بيان اِحْتجاجي
(نص
بنكهة خاطر)
بقلم.
محمد فتحي المقداد
للصَّمت
والتفكُّر في حالة الجدار المُتْعَب بصبره الطَّويل، حالات فنيَّة تستوجب الانتباه
والتَّضامُن. أنينه المُتواصِل من وطأة ثِقَل أربعٍ من السَّاعات. اِثْنتان من ذَوَات
العقارب، والأُخريان تُومضان بلونها الأحمر لتظهر أرقامهما الإلكترونيَّة.
العيون
جميعها مُصوَّبة على العقارب والأرقام، والجدار بِصبْرٍ شديدٍ؛ يمتصُّ فائض نظرات
الزَّبائن، ووقتتهم المهدور على مساحات لَهْوِهِم لساعات طويلة في لَعِبِ الوَرَق.
حركة
النَّادِليْن لا تتوقَّف طيلة نَوْبَة دَوامِهِما. كَثْرَة الطَّلبات لم تترك لهما
فُرصَةً لاِلْتقاط الأنفاس، ولا لِتَلمُّس أوجاع الأرجُل، والملل يتثاءب في صَدْريْهما.
أصواتُ الزَّبائن تتمازج مع قرقرة النَّراجيل التي تحتلُّ الصَّالة، وتتزاحم مع
أدخنتها المُنبَثِقة من الأفواه.
اِخْتلاطات
النِّداءات المُتوالِدَة؛ لتلبية الطلبات، وأصوات أَكْؤُسِ الشَّاي وفناجين القهوة.
. غاب اللَّون الحقيقي الذي كانت عليه الجدران. تراكمات أكوام من ذرَّات الغُبار
النَّاعم ودُخان السجائر والأراجيل وأصوات الزبائن منذ التأسيس وللحظة إعداد هذا البيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق