الثلاثاء، 19 مايو 2020

تقديم لكتاب خربشات أدبية لتوفيق جاد

تقديم الكتاب

حدائق الأدب كثيرة ومتنوّعة، وللأديب أن يتفيّأ ظلالها في أيّ من دوحاتها، وجاءت خربشات أدبيّة، للروائيّ والقاصّ توفيق أحمد جاد، لتكون إسهامًا تفاعليًّا في إكمال ما ابتدأ به في مجموعته القصصيّة (الصّرير)، وروايته (الغداء الأخير)، وما يزال مشروعه يتصدّر اهتماماته في عمل روائيّ قادم، يُكلّل به تجربته.

ومما وصلنا من أواخر العصر العبّاسيّ من كتب التراث، كتاب (صيد الخاطر- لابن الجوزيّ)، وقال عنه صاحبه في سبب تأليفه: "لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تُعرَض ثم تُعرِضُ عنها، فتذهب. كان من أولى هذه الأمور حفظ ما يخطر لكيلا يُنسى". فالكتاب يُعتبر من أفضل ما كتُب في هذا المجال.

وحديثًا فإن كتاب (هكذا علّمتني الحياة - مصطفى السباعيّ)، فإنّه من أجود ما قرأتُ من خواطر، تكتسي ثوبها الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ، بمسحة روحيّة وعقائديّة، مُتحرّرة وثائرة على كثير من المعتقدات السّائدة والبالية، والتي لا سند لها، يسند دوامها.  

وهكذا جاءت خربشات توفيق جاد، لتكون ضمن هذا السّلك، وتعبيرًا صادقًا لما يجيشُ في دواخله من تأمّلات وتطلّعات، لتكون إضافة جديدة، تنمّ عن ثقافة الأديب المتعدّدة الجوانب، ومن تجارب حياته التي تمخّضت عنها، تلوّنت بأشكال كثيرة، حسب تفاوتها الزماكاني.

أحسَنَ الأديب توفيق جاد بتدوينها؛ لحفظها من الضياع، فالأحرف والكلمات، لا تعدو إلّا أن تكون كالعصافير تتفلّت في كلّ اتّجاه، وقيدها الوحيد هو الكتابة.

فلا شكّ أبدًا من أنّ الخواطر جزء، لا يتجزّأ من أبواب الأدب التي يُعتَدّ بها، فهي خفيفة على النفس، لطيفة بكلماتها المُقتصَدَة، ولكلّ كاتب الحقّ في التعبير عمّا يجول في خاطره.

نصوص هذا الكتاب لا تحتاج لمعرّف لها، فهي أصدق تعبير عن نفسها، والإفصاحِ عن هويّتها.

الكرك - الأردن  ــا   26 \ 9 \2018

                                           الروائي - محمد فتحي المقداد

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق