الأربعاء، 31 يوليو 2024

تحقيق. راديو البلد عمان

 (أحلام الشباب اللاجئين بعد سنوات من المهجر).

سؤال من الإعلامي. خالد عواد الأحمد. لصالح راديو البلد. عمان. الأردن 

......... 

إجابة. الروائي محمد فتحي المقداد. سوريا

بالعودة إلى مقولة الشاعر محمود درويش: (سَتَنتهِي الحَرْبُ، وَيتَصافَح القادَةُ،، وَتَبقَىَ تِلْكَ العَجوزُ تنتَظر ولدَهَا الشَهِيدَ، وَتِلكَ الفتَاةُ تنْتظِرُ زَوجهَا الحَبِيبَ، وَأولَئِكَ الأطفَالُ يَنتظِرُونَ وَالِدَهُم البطَلَ. لَا أعلَمُ مَنْ بَاعَ الوطَنْ، وَلَكِنَّنِي رأيتُ مَن دَفعَ الثَّمَنْ).

الحربُ جنونٌ وفناءٌ، خرابٌ ودمارٌ، دموعٌ وأحزانٌ، تشريدٌ وضياعٌ. كل شيء يبعث على اليأس والإحباط، تموت الفرحة في عيون الأطفال وتنطفئ بهجة الحياة في قلوب البشر.

وما حدث في سوريا من حرب طويلة، جاءت مُخرجاتها عظيمة هائلة المآسي. والشباب السوريّ كجزء حيويّ مُتأثّر. هما نوعان: 

أ- هناك المولود في بلده وصار لاجئًا، يحمل معه ذكرياته وفي قلبه ونفسه ارتباط بداره وحرارته وقريته.

ب-والنوع الثاني هم المواليد في بلاد اللجوء. هؤلاء انتماؤهم للمكان الذي ولدوا به، ولا روابط تربطهم ببلدهم وموطنهم الأساسي. 

وفي ظلال انسداد الأفق، وموت الأحلام والأمنيات، وظروف العيش الصعبة، اضطر الكثير من الأهل الدفع أطفالهم للعمل في أي عمل كان، بأحور قليلة، وساعات عمل طويلة لمساعدتهم في التغلّب على مصاعب ومشاقّ الحياة، ولا نُهمل رؤيتنا بجنوح البعض للانحرافات السلوكية، التي تحتاج لعلاج ومصحات نفسية. 

وتمخضت هذه الظروف عن الهجرة غير الشرعيّة ومخاطرها العديدة في قوارب الموت، الاستغلال تحت الضغوطات النفسيّة، الهروب إلى المجهول أملًا بظروف حياة أفضل.