الثلاثاء، 14 فبراير 2023

حوار مع ياسر الأقرع

 

حوارات سورية في المنفى

الروائي محمد فتحي المقداد

يحاور

الشاعر ياسر الأقرع

 

 



تقديم:

الشاعر "ياسر الأقرع" من الشعراء السوريين المثابرين، القائمين على صنعة الشعر، والمحافظين على روحه الأصيلة، وبتجديد يواكب روح الحداثة، وعلى الرغم من المسافة غير البعيدة، وإلى زمن هذا الحديث لم أتشرف بلقائه؛ فهو ابن محافظة حمص العذيّة والهوى الزّيْن، مُشبَع بفنون الشعر، راسخ في علومها من خلال دراساته الأكاديمية العليا المُتخصّصة.

 

***

أسئلة الحوار

*س1- كلمة شاعر تكفي للإشارة على شخص لأن يكون في الصف الأول اجتماعيًّا لينال احترام الآخرين، ولكن لا يكفي نَهَمَ القارئ إلّا بتقديم نفسك بنفسك توازيًا مع كونكَ شاعرًا، ياسر الأقرع. ماهي الطريقة المناسبة التي تراها لتحكي سيرة الحد الفاصل بين الشاعر والإنسان؟.

ولدت في حيّ (دير بعلبة) من أحياء محافظة حمص، لأبوين سكبا حنان الكون في قلبي، فتعلمت منهما الحب، وأغدقا عليَّ من أخلاقهما؛ فتعلمت منهما أن الأخلاق هي التعريف المختصر للإنسانية.

كنت ثالث تسعةٍ من إخوتي، عائلة كبيرة لكنها جميلة ودافئة.

أما عن الحد الفاصل، وما هو كذلك، فإن ثمة أمورًا مشتركة بين إنسانيتي وشاعريتي، وعلى رأسها: الصدق، فالصدق الذي يخلق حالة انسجام بين الإنسان ونفسه، هو ذاته الذي يخلق حالة التماهي بين الشاعر وقصائده.

منذ طفولتي المبكرة كنت تلقائيًا في تصرفاتي، انفعاليًا في ردود أفعالي، وقد شكل ذلك الخامة الأولية لشاعريتي التي مازالت تعتمد التلقائية والعفوية في التعبير، ولا أقبل أن أتحوّل نظَّامًا في التعامل مع القصيدة فأخالف بذلك طبيعتي التي جبلت عليها، وتسربت إلى شاعريّتي، فاكتسبت القصائد مصداقيّتها من عدم إقحام العقل في إنتاج النص الشعري.

الإنسان في ياسر الأقرع هو جوهر شاعريته، ولا يمكن أن أفقد شيئًا من هذا الجوهر ثم أظلَّ أنا... أنا.

*س2- تخصّصك ودراساتكَ الأكاديميّة العُليا باللّغة العربيَّة، يقود  لمناقشة إشكاليّة حقيقة، حيث أنّه من الصُّعوبة بمكان أن يُصبح المرء شاعرًا، فهل برأيك هي موهبة خُلقت ونَمَت حتّى وجدت الفُرصة لتنفلت من أسرها في الصدر والقلب، أم أنّ اللّغة، ومعرفة ضُروبها، وحفظ الأشعار وأدواته؟

قالت العرب: ثلاثة أشياء لا يتعلمها المرء تعلمًا: الكرم والشجاعة والشعر.

الشاعرية تكوين نفسيّ بالدرجة الأول، أو لنقل هو طبيعة نفسية يخلق الإنسان عليها، وطاقة مختزنة تنتظر أن تتفجر تفجر البركان بعد اختناق الأرض بالحمم، ثم تأتي الشرارة الأولى التي تتدفق عبر لمحة شعرية كتابية، وهنا يمسك الشاعر بهذه الشرارة، والتي تنبئ بما يمكن له أن يكون عليه المرء من الإبداع إن هو اهتم بالأمر اهتمامًا يليق به, ثم تأتي الدراسة التي تعمل على تنمية الموهبة وتصقلها وتمنحها تشكيلها الفني الناضج.

وأما عن قراءة الشعر فهذا دون شك كان له دور كبير في إثراء تجربتي الشعرية، أما الحفظ فلستُ ممّن يحفظ الشعر لا أستثني من ذلك قصائدي نفسها، وأرى أن مقاييس صناعة الشاعر قديمًا لا تنطبق على الشاعر في هذا العصر، فقد يوقِع حفظ الشعر القديم الشاعرَ في أسر التقليد؛ فيتحوّل إلى نسخة أو إلى نظّام يكتب قصيدة لا روح فيها.

*س3- صدرت مجموعتكَ الشعريَّة الأولى "غدًا تمحوكَ ذاكرتي" عام ١٩٩٨، وقلت في المقدمة: "واسمح لي أن أخبرك - أنا العالم بتاريخ العشق - بأن رحيل الحب يأتي غالبا في خريف أيامك". بينما العنوان الرّئيس كان عنوانًا لنص مُتوهّج بدلالته داخل المجموعة، ينثّ بالعذل والعتاب والأسى على خصلة الغدر، من الحبيبة وهي تنعي حظّها مع حبيب لا مُبالي. كيف تستطيع تجسير الهُوّة بين ضفّتيْن مُتباينتين؟.

الشعر في شرارته الأولى يمثل لحظة انفعال آنية، ففي لحظة ما من لحظات اتقاد الإحساس بالحب أكتب قصيدة بملء الإحساس الذي أعيشه؛ فأصور المرأة وكأنها مركز عالمي، وكل ما فيَّ يدور في فلكه.

وفي لحظة غضب يمكن أن أكتب ما أدعي من خلاله أن الاستغناء عنها أمر سهل لن يؤثر في انسجامي مع الحياة قيد شعرة.

والسؤال هنا: أي الحالتين تمثل الصدق؟ وهل ثمة تناقض؟

لا طبعًا، لا يوجد تناقض، والصدق موجود في الحالتين رغم التباين الشديد بينهما.

الشاعر الحقيقي هو الذ يعبر - بعد التمكن من أدواته – عن لحظة الانفعال كما يحس بها تمامًا، أيًا يكن نوع الانفعال هذا، ذلك أن الانفعال يحد من هيمنة العقل ويلغي فاعليته في ضبط القول والفعل، والشاعر الذي لا ينظم الشعر نظمًا هو ابن انفعاله، وقصيدته وليدة هذه الحالة، فهي تمتلك من الصدق أقصاه، ومن التلقائية غايتها.

أما الصورة الحقيقية لمكانة المرأة عنده فتتجلى في كون الشاعر يحب أنثاه ويمضي عمره في حبها، وهو الذي يترك للحظات تناقضه أن تلوِّن قصائده وتنوعها.

*س4- عيناك كلّ لغات العشق، عبارة جامعة مانعة أوجزت اِنْزياحيّة الصّمت والضّجيج لهذه اللّغة الفريدة، والتي ليست بحاجة لتعلمها، وهذا ما تشابه مع بيت من الشعر للشاعر "إيليّا أبو ماضي": "سكتنا ولكنَّ العيونَ نواطق

أرقُّ حديث ما العُيون به تشدو". فهل لغة العيون لا يفهما إلّا الشّعراء، أم هي مُتاحة للجميع بلا استثناء؟، فلو حدّثتنا حول هذه اللّغة بلسان شاعر.

العيون نافذة القلب، ومرآة الروح، ولغتها هي اللغة الأكثر انتشارًا في العالم، يشترك في فهمها الشاعر مع غيره من الناس، وفهمها لا يحتاج شاعرًا بقدر ما يحتاج إنسانًا يتدفق الإحساس في شرايينه.

