الأحد، 13 يوليو 2025

كتاب السيرة الروائية لمحمد فتحي المقداد

 

محمد فتحي المقداد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السِّيرة الروائيـــــَّـــــــة

 

 

 

 

 

محمد فتحي المقداد

 

 

 

السيرة الروائيَّة

 

(محمد فتحي المقداد ما بين مهنة العيش والكتابة)

 

 

2025

 

دائرة النشر الإلكتروني

 

 

 

2025

 

كافة الحقوق محفوظة  للمؤلف

الإهداء

 

إلى رفيقة الدّرب وفاء المقداد...

إلى أبنائي... هاشم. حاكم. لُجيْن. حازم. ريم

إلى أهلي وأصدقائي وأحبَّتي...

إلى من حمل قلمه؛ لتسجيل كلمة صادقة بنَّاءة ذات رسالة سامية حاملة معاني الحريَّة والعدالة، وترسم آفاق المستقبل المُشرق...

إلى الأصوات الدَّؤوبة بإصرار على إسماع البشر، وتبصيرهم بمُستقبلهم...

إلى الإنسان أينما كان... 

ـا13\ 7\ 2025

                          مُحبّكم

                               محمد فتحي المقداد

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 

الحمد لله, وبعد

إذا كان يحقُّ للآخرين أن يكتبوا عنِّي بما يروق لهم، وفي كثير من جوانبه يروقني، لأسبابي الخفيَّة والمخفيَّة، ولا أحبُّ البوح بها لأنَّها لقت صداها الجميل والمُحبَّب لي، وكثيرًا ما أُصاب باهتزاز الشُّعور رقصًا وطربًا للمدح والإطراء.

رأيتُ من حقِّي أن أكتُب سيرة مُنجزي الروائي الذي أعتبره امتدادًا لحياتي مُستقبلًا بعد أن أكون قد فارقت الحياة. (موت الكاتب وإحياء النصِّ)، فالكُتَّاب لا يموتون، غابوا بأجسادهم وستبقى آثارهم تحكيهم، وأفكارهم مثار اِهْتمام القرَّاء والنُقَّاد يطرحونها على مائدة النِّقاش؛ لتناولها بالتدارُس سلبًا وإيجابًا، بذلك تكون حياة... لا بل حَيَوات لا مُتناهية بامتداداتها الزمنيَّة.

وفي المُحصِّلة فإنَّ تشابه البشر بمواصفات جسمانيَّة، ومُعطيات الحياة، وآثارها المُنسَحِبَة على تفاعلاتهم المعيشيَّة اليوميَّة، والاِخْتلافات بينهم أقلُّ بكثير من حالات التَّشابُه.

وقضايا الفكر والثَّقافة هو المختلفة، وحسب نظرية نابِّليْون: فإن الواعية في جميع المجتمعات الإنسانيَّة، هم الفئة الأقلَّ والتي لا تُمثِّل بنسبتها الضَّئيلة، وبالمُحصِّلة  تعادل السَّبعة بالمئة.

هذه الفئة تكتب وتتكلَّم وتتصدَّر المجالس، وتقودُ المظاهرات المُناهضة الأنظمة الدكتاتوريَّة، وتُنتج القادة لمجتمعاتهم، وهي الفئة التي يُضحِّي أفرادها بحياتهم ومُستقبلهم من أجل فكرتهم وكلمتهم، ومواقفهم المبدئيَّة. يموتون ولا يتزحزحون عنها، وقد لاقوا جميع صُنوف العذاب والسِّجن، والحصار الاِجْتماعيِّ والاِقْتصاديِّ.

وها أنذا جازفتُ وكتبتُ؛ فمن حقِّي اَعْتبار نفسي من هذه الفئة التي سبق ذكرها، ولا أظنُّ أنَّني  قد تجاوزت حقِّي واِسْتحقاقي الطبيعيِّ، الذي لم يكُن إلَّا منحة العقل والموهبة اللّتان هما بعضًا من العطاء الربَّاني، العطاء الأغلى والأثمن... والأعلى قيمة في حياتي. الشُّكر لله بما أفاء عليَّ بكرم جوده وكرمه. ومن يعرُفني أكثر منِّي لينوب عنِّي بالكتابة. وهذه حُجَّة إضافيَّة تُبرِّر مسلكي ومسيري. والله وليُّ التوفيق.

 

 

 

 

 

 

مهنتي حلَّاق...

 

وانعكاس أثرها على الكتابة

 

أنا حلَّاق قبل أن أكون كاتبًا:

منذ منتصف ثمانيَّات القرن الماضي بدأت بالعمل في مهنة (حلَّاق) قص الشَّعر للرجال. كنتُ يومذاك في العشرينيَّات من عمري، وما زلتُ قائمًا على رأس عملي إلى هذه الأيَّام بهمَّة ونشاط. وقت كتابة هذا المقال بخصوص عملي، بطبيعة الحال هذا الشيء أساسيٌّ لا مناص من التعرُّض له، لأنَّه جزء لا يتجزأ من حياتي لا يُمكن التَّغاضي عنه في تاريخ حياتي؛ لأنَّه تاريخي الذي أفتخر وأعتزُّ به.

أن أكون كاتبًا أمر رائع، ومهنتي حلَّاق لهو أمرٌ أروَع في كلِّ المعايير، فقيمة العمل في الحياة عظيمة، بالعمل يحيا الإنسان حياة كريمة له ولأسرته ولمجتمعه، والبطالة هي الأسوأ على الإطلاق. أمّا الظُّروف الاجتماعيَّة المُعقَّده لم تُتح لي إكمال دراستي الجامعيَّة، بعد الانتهاء من النَّجاح في الشَّهادة الثانويَّة 1982. وفي العام 1981 كنتُ وقتها في الصف الحادي عشر العلميّ، كانت رغبتي الدَّراسة الأدبيَّة، ولعدم وجود شعبة للفرع الأدبيّ اضطررت للتوقّف والانقطاع عن الدِّراسة النظاميَّة؛ لأتحوَّل إلى الدِّراسة الحُرَّة في البيت، وتابعت دراستي وحدي اعتمادًا على نفسي ومساعدة بعض الأصدقاء وعلى الأخصِّ الأستاذ والصَّديق "عدنان خليل حمد المقداد"، الذي لم يألُ جُهدًا في تدريسي تقريبًا المنهاج بمعظم مساراته، كمبادرة ومساعدة منه. وبحمد الله وتوفيقه تقدَّمتُ للامتحانات في نفس الموعد كما لو كنتُ ما زلتُ مُنتظِمًا في المدرسة، وبقيت مع ركب زُملائي وأصدقائي.

لا أدري ما أقول... المُعدَّل المُنخفض بحدِّه الأدنى جعل خياراتي محدودة، وكان حلم الجامعة... وبقيت حُلُمًا إلى أن تجاوزت الأربعين عمري بسنوات، عندها اختلفت الاهتمامات الأسريَّة، وتحوَّلت رغبتي بمتابعة الدِّراسة إلى اِستثمار الأموال التي أحتاجها للدراسة لمصلحة أبنائي.

ما دفعني للاتِّجاه إلى سوق العمل. وعملت بدايةً وعلى مدار سنتين في تصليح الدرَّاجات الهوائيَّة، وكان ذلك أثناء تأديتي الخدمة العسكريَّة الإلزامية، وامتدَّ العمل في هذا المجال حتَّى بعد تسريحي من الخدمة العسكريَّة.

ومن ثمَّ توجَّهتُ للعمل إلى هوايتي في قصِّ الشَّعر، التي أحببتُها ورغبتُ بممارستها. وابتدأت الرِّحلة من هواية إلى مهنة، لتمتدَّ إلى حوالي الأربعين سنة كلُّها في نفس المجال، واكتسبت من الخبرات الكثيرة من خلال الأسفار العديدة؛ للعمل في مهنتي التي ابتدأت من الأردن، وليبيا، والإمارات، وقطر، والسَّعوديَّة، والعودة إلى الاستقرار في سوريا بعد أكثر من عشرين سنة، ومن ثمَّ تابعت العمل في الأردن خلال فترة اللَّجوء التي امتدَّت من نهاية العام 2012 إلى نهاية العام 2025.

 

جماليَّات مهنة الحلَّاق:

بلا شكِّ الجمال يستوطن جميع مجالات الحياة، وإذا اِنْعدم جمال النَّاس والأشياء، والمحيط الاجتماعيّ والجغرافيّ، بلا شكٍّ تنعدم الرَّغبة في مُتابعة مسيرة الحياة بأيِّ شكل من الأشكال.

صالونات الحلاقة أماكن عامَّة مقصودة من الفئات الاجتماعيَّة على مختلف أعمارها وأشكالها وانتماءاتها، وبذلك لابدَّ من شبكة من العلاقات الجديدة المرتبطة بمعطيات المهنة بكافَّة أشكالها، وأدبيَّاتها التي تفترض الكلمة الطيِّبة والابتسامة والمُعاملة الحسنة، والصِّدق، وحفظ أسرار النَّاس، وكما يُقال: (المجالس بالأمانات).

المكان الثَّابت أمان نفسيٌّ، فيه مُعطيات الاستقرار، والاستمرار في العمل اليوميِّ وعلى مدار السَّاعة، الذي يستغرق معظم ساعات اليوم.

المكان (صالون الحلاقة)، أتاح لي أوقات الفراغ المُعتبَرة، لممارسة ومُتابعة القراءة والمُطالعة التي نَمَت معي منذ نعومة أظافري، باقتناء الكُتب وشرائها لتكوين نواة مكتبة خاصَّة في البيت، وإذا لم يكُن عندي ما يُلبِّي رغبتي بالقراءة حول موضوع مُعيَّن، أستعيضُ عنه بالاستعارة من مكتبات الأصدقاء.

وفي معظم الأماكن التي عملت بها كانت الكتب رفيقة دربي، لا أستطيع العيش بدونها، لأنَّها ضرورة من ضرورات حياتي، لا يُمكن الاستغناء عنها أبدًا، كما لا يمكن الصّبر على جوع البطن، لا يُمكن العيش بلا كتاب... وبلا قراءة. هُناك عبارة تتردَّد على لساني باستمرار للتعبير عن اشتياقي الدَّائم للقراءة، وقد استهجن بعض ممَّن قلتها لهم: "إذا مرَّ أسبوع ولم أقرأ شيئًا، أحسُّ بالعفن يسرى في مُخِّي". وسمعتُ شبيهتها من صديق رحمه الله. كان يقول: "عليَّ كَسْرٌ من القراءات". إذا حصل وانشغل عن القراءة.

يوم العمل عندي مُتجدِّد باستمرار، لم أنظر له يومًا على أنَّه روتين مملُّ، فإذا ما وجدتُ فراغًا ولو قليلًا، فأستثمره في القراءة أو الكتابة. الأُلفة بيني وبين المكان حميمة. توليفة المكان مع الاهتمامات بمواءمتها بما يتَّفق ويتماشى لتلبية رغبتي في القراءة والكتابة، تجعلني ألتصق بالمكان، وأرى فيه الحبَّ والجمال، ويصبح موطني، وجزء أصيل من نسيج حياتي.

ذات مرَّة سألني صديق مُقرَّب سُؤالًا مفاجئًا: "ما هو حلم حياتكَ؟". بلا تردُّد أجبتُ: "أن أكتب رواية". ولم أكُن وقتها أمتلك أدوات الكتابة بالتقنيَّة الأدبيَّة الاحترافيَّة... ولا أدري عنها شيئًا، إلَّا ما خلا بعض المعارف والمعلومات البدائيَّة. رحلة السَّعي الحثيثة لتحقيق الحُلُم، كانت مُرتكزة لخزين هائل من المعارف  

  

 

 

الأعمال الروائية

 

عند محمد فتحي المقداد

 

رواية:

"بين بوَّابتين" أوَّل عمل روائي قمتُ بكتابته 2009م.

 

رواية:

"تراجانا" 2010م.

 

 

 

 

رواية:

"دع الأزهار تتفتَّح" مع بداية انطلاق الثورة السورية ـــا18\ 3\ 2011م. وما زالت مخطوطًا.

 

رواية:

"الطَّريق إلى الزعتري" استغرقت كتابتها ثلاث سنوات من 2012- 2015. وتأخرت طباعتها إلى عام 2018. والرواية توقَّفت تمامًا أمام بوابة مُخيَّم الزعتري؛ لتُفسح المجال لرواية أخرى، حملت عنوان "خلف الباب" لتُترجم أبجديات حياة المخيَّم. وقد دخلت رواية "الطريق إلى الزَّعتري" في دراسات أكاديميَّة لنيل رسالة الدُّكتوراه. منها:

*بحث تقدم به الباحث "مالك سالم الصرايرة" لنيل درجة الدكتوراه في جامعة مؤتة ٢٠١٩، تحت عنوان "انعكاس الأزمة السورية في بداية الألفية الثالثة على الأدب السوري" وأخذ أربعة نماذج روائية سوريَّة، كانت رواية "الطريق إلى الزعتري" إحداها.

* بحث لنيل رسالة الدكتوراه بعنوان:"أثر الحرب في تشكيل صورة المرأة في الرواية السورية دراسة في نماذج مختارة" تقدمت به الطالبة: "سلسبيل إسماعيل الزَّبون" في جامعة العلوم الإسلاميّة في الأردن، وكانت رواية "الطريق إلى الزعتري" إحدى النماذج المختارة للدراسة. تحت إشراف الأستاذ الدكتور: "موفق مقدادي". ومناقشة الأستاذ الدكتور: "عماد الضمور".

 

 

 

رواية:

"دوامة الأوغاد" 2016م. وتعتبر مقدمة تاريخية لروايات الثورة السورية. وتأتي بعدها بالترتيب رواية "الطريق إلى الزعتري".

-بحث "الواقعية في الأدب العربي. أنموذجًا  رواية دوامة الأوغاد" تقدم به الباحث "طالب عبد المهدي الفرَّاية" في جامعة مؤتة الأردنيَّة، خلال دراسته الماجستير، وكذلك كتب الأستاذ "عبدالرحيم جداية" بحثًا نقديًا على روية دوَّامة الأوغاد بعنوان: "المجتمعات المُصغَّرة في رواية دوَّامة الأوغاد".

 

 

 

رواية:

"فوق الأرض" طبعت 2019م. وهي مخرجات الثورة السوريَّة. وفيها قضية المؤيدين للنظام ومن تحوَّل للمعاضة المسلحة بعد أن كان مُحايدًا، ومن استشهُد ومعاقي الحرب والمُهجَّرين على متن قوارب الموت في البحار، ومن اختُطف واختفى بظروف غامضة. وفوق الأرض استوعبت هذه الحالات المختلفة لتبقى مؤشرًا للبدايات والذين كانوا شعلة وفتيل الثورة الحقيقية أمثال المهندس "معن العودات" قدِّيس الحريَّة. هذا اللَّقب الذي أطلقته عليه في الرواية. والدُّكتور "علي محاميد". رحم الله جميع شهداء الثورة السوريَّة.

 

 

 

رواية:

"خيمة في قصر بعبدا" ما زالت مخطوطا، عالجت قصية السلم الأهلي والاجتماعي بين الشعبين السوري واللبناني.

 

رواية:

"خلف الباب" ما زالت مخطوطًا. جاءت لملء فراغ ووصل إحدى حلقات الثورة السورية مرحلة اللجوء والخروج، والعيش في المخيم.

 

رواية:

"بنسيون الشَّارع الخلفي". الفائزة بجائزة ناجي نعمان في الإبداع الأدبي. لعام 2025.

 *بحث في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية. تقدمت به الطالبة "أثير عبدالله بن مساعد الفالح" لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب. بعنوان: "مسودات روايات عربية معاصرة من منظور النقد التكويني" وتناولت بالدراسة رواية "بنسيون الشارع الخلفي". من ضمن ستِّ روايات أخرى.

ومن ثم نشرت "أثير عبدالله بن مساعد الفالح" بحثها المُستلّ بعنوان: "الدَّوَالّ غير اللَّغويَّة في مسودات روايات عربيَّة. دراسة من منظور النَّقد التكوينيِّ). في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية. جامعة الأزهر. 2024

 

 

رواية:

"سكلمة" 2024 وما زالت مخطوطًا إلى لحظة هذه الكتابة. وكان التحدي في كتابتها للخروج من موضوع الثورة، واستيفاء بعضًا من حقِّها بستِّ روايات، وكانت تجربة رائدة في محاولة ناقدة لتقاطعات حوادث تاريخية في سياق سردي واحد، ومتقاربة في سياق زمنيٍّ آخر. وتستهدف تثبيت الذَّاكرة واستنهاضها. عنوان روايتي (سكلمة) العنوان يفرش ظلال ألوان الطَّيف على مساحات الرواية بأكملها، وامتداداتها ما بين الحاضر والماضي.

ثم إنَّ غرابة الكلمة المعروفة في تراثنا الشعبي والمُستخدمة في نطافاتها المجتمعية، وعلى الأخص عند أهل مدينة دمشق. فالسكلمة تدرُّجات الأحمر. وتُؤخذ منه درجة اللون المنبثق عن الزهري . والرواية اتَّخذت من هذا المنحى اسمًا لبطل الرِّواية الرَّئيس.

وتأتي السكلمة أيضًا بمعان أخرى، منها الطبيَّة على وجه الخصوص، بما يخص عظم مقدمة الجمجمة والعظمة المقابلة لها في قفا الرأس. وكذلك الجلدة الرقيقة من جمجمة الطفل (اليافوخ)، وكذلك طبيًّا هي الأمعاء الأفعوانيَّة. 

وقد استخدم الناس أحد أنواع البخور (بخور مريم) وهو أيضًا سكلمة. وفي اللغات الأخرى له أيضًا دلالات، اكتفيت بما هو عندنا فقط، لأنَّ هنا الهدف. ولأسباب عديدة وقع اختياري ككاتب للرواية على هذه الكلمة (سكلمة) لتكون عنوانًا روائيًّا لدلالته المُستخدمة، ولدلالاته المُنسحبة على دلالات تُمثّل روح ومقاصد الرِّواية، وتبقى الُّرؤى قاصرة إذا لم تُعزَّز بآراء القُراء.

رواية:

"صندوق بريد" 2025م. وتطرقت لموضوع الرسائل ومهنة ساعي البريد بشيء من التفصيل، وصناديق البريد. هذه الوظيفة التي صارت في ذمَّة التاريخ أمام طوفان العولمة ووسائل التواصل. وأصبح العالم قرية صغيرة.

 

 

 


 

 

فلسفة العناوين

عند محمد فتحي المقداد في رواياته المطبوعة

 

العنوان لائحةٌ مُعلِنةٌ لماهيّة أيِّ نصٍّ أدبيٍّ أو غير ذلك، وإنّ اختيار الروائي المقولة الرّئيسة عنوانًا لروايته  فهو أمر جيّدٌ جدًّا، بما يفتح أبواب دلالات وتأويلات ما قبل وما بعد القراءة.

وهو بطاقة النصّ التعريفيَّة التي تُولّد من الرُّؤى والتصوّرات، لترسم خطّة من التمحورات في الذهن، وهو فكرة مبدئيّة يُستجمَع من خلالها فكرة مُتولّدة من وحي العنوان.

عندما تصطرع الأفكار في الدّماغ؛ لتتمخّض عن كلمات مُتآلفةٍ متناسقةٍ لتشكيل نصٍّ أدبيٍّ رشيقٍ مقروءٍ، وهكذا يبقى النصُّ مَهيضَ الـجـنـاح غير قادر على التحليق، ولا على الإعلان عن نفسه بالظهور علانية؛ إلا إذا اقترن بعنوان يحمل دلالاته الرمزيّة والنفسيّة الخاضعة للتفسير والـتـأويل في مدارات محتملة أو مجازيّة حسب ثقافة المُتلقّي، وارتباطه بخيوط رابطة للكلمات والمعاني.

العناوين تستعبد الكاتب ليعيش حالة من الهذيان ما بين اللَّاوعي والجنون؛ ليأتي بعنوان فيّاضٍ مُجدٍّد غير مُستهلَك أو تقليديٍّ؛ فكما يولد الطفل ويولد اسمه معه؛ فالعنوان مُلازِم للنصّ لا غنى عنه أبـدًا، وهـو عتبة لا يُمكن الولوج لبواطن النصِّ إلا من خلالها. العصف الذهني له دور خطير في استخلاص الـعـنـوان بمجرَّد حضور الفكرة، ومن الممكن أن يتأخَّر أثناء معالجة الفكرة بالكتابة، ويستعصي أحيانًا فيكون الانـتـظـار سـيّـد المـوقـف، والـلـُّجـوء في بعض الأحيان لاستشارة الأصــدقـاء طـلـبـًا للمُساعدة.

 

دلالات العناوين:

 

·      رواية دوامة الأوغاد:

العنوان: كلمتان شكّلتا صدمة المفارقة بين كلمة "دوامة" التي عقد قرانها على كلمة "الأوغاد"، إن التباين المتباعد ما بين الكلمتين من صعيد المادي الملموس باليد والمرئي بالعين "دوامة". والتي تكون حسب المدلول اللغويّ، أما الدوّامة فتكون:

(قطعة من خشب مُستديرة يلفّ الصَّبيّ عليها خيطًا ثمّ ينقضه فتدور على الأرض. "رَمَى الدَّوَّامةَ")، وكُتلة مَاء أو هَواء تَدُور علَى نَفْسِها بسُرْعة مُحْدِثة في وَسَطها فراغًا يُشْبهُ القِمْع. "دُوَّامة نَهْر").

 

*الدُّوَّامة :

(-لُعبة مستديرة يَلُفُّها الصبي بخيطٍ ثم يرميها على الأَرض فتدور والجمع : دُوَّام.

-الدُّوَّامة من البحر أَو النهر: وسطه الذي تدوم عليه الأمواج بسرعة وبشدّة، وهي مستديرة وأَعلاها متسع وأَسفلها ضيق

-فلانٌ يعيش في دوَّامة: تنتابه مشكلات تسبِّب له قلقًا واضطرابًا) حسب قاموس المعاني. والمنحى في العنوان هو المنحى الثالث وهو المنحى المجازيّ الذي توافق في ذهن الروائي للتعبير عن الحالة المجازية مما ذهب إليه في سرديته للحدث الروائي.

*الأوغاد:

صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وغُدَ. أحمق دنيء رَذْل "ما أكثر الأوغاد في هذا الزَّمان- إنه وَغْد يستغلّ بؤس الآخرين". يَوغُد، وغادةً، فهو وَغْد، وغُد الرَّجُلُ : كان رذلاً دنيئًا صغير العقل "وغُد في معالجة أموره العائليّة".

(وَغَدَ [و غ د]. (ف: ثلا. متعد). وَغَدَ، يَغِدُ، مص. وَغْدٌ. وَغَدَ النَّاسَ: خَدَمَهُمَ.

وَغُدَ: [و غ د]. (ف: ثلا. لازم). وَغُدَ، يَوْغُدُ، مص. وَغَادَةٌ وَغُدَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ عَقْلُهُ، حَمُقَ وَغُدَ الوَلَدُ: كَانَ رَذْلاً، دَنِيئاً.

وَغْدٌ مفرد والجمع: أَوْغَادٌ رَجُلٌ وَغْدٌ: ضَعِيفُ العَقْلِ، أَحْمَقُ وَغْدٌ مِنَ الأَوْغَادِ: دَنِيءٌ، خَسِيسٌ، وَغْلٌ.) قاموس المعاني.

وعاد العنوان للمواءمة بين المعنيين ما بين المادي والمعنوي، لتتحدا تحت المظلة المعنوية، وبذلك شكلتا العنوان ليكون مقولة موجزة عن الرواية، بتطابق دقيق الدلالة لمحتوى الحدث الروائي، بينما الحدث جاء بدوره مُتساوقًا مع فلسفة العنوان، بتفسير وتحليل الرؤى التي أشارت إليها رواية "دوامة الأوغاد".

وبذلك كان العنوان عتبة للرواية كمدخل صالح شكّل في ذهن القارئ دوائر وأقواس حول المعنى العام، وتوقعات ما سيكون، تماشى ذلك منذ البداية إلى النهاية.

 

·      رواية الطريق إلى الزعتري:

العنوان عتبة الرواية بدلالته. رغم أنه عنوان مكرور بجزئه الأول(الطريق إلى...) فللمُتتبّع للكتب والروايات التي حملت هاتين الكلمتين (الطريق إلى الزعتري)؛ لوجد أن (الطريق إلى مكة. للنمساوي محمد أسد) ، و(الطريق إلى الله. للشيخ محمد متولي الشعراوي)، وكتاب (الطريق إلى النجاح)، ورواية (الطريق إلى روما. لمحمد طارق) ورواية (الطريق إلى إيلات. لفايز غالي، ومثلت بفيلم سينمائي) و(الطريق إلى تدمر. لطلال أبو الخير) ورواية (الطريق إلى كابول. لجمال أبو  حمدان، ومثل مسلسلا)، ورواية (الطريق إلى بلحارث. لجمال ناجي). وهكذا كان على سبيل المثال لا الحصر.

مما يعني أن الكلمتين استهلكتا من كثرة استخدامهما، ودائما ما كانتا في بداية أي عنوان، وتأتي لاحقتهما تكميلا للتدليل على حالة معينة بأبعادها الزمانية والمكانية وشخوصها.

 بينما الجديد الفريد هنا كلمة (الزعتري) اسم لقرية صغيرة نائية منسية على أعتاب التاريخ في شمال الأردن.

الثورة والحرب السورية وما تبعهما من إفرازات ومخرجات، أنهضت القرية الغافية من سباتها لتجعل اسمها يتردد على ألسنة العالم أجمع، عندما أقيم المخيم على مقربة منها، واكتسب اسمه منها.

قضية المكان والانتماء رسّخت وكرّست مفهوم المكان. وبذلك أصبحت الكلمة عالمية حيث دخلت لغات الدنيا جميعاً.

عندما اختار الروائي "محمد فتحي المقداد" مقولة روايته تحت عنوان (الطريق إلى الزعتري) بكل صدق لقد حكى بهذا المختصر الشديد بثلاث كلمات قصة الثورة السورية، لتأتي سردية الأحداث داخل الرواية متطابقة معه، وبالتالي فالعنوان والرواية يحكي كل منهما الحدث بتناسب المقام مع المقال.

وبدقة كانت قصدية العنوان واضحة تمامًا. أن ما حدث هو ما أوصل الناس إلى المخيم. ففي آخر صفحة من الرواية عندما وصل (أبو فندي) البطل الرئيس في الرواية ووقف أمام بوابة المخيم، ليقرأ لوحة كبيرة: (أهلًا بكم في مخيم الزعتري)، وبذلك انتهت الرواية في هذه الجزئية السردية وهي الرواية التي حملت هذا الاسم (الطريق إلى الزعتري).

 

 

 

·      رواية فوق الأرض:

يقول الروائي محمد فتحي المقداد، عند سؤاله عن هذا الاختيار، الذي يبدو من طاهره أنه غير مثير، ولا يشكل أيّ قيمة فلسفة أو عمق لدى المتلقي، إلى ان اتضحت الصورة عند سؤال الكاتب عن طبيعة وسبب اختياره لهذا العنوان:

"يبدو للوهلة الأولى أن العنوان عادي، لكن بحثي عنه استغرقني سنة كاملة، ورب صدفة أفضل من ميعاد. جاءت الكلمتان على لسان صديق أثناء سؤال اعتيادي عن أحواله، أجابني: فوق الأرض، بتفاؤل وثقة. قصة لقائي بهذا العنوان بعوالمه الواسعة".

ودلالة العنوان كما يقول الروائي: أنها تحمل دلالات عديدة قابلة للتأويل في اتّجاهات كثيرة؛ ففوق الأرض الحياة بمباهجها وسرورها وحركتها الدّؤوبة، وكذلك في المقابل الأحزان والدّموع واليأس والكآبة، وفوق الأرض تدبّ آلات الموت والدمار. وفوق الأرض دور العلم والعبادة والحدائق والسّجون.

"فوق الأرض" دليل الوضوح التام الذي يُحقَّق الرؤية للمشاهدين، بما  يُتيح لأن يكون هذا العدد شاهدًا على ما حَدَث، يعني أنَّ الخبر يكون مُتواترًا على طريق رُواته الذين شهدوا، وإذا طُلِب منهم الإدلاء بشهاداتهم، من المُفترض أن تأتي مُتوافقة مُتقاربة حدَّ التطابق، وهوما يُطلق عليه الإجماع والتواتر، وهما أعلى أنواع رواية الخبر. وهذا ما هو مأخوذ عن علم الحديث النبوي الشَّريف بطرائق الرُّواة، ومدى وُثوقيَّتهم وصدقهم.

 

 

 

 

الكتابة التجريبية

عند محمد فتحي المقداد

 

 

لكلّ كتابة لون ومذاق مختلف، عند المتذوق الهاوي والمحترف، والقارئ والباحث، وهو الجانب المُستهدَف من فعل الكتابة، المُتفاعل مع الفكرة سلبًا أو إيجابًا.

الكتابة كاشفة فاضحة ليس بطروحاتها الناشرة لأخبار وأسرار الآخرين، وإنّما على الكاتب نفسه؛ فهي تكشف عن عمق تفكيره، ورصيده من المخزون المعرفي التراكمي، نتيجة التجربة والخبرة الشخصية، والمطالعة والمتابعة.

لكلّ كاتب أسلوبه الخاص الذي يتعاطى به فعل الكتابة، المندرجة بتصنيفها ضمن جنس أدبي وفكريّ معيّن، ومن الممكن أن تتداخل الأجناس الأدبيّة بأساليبها ومذاهبها ومدارسها المختلفة، كما هو الحال في الأعمال الروائيّة، حيق تعتبر وعاء يستوعب جميع الفنون، من خلال المزج بينها، والتنقّل بسلاسة ويُسر لإيصال فحوى الرسالة ومضمونها القِيَمي بمحتواه الوازن، ولتخلق أجواء المتعة للقارئ.

 

تجريب وتنوّع السرد الروائي. عند الروائي محمد فتحي المقداد:

1-ففي روايتيْه (دوامة الأوغاد) الصادرة 2016م. وروايته (الطريق إلى الزعتري) 2018م. تشابهتا بأسلوب كتابتهما، بطريقة المشاهد المتناظرة ما بين النساء والرجال من خلال تجمعاتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، بطريقة عرض متتالية تكاد أن سمة منتظمة في مسار الخطة السرديّة للروايتيْن، وكثيرًا ما لوحظ في بعض المواقع، الطرح المباشر بلهجة خطابيّة حشدها الكاتب لصالح خط فكرته التي اشتغل عليها. كما أنهما كانتا في جوانب سردية أقرب إلى كتابات السيناريو بطريقة المشاهد الحوارية.

ولم يكن هناك البطل الأوحد محور الحدث والمحرّك له، ليكون نقطة مرجعيّة للروايتين، وإنّما توزّعت البطولة بين الأسماء الرّئيسة المتناوبة على تحريك الحدث، والتي تحرّك الحدث من خلالها وبسببها. وهو ما ينبئ عن عدم وجود أشخاص يُشكّلون حالة اجتماعيّة فاعلة، بمعنى أم يكونوا قادة. هذا الوضع الذي انمحى من البُنى الاجتماعية السوريّة في ظل حكم الحزب الواحد، والقائد الواحد المُتَفرّد بالحكم، وتشكيل قبضة أمنية قويةّ خانقة.

الروايتان تمثّلان مرحلتيْن زمنيّتين مُتتابعتيْن، امتدّتا زمنيًّا لأكثر من أربعين عامًا، وهي الفترة التي تناولتها الروايتان؛ ف (دوّامة الأوغاد) مثّلت مقدّمة رسمت لوحة المجتمع السوريّ منذ بداية السبعينيّات من القرن الماضي إلى نهاية العقد الأوّل من القرن الواحد والعشرين.

2- وتتابع الزمن المُؤشّر لانطلاق الثورة السوريّة بالرواية الثانية (الطريق إلى الزعتري) التي جاءت كوثيقة تاريخية سجّلت معاينات وحوادث البدايات، ولم يتجاوز زمنها الروائي العام الواحد، واضطرار الناس للفرار في ظل انتشار الخوف من القتل والاعتقال، طلبًا للنجاة قاصدين الملاذات الآمنة في دول الجوار، ورواية (الطريق إلى الزعتري) من عنوانها يُعلَم أنّ المكان المقصود يقع في المملكة الأردنية الهاشمية، وكلمة الطريق يتضح من دلالتها، سلوك طريق اللجوء والهجرة. حيث أن الرواية انتهت أحداثها على بوابة مخيّم الزعتريّ. وهي من أوّل الأعمال الأدبيّة المصنفة تحت مصطلح أدب اللجوء، المستخدم حديثًا على نطاقات واسعة مع تصاعد وتيرة الحروب خاصّة في عدد من الدول العربيّة.

 

3-أما الرواية الرابعة (خلف الباب) التي تأخرت كتابتها إلى أن صدرت في العام 2022، حيث جاءت بعد رواية "فوق الأرض" التي سبقتها في النشر في العام 2019. لكن يبدو أن فراغا حدث في ذهن الروائي "محمد فتحي المقداد" بأن مشروعه عن الثورة السوريّة ينقص حلقة مهمة، وهو فترة حياة المخيم المحطّة الأساسيّة في حياة اللّاجئين. وخلقت في ذهنه فكرة، أن روايته السابقة انتهت في آخر صفحة فيها، أمام بوابة مخيم الزعتري، بينما هناك خلف باب المخيم المحاط بأسلاك للحماية، تفاعلات هي نتيجة لما سبق، تستحق الكتابة عنها لثراء مادّتها الحدثيّة المُتخمة بالتفاعلات الكبيرة والصغيرة، المنظورة والخفيّة أو المخفيّة بفعل اسلاك المخيم، وأدوات الضبط والرّبط.

وولدت فكرة رواية "خلف الباب" لتميط اللّثام عن هذه الجزئية الأهمّ في رحلة اللجوء، وتسليط الضوء على التحدّيات للتشكيلة الواسعة ضمن هذا الحيّز الجغرافيّ المحدود بمساحة ضئيلة، مكتظة بالخيام المُتخمة بساكتيها، يحوفهم القلق وانتظار المجهول الذي لا يأتي، إلا توهانًا في دروب الحيرة والضياع.

جاءت تقنية الرواية مختلفة تمامًا عن سابقاتها الثلاثة بأسلوب بنائها السردي، الذي اعتمد الراوي البديل، الذي روى بدوره ماسمع، ومن ثمّ أعاد ما سمع وشاهد لصديقه من وثّق ما وصله وسمعه عن بعد بعدما تفرّقت بهم الإقامة في مناطق جغرافية متباعدة ما القارّات. كما أن الرّاوي المُوازي في كل الحدث السرديّ؛ رواه بطريقة تفاعليّة مع محيطه من خلال حواسّه، وعلى الأخصّ حاسّة السّمع، الحدث المروي، سمعه بأذنه من الآخرين، وهو لم ير وجوه من يتحدثون، ولا يعرف الأشخاص موضوع الحديث، سمع المناجاة وكلام السرّ فيما بين الأصدقاء، لتتولّد لديه قناعة صدق ما يسمع.

4- وبالانتقال إلى رواية "فوق الأرض" الثالثة التي صدرت 2019 م؛ تُمثّل مخرجات الحرب القذرة في تفرعاتها المؤثرة على كافة الفئات الاجتماعية. نرى فيها الشهيد ومعاق الحرب والمعارض المسلح والمعارض الفكري المُهجّر واللّاجئ إلى المُخيّمات، ومن يركب البحر مخاطرًا بحياته للوصول إلى دول أوروبا، آملًا في متابعة حياته بهدوء، والتعويض عن الحرمان بالرفاه المأمول. وهناك ممّن اختفوا عن مسرح الأحداث بظروف غامضة. رسالة الرواية كانت واضحة: وهي أن السلاح والمسلحين يتساوون مع النظام، في خطورتهم وضررهم، وبث الرعب والدمار النفسي، وتدمير البُنى الاجتماعية وتفتيتها وتشتيتها.

كل ذلك جاء على محمل سرديّ باعتماد نظام اللوحات، وترك فراغات فيما بينها لإشراك القارئ والمُتلقّي في إتمام الحدث وفق رؤيته الخاصة، بعيدًا عن سطوة الكاتب التي يمارسها على أبطاله في بعض الأحيان.

وكان الراوي الموازي أو البديل "فطين"، في الفصل الأول من الرواية، ليخرج من الرواية؛ ليُفسح المجال للأبطال الآخرين بصنع الحدث حسب واقع كل منهم، وبما يتفّق مع رؤيته واعتقاده، وفي الفصل ما قبل الأخير من الروائي، يتوقف القارئ أمام معضلة اختفاء مصائر الأبطال، كان من المُحتّم والضروري عودة الراوي الموازي "فطين" لإخبار القارئ بطريقة منطقية عن مصائر شركائه الأبطال الآخرين في الرواية.

كما استخدم الكاتب تقنية جديدة، وهي إجراء حواريات مطوّلة عبر مقابلة تلفزيونية الى أحد الفضائيّات، والاشتغال الى تفريغ الحلقات من كلام بين المذيع المُحاور، وبين الضيف الذي يجيب على الأسئلة، وتحليل بعض المواقف التي يحتاجها لتوضيح وتأكيد آرائه ومقولاته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رواية دوّامة الأوغاد

 

افتتحها الكاتب بتقديم خفيف، وكأنه اختصر مسارات روايته بقوله: الغاياتُ تَخْتَلِقُ المبرّرات، وتَسْتَسِيغها، وتُزَيِّنها بالافْتِراءَات؛ لِتَبْتَعِد موضوعيّةُ الطّرْح، وحِرْمَان الإنصاف من أن يأخذ حقّه في المَسَار الطبيعيّ، وانحناءاتها، وتَخْلِط الأوراق؛ لِتَخْلِق حالةَ شَوَشٍ في الرؤية، و يَنْحَسِر التَّمْحِيصُ للحَدِّ الأدْنى، إلّا عند القِلّةِ القليلة من النّاس. و يبقى الزّمن هو الكفيل بإيضاح الحقيقة، وتَجْلِيَتَها.

تسليط الضوء على مجتمع قرية (أم الخنافس) في السبعينيّات من القرن الماضي، الغافية في مجاهل الريف السوري، وهي نموذج لقرى الرّيف في كلّ معطياتها ومخرجاتها المُتماثلة، فيما بين الشمال و الجنوب، و الشرق و الغرب من القطر.

 صراع بين الفضيلة و الرذيلة، وبين الخير و الشر، صراع مشوب بأمل الحياة الكريمة، وانتزاع لقمة العيش من فم الطبيعة بالقوّة، بالمقابل هناك من يسرقون آمالهم وأحلامهم، باستخدام كافة الوسائل القذرة المتاحة وغير المتاحة للوصول إلى غايتهم، بأسلوب ميكافيللي متقن وغير معلن.

الأجهزة البوليسية اشتغلت بوسائلها على تفتيت الحياة الاجتماعيّة، وجعل القبال و العشائر عدوًّا معلنًا وهدفًا يجب القضاء عليه، ولم يعملوا على نقل المجتمع إلى الأفضل بنشر الرفاه الاجتماعيّ، المرتبط برفع السويّة الاقتصاديّة لكافة الفئات، بل عملوا على نهب مقدّرات القطر، وتفتّقت عبقريّتهم عن أساليب مبتكرة في الإثراء غير المشروع على حساب الأكثريّة المسحوقة المغلوبة الصامتة، عندما زرعوا الخوف، وصار البطش و القتل و السحل والسجن، نهجًا معروفًا ومعلومًا للقاصي و الدّاني.

اختفاء الطبقة الوسطى من المجتمع السوري، لحساب الطبقة المُتحكّمة فوق القانون، بل هي القانون بذاته،  فصّلته على مقاسها بما يضمن لهم السيطرة الكاملة على كلّ شيء، وأعطيت وظائف الدولة و البعثات الدراسية و المنح إلى المُوالين، واستُبعِدت الكفاءات التي كان من الممكن الاستفادة التنمويّة منها، بما يكون فيه الخير، و الحياة الكريمة لكافة أفراد الشعب، بدل الاقتصار على فئة قليلة.

 

 

رواية الطريق إلى الزعتري

 

الطريق إلى الزعتري .. تنتهي على بوابة مخيم الزعتري، وعند أعتابه، والعنوان أعتقد أنه يشير بوضوح إلى تفسير أحداث الرواية، وهو يتكلم عنها مباشرة بلا واسطة.

- الرجال والنساء يشتركون في أحداث الرواية ..

- رغم الأحداث ذات الطابع الموسوم بالخوف، ولكن الرواية لم تنس مشاعر الحب الإنسانية، خروجاً من تتالي الأحداث إلى عالم الجسد وحاجاته.

- بطولة الرواية يمتلكها عدة أشخاص، لا يوجد هناك بطل واحد، بحيث تتمحور عليه أحداث الرواية. وتوزيع البطولة بهذه الطريقة، تتناسب مع الأجواء العفوية المصاحبة لقيام الثورة، أي أنه لم يكن هناك قائد كاريزمي، يوجه، ويعطي الأوامر، هذه النقطة انتقلت للعمل الروائي بكل تفاصيله، فكل الأدوار ربما ستمثل جميعها دور البطل القائد، الذي افتقدته الثورة. 

- تميل رواية الأحداث إلى البساطة في التعبير عن الحدث. بشكل مباشر، ولإيصال الرسالة بوضوح، كان الابتعاد عن الرمزية الغارقة بالغموض. كما أن بعض الخطابية تلبست في النص، بما تناسب أجواء الحماس والخطاب الموجه لبيان جليّة المواقف، والبدايات التي تلقي الضوء على النهايات.

 - التركيز على الناحية الإنسانية بكل جوانبها، من التعاطف والتكافل، وعوامل الخوف الكثيرة المحيطة بالناس، مما حدا بهم إلى الهروب من جحيم الظلم والطغيان، إلى ملاذات آمنة، ومخيّم الزعتري إحدى هذه الملاذات، على رغم السلبيات العديدة فيه، من قساوة الطبيعة والظروف الجوية الصحراوية, وهو نمط جديد من العيش بهذا الأسلوب لم يعتدهُ الناس، حينما انتقلوا من بيوتهم وخدماتها (ماء وكهرباء واتصالات وغيرها)، إلى خيمة ملاصقة لأخرى، عليهم أن يتشاركوا الخدمات (الحمامات والمطابخ)، كذلك انتقالاً إلى الطوابير ومعاناتها والانتظار لتلقي المساعدات الغذائية وسواها، وهذا الأمر يستهلك معظم أوقات وساعات يومهم.

- عوامل انقسام المجتمع، ما بين مؤيد ومعارض، والكثير لا يعرف لم هو يؤيد، ولا السبب الحقيقي الذي يكمن خلف سلوكه هذا، لكن المعارض يحكي لك عن الظلم الذي لحق بالناس جميعاً، على مدار سنوات طويلة، وسوء توزيع الثروة، والفساد على كل مستويات الدولة، برعاية رموز النظام.

- النظام بطبيعته وتركيبته المخابراتية، هو غير قادر على تقديم الإصلاحات والقيام بها، كما أنه لو جئت بكل المصلحين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والدينيين، لا يمكن أن يصلحوا شيئاُ، النظام يجب استبداله، بنظام شعبي آخر يتمتع بشرعية صندوق انتخابي، لأن النظام في الأساس ومنذ مجيئه على ظهر دبابة، يفتقد للشرعية، وهو نتيجة انقلاب 1971 فيما أطلق عليه (الحركة التصحيحية)، والرئيس الحالي وريث نظام أبيه، رغم أن سورية نظامها دستوري جمهوري برلماني، ولكنها تحولت إلى (جملوكية).

- اعتمد النظام منذ البداية في روايته للإعلام الخارجي، على التركيز على العصابات الإرهابية القادمة من وراء الحدود، و للمتابع أن يعلم، أن الحدود كانت وقتها محمية بشكل ممتاز، وكان من المستحيل وقتها اختراقها، مما يظهر كذب هذه الرواية بفجاجة مفضوحة.

- إن حكاية العصابات الإرهابية، المستهدف منها بشكل أساسي هو الإعلام، ولإعطاء صورة معكوسة، وأنه لم يكن هناك ثورة لها مطالب، مثل (الحريات الشخصية، وحرية الصحافة والإعلام، وتشكيل الأحزاب،  وإنهاء حالة الطوارئ، وإلغاء العمل بقانون الأحكام العرفية، وإطلاق حرية السجناء السياسيين و الرأي، والإفصاح عن مصير سجناء الثمانيات)، ولذلك أطلق النظام أزلامه وعملاءه للتخريب في الممتلكات العامة (حرق سراي الحكومة في درعا) وتزويدهم بالأسلحة، للإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى على كافة المستويات، الأمر الذي يعطي المبررات القوية للنظام، باستخدام كل الأدوات ووسائل العنف لإخماد الثورة، ووأدها في مهدها، حينها يسكت صوتها.

- تردّي الحالة الاقتصادية، زاد معدلات البطالة، وتوقفت عجلة الحياة في جميع أعمالها، الأمر الذي انعكس على انخفاض الدخل، وانعدام القدرة الشرائية للمجتمع، مما هدد المجتمع في الصميم، فازدادت حالات السرقة والجريمة وسواها. بينما النظام عبّأ كافة إمكانات الدولة جميعها، متوجهاً بها إلى العبء العسكري، فتقلصت الخدمات في المرافق العامة، وانخفضت جباية الضرائب، مما عكس مساوءه على أداء دوائر الدولة بشكل عام، كذلك قام النظام بمد يده إلى الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة، في البنك المركزي البالغة (18 مليار دولار) و بيع رصيد الدولة من الذهب الذي يكفل الليرة السورية. حيث انخفضت إلى الحضيض الذي لا مثيل له في تاريخ سورية.

 - جاءت الرواية بسجل حول انتهاكات النظام، وفضح أساليبه الإجرامية في إذلال الشعب بطريقة مهينة، وممارسات مسؤوليه الشنيعة في محافظة درعا.

- التركيز