقداد روايته الحديثة (فوق الأرض ).
رواية رائعة مشوقة جدًا، و الأحداث فيها تجري بسرعة من أول صفحة فيها إلى نهايتها؛ 'تعيد لك قراءة التاريخ والأحداث الحقيقية.
عندما قرّر الأديب محمد فتحي المقداد أن يكتب رواية (فوق الأرض) فكّر أن يغلق الغرفة على نفسه للكتابة يوميًا، لقد فكر بطريقة أخرى للحياة، بأن يعزل نفسه عن الناس، ويكون وحده فوق الأرض؛ فعندما تكتب وأنت وحدك تنشط الإثارة والمعاناة، تشعر أنك مفعم بالحياة أكثر، لقد أثبت الأديب جدارته بتعدّد الشخصيّات وترابطها بحلقة واحدة. تدور  وتغوص في داخل النفس البشرية، وخبايا ما حصل لنا من خلال مطالب الشعب السوري للحرية في القرن الواحد والعشرين.
كشفت لنا الرواية عن الوجه الحقيقي للغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وحتى على العرب المسلمين و المسيحيين.
الأديب محمد كاتب مميز متفرّد جميل. دوّن روايته بحرفيّة بالغة تسرق لب القارئ. المهارة العالية في سبر أغوار الشخصيات وإبداء حتى خلجات أنفسهم، وكأنه يراها رأي العين، لم يفت الأديب أن يرسل لنا رسائل قيمة في إسقاطات بديعة عاشها فوق الأرض، لا يوجد رواية إلا ويكون فيها أجزاء من حياة الكاتب.
الرواية تغوص في داخل النفس البشرية...كثيرًا ما نحاول أن نتعرّى أمام أرواحنا؛ لنكتب وصفًا للعالم و للأجيال القادمة، وحقيقة هذا العالم، وخذلانه لنا، ويا لشؤم الظلم إذ يمتد أثره لأجيال....
كم أشعر بروح الكاتب في لحظة التوهج.
لحظة التعارف بالكاتب يشعر القارئ كم هو التشابه كبير بين الواقع والرواية....
كم يكون الحزن والسعادة متعانقيْن. والموت والحياة يرسمان طريقنا في مراسم أعدتها لنا الحياة عمدًا، وبنسيج نشعر بظاهره....كم هي الحياة باهظة الثمن أذا أردنا أن نعيش فوق الأرض..!!؟
***
الرواية التي انتظرتها طويلآ.. أصبحت في قبضة يدي الآن .. عشتُ معها أيامًا بل عشت فيها على الحقيقة .. رواية (فوق الأرض ) وثّقت مطالب الشعب السوريّ للحرية في قرن 21. 
فالأدب لابد و أن يكون له رسالة سامية؛ يتخذ منها الجمال والبلاغة و الحبكة معبرآ عنها في دقة السرد وسط روعة المشاهد، وتنوع الشخصيات، والمهارة العالية في سبر أغوار هذه الشخصيات، و إبداء حتى خلجات أنفسهم كأنها رأي عين. 
يرسم في روايته طريقنا كلوحة أعدتها لنا الحياة عمدًا،  وبنسيج ماهر نشعر معه؛ بظاهرة الحياة باهظة الثمن، إذا أردنا أن نعيشها فوق الأرض ..أنها رواية رائعة و أدب يُعيد قراءة الأحداث الحقيقية 
دون تزييف، مَع امكانية استيعاب أبطال روائيين، تدور الأحداث بين خليط من الواقع والخيال، وحَبكة تكسر المحظور؛ فتحكي ما لا يقوله التاريخ ..

٢٥ / ١ /٢٠٢٠