قد تعجز اللغة أحيانًا عن تصوير دقائق الإحساس وجزئيات المشاعر التي لا يجد اللسان من الكلمات ما يستطيع الإحاطة بها، لكنَّ العيون قادرة على ما هو أكثر من ذلك، ولذا فإن أول رسالة يرسلها العاشق لمحبوبته هي النظرة.

لغة العيون هي همس في أذن القلب، تفشي الأسرار وتبوح بالمسكوت عنه، وتصف القلق والتردد والخوف أو السكينة والإقدام والجرأة.

من هنا ستجد في مجموعاتي الشعرية حضورًا مكثفًا للعيون والإحساس بها، لا بوصفها آية من آيات الأنوثة في المرأة وحسب، بل بوصفها اختصارً لعالم المرأة بكل تفاصيله.

س5- قلتَ إنّ: "الحبّ في هذا الزمن تحدّ؛ نريد من خلاله أن نثبت أنه يمكن للماء أن ينبثق من داخل الحرائق، وأن الموت الذي يقف على عتبات منازلنا لسنا مضطرين دائماً لاستقباله.."، ونحن على مدار عقد من العمر ويزيد، ووطننا سوريا يسبح بل يغرق في بحار الدماء، والدمار. فمن وجهة نظرك كيف ندفع الموت عن أبواب منازلنا، التي لم يبق لها أي أثر على الواقع إلّا في مُخيّلتنا؟. فهل نعيش على الوهم أو نُحاول إقناع أنفسنا به؟.

 هو الأمل وليس الوهم.. والحديث عن الموت يستدعي بالضرورة الحديث عن الإيمان، فالموت هو الحقيقة التي لا يناقش في وجودها أحد أيًا كان معتقده، لأنها حاضرة أمام أعيننا.

لكل منا فلسفته في التعامل مع الموت، لكن ثمة اعتقاد مشترك بيننا نحن المؤمنين بالموت هو أن لكل نفس أجلًا لا يتقدم لا يتأخر، وانطلاقًا من هذا الإيمان المطلق بحتمية الموت وأنه في أجل محدد كتبه الله تعالى عنده، نتعامل مع الموت وكأنه زائر منتظَر يأتي دون سابق إنذار.

نحن – السوريين – صرنا ننظر إلى الموت على أنه خبزنا اليومي، وأبجديتنا التي نصوغ منها حياتنا، ومع ذلك فإننا شعب مؤمن بقدره، راضٍ بحكم ربه، موقن أن ما أصابه إنما هو لحكمة أرادها الله والله لا يأتي إلا بخير.

نحن علَّمنا العالم بأسره معنى الإيمان والصبر.. علمناه أيضًا كيف تكون الكرامة اغلى من الروح.

*س6- "ياسر الأقرع" كشاعر قائم على حرِفتكَ الشعريَّة بثبات واقتدار وانتقاء أفضل الأفضل عندك. في الواقع كثرت التلاوين  الشّعريّة منها ما هو منسوب للحداثة، ولما بعد حداثة الحداثة، معظمها جاءت على محمل المنثور، والهايكو العربي، والومضة الشعرية، والقصّة الشاعرة، أو القصيدة القصّة. فهل لشاعرنا القول الفصل في هذه القضايا الشّائكة الواقعة ما بين الرفض والتأييد؟

الشعر أرقى الفنون الأدبية، وأكثرها عمقًا تاريخيًا، وأبعدها أثرًا في نفوس العرب؛ لذا تجد النص الأدبي الذي ليس له انتماء إلى جنس أدبي بعينه يحاول أن يوجد لنفسه مكانًا في دائرة الشعر.

ومعلوم أن القصيدة العربية مرت بمراحل من التجديد كما في فن الموشحات قديمًا، أو شعر التفعيلة في منتصف القرن الماضي، وهي أثناء ذلك حافظت على العناصر الأصيلة للشعر، أعني الوزن وحرف الرويّ.

ثم جاءت موجة شديدة لتحاول نسف هذه العناصر فتضرب بها عرض الحائط مع إصرارها على الانتماء إلى جنس الشعر، وأعني بذلك: الشعر الحرّ، معللًا ذلك بأن الصورة المستحدثة والتكثيف اللغوي والدلالات الرمزية في النص هي عناصر بديلة تمنح النص صفة الشعر وإن تخلى عن الوزن والروي.

لكن هذا النوع لم يصمد طويلًا وبقيت القصيدة العربية تحافظ على لبنتها الموسيقية الأساسية (التفعيلة) وتحافظ أيضًا على حرف الروي، لكنها غيرت شكل البناء فتركت للشاعر الحرية في أن يبني قصيدة بالشكل الذي يريد.

ودون أن أوجه الانتقاد إلى نوع معين مما ينسب إلى الشعر اليوم، أقول: إن المادة الأساسية للشعر هي الحد الفاصل في انتساب النص إلى هذا الجنس الأدبي، وهي الهيكل الذي يبنى عليه النص الشعري، ثم يأتي بعد ذلك ما يستطيع الشاعر أن يضفيه على هذا الهيكل من جماليات القصيدة، وبذا يتفاوت الشعراء في كل زمن.

ما عدا ذلك فليسمِّ صاحب النص نصه ما شاء، لكن لا يحاول أن يلصقه بالقصيدة فذلك يضيع هوية الاثنين معًا.

 

*س7- هل لا يزال الشعر هو ديوان العرب، في ظلّ الانتشار الواسع للأعمال الروائيِّة، حتّى قيل: "الرواية ديوان العرب". ولوحظ أن كثير من الشعراء هجروا الشعر أو تحولوا عنه قليلًا إلى كتابة الرواية، فما هي وجهة نظرك في هذه النّقطة؟ وهل هي علامة صحيّة أو مرضيّة ستقوّض أركان وعرش الشّعر؟.

لا شكَّ أن الرواية فن أدبي عظيم، له طبيعته، وخصائصه، ومقومات جماله، لكن من وجهة نظري يظل الشعر هو سيد الأدب، وتاجه، وذروة اتقاده، إن توفرت له عناصر الجمال والدهشة والإبهار.

الرواية عمل له امتداد زماني ومكاني، بينما القصيدة ابنة الموقف واللحظة الحاضرة، وهي الأقرب تناولًا للتعبير عن أية حالة شعورية تجتاحنا.

من هنا فإن الشعر لم ولن يفقد مكانته على الساحة، لا موضوعيًا ولا فنيًّا، وكم من دراسة نقدية تناولت شعرية الرواية، وفي هذا تأكيد على أن الشعر هو المثل الأعلى لبقية الأجناس الأدبية.

*س8- شاعر، وناقد، وقاصّ، وروائيّ. ألقاب تتجمّع على سبيل المثال حول شخص ما. هل يُعدّ هذا الخليط علامة صحيّة؟ أم أنّه لا بدّ من تحديد الهويّة الأدبيّة لإبراز الموهبة في أقوى تجليّاتها؟.

عرف تراثنا الأدبي القديم تلك الشخصيات الموسوعية، متعددة الثقافة، متنوعة النتاج، وكان هذا ملائمًا لطبيعة ذلك العصر، ولم يقتصر هذا الأمر على الأدب، وإنما كان سمة عامة في كل العلوم، فأنت تجد عالمًا في الطب مثلًا له نظريات في الرياضيات والفيزياء وهو مع ذلك أديب له في ذلك مؤلفات معروفة.

لكن تطور حركة الحياة، واتساع دائرة العلوم، دفع الناس إلى التخصص، فاكتفى الطبيب بأن يكون طبيبًا، وفي مرحلة زمنية لاحقة صار الطبيب متخصصًا أكثر فأكثر .. وهكذا.

والأدب لا يخرج عن بقية العلوم في ذلك، ولذلك أرى أن هذا التنوع ليس في صالح الأديب، فليجمع الجداول المتفرقة لتكوِّنَ نهرًا قويًا متدفقًا.

س9- في ظل الانفتاح العالمي على وسائل التواصل، وسهولة تداول المعلومات. من الملاحظ كثرة الشّعراء أو ممّن أطلقوا على أنفسهم لقب شعراء، بينما هم يجهلون أبجديّة الفعل والفاعل، ويتصدّرون المنابر برطانة أعجميّة بعيدة عن روح الشعر العربيّ. فمن المسؤول عن هذه المهزلة؟، وكيف الخروج والتخلّص من هذه الظاهرة؟.

هذه واحدة من آفات مواقع التواصل الاجتماعي وانعكاساتها على الحياة الثقافية، فالمجال مفتوح للجميع، وكلٌّ يدلي بدلوه.

وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى المنابر الثقافية، والمنتديات الأدبية، وهذا ناتج عن عدة عوامل، منها: ضعف القائمين على هذه النشاطات من الناحية الأدبية، ومن الطبيعي ألا يميِّز هؤلاء بين الشاعر الحق ومن يدَّعي الشاعرية.

ومن الأسباب أيضًا طغيان المجاملة على حساب القيمة الأدبية، وهذا محكوم بالعلاقات الشخصية، التي يتم بناءً عليها انتقاء الشعراء للمشاركة في النشاطات الأدبية، حتى فقدت المنابر هيبتها ومكانتها وقيمتها مع الأسف.

التخلص من هذه الظاهرة يحتاج إلى أن يتصف القائمون على هذه الفعاليات بالحيادية، والبعد عن الشخصنة، وتجنب المجاملة، وأن يكون المقياس جودة النتاج الشعري للشاعر دون أي اعتبار آخر.

علمًا أن انتقاء الأفضل هو ما يرفع من قيمة الفعاليات الثقافية ويمنحها القيمة وهذا ينعكس بطبيعة الحال على القائمين عليها.

س10- حينما يكون الشاعر مُهجّرًا أومنفيًّا تتأجّج فيه نيران الشوق والحنين إلى الدّيار والوطن. بعينيّ شاعر ما هو الوطن عند ياسر الأقرع، وهل يستحقّ الوطن كلّ هذه التضحيات؟.

الوطن.. هو الكرامة

وإن لم يكن كذلك فهو ليس إلا قطعة أرض مسيَّجَة بحدود، نمارس فيها حياتنا دون معنى، ونعيشها دون قيمة.

والإنسان أمام خيارين: إما أن تتحقق له الكرامة في مكان ولادته ونشأته وعندها يسمى ذلك المكان وطنًا، أو يغادر إلى مكان يحترم كرامته فيتخذه وطنًا له.

والسوريون اختاروا الخيار الأول، وأرادوا أن يتمسكوا بأرضهم على أن يجعلوها (وطنًا) يحفظ لهم كرامتهم، فبذلوا في سبيل ذلك أرواحهم ودماءهم، وما زالوا يدفعون ثمن اختيارهم تشتتًا وتهجيرًا وتشريدًا.. وما زالوا أيضًا مصرين على أن يستعيدوا كرامتهم.. أعني (وطنهم).

والحقيقة أن حجم التضحيات تجاوز المعقول، حتى صار اسم سورية مقترنً في ذاكرتنا نحن السوريين بالموت والدمار والقهر، لذا كتبت:

 لا تسألوا السُّوريَّ بعد اليومِ...

ما معنى الوطنْ؟

سيضيع في صمتِ المكانِ

يموتُ في نبضِ الزَّمنْ

وسيخنقُ اللغةَ العقيمةَ باكياً

ويشير - من خذلانهِ - نحو الكفنْ

س11- هل يجوز أن نُطلقَ أو نصِفَ الشعر الذي تغنّى بالثورة السّوريّة، بأدب الثّورة؟. وهل يشمل ذلك نتاج الشُّعراء المُؤيّدين للنّظام؟.

وهل يقبل هؤلاء حتى لو كانوا على النقيض من مبادئ الثورة وأهدافها أن يُنسب شعرهم إلى الثورة؟

علينا أن ندرك أن نسبة الأدب إلى الثورة يعني خروجه عن كونه فنَّاً خالصًا إلى كونه فنًّا يحمل رسالة أخلاقية، ولا يمكن لنص لا يحمل أخلاقيات الثورة أن يقال عنه أدب الثورة، ولا هو يرضى لنفسه ذلك.

ولنا أن نتساءل: هل كان يقبل شاعر جاهلي أن تنسب قصيدة له يهجو بها الإسلام والمسلمين إلى الأدب الإسلامي؟

أنت هنا لا تنسب قصيدة شعرية إلى مذهب أدبي، بل إلى رؤية  فكرية وقيمة أخلاقية..!!؟

س12- كشاعر ومُعارض. كيف ترى مستقبل سوريّا؟، وما هي أمنيكَ الأخيرة، شاعرنا الجميل ياسر الأقرع. دمت شامخًا.

لم يعرف التاريخ شعبًا ثار من أجل كرامته وحريته ولم يكن له ما أراد.. لكن للحرية ثمنها، وعندما ثرنا على الظلم والطغيان كنا نعرف مسبقًا أننا أمام أعتى استبداد في العصر الحديث.. لكنها الحرية، جنة الله في الأرض التي تستحق أن نضحي من أجلها.

أرى سورية المستقبل – كما كانت قبل أن يحكمها الطغاة – درة هذا العالم، وتاج وجوده.. كيف لا وقد طهرنا أرضها بدماء الملايين منا، حتى نراها كما نتمناها.. (سوريتنا) لا ملكًا لمستبد، ولا مزرعةً لطاغية.

***

بطاقة تعريفية:

(( الشاعر ياسر الأقرع ))

** من مواليد حيّ (دير بعلبة) في محافظة حمص السورية 5 – 3 – 1972م

** إجازة في اللغة العربية - عام 1998م

** دبلوم دراسات عليا - عام 1999م

** ماجستير بدرجة امتياز -  عام 2003م / عنوان الرسالة ( الحبّ عند شعراء الشام في العصر الأموي)

** شرع لاحقاً في التحضير لنيل شهادة الدكتوراه، ولكن ما أصيب به بلده سورية من قتل وتدمير وتهجير حال دون إتمامها ومناقشتها.

** أصدر حتى الآن ستة دواوين شعرية، هي:

1 – غداً تمحوكَ ذاكرتي (1998م) – دار التوحيدي/ حمص

2 – عيناكِ كلّ لغات العشق (1999م) – دار التوحيدي/ حمص

3 – الشعر بين قنديلين.. وجهك والقمر (2001م) – دار التوحيدي/ حمص

4 – أنتِ.. ويبتدئ العمر (2003م) – دار التوحيدي/ حمص

5 – لا.. أحبك (2005م) – دار التوحيدي/ حمص

6 – إذا قيلَ.. أنتِ (2018م) – دار فضاءات/ عمّان

** أصدر كتابين في الدراسات النقدية:

1 – الحب عند شعراء الشام في العصر الأموي – دار الإرشاد 2008م

2 – أحسن القصص(رؤية بيانية جديدة في قصة يوسف(ع)) – دار الإرشاد 2008م

** اضطر لمغادرة وطنه أوائل عام 2014م، واستقر في العاصمة الأردنية (عمّان) ..واستقطب الأنظار بنشاطه الأدبي والشعري، فتوالت أمسياته الشعرية ولقاءاته الإذاعية والتلفزيونية.. وما زالت.

** تم اختياره واحداً من أفضل 100 شاعر معاصر في بلاد الشام، في كتاب (نخبة الشعراء العرب) الذي طبع في القاهرة عام 2017م.

** تم اختياره في نخبة شعراء سورية، ضمن سلسلة الشعراء الألف في الوطن العربي/ الصادرة عن دار النخبة في مصر عام 2018م.

** نال الكثير من الجوائز وشهادات التكريم خلال مسيرته الثقافية الأدبية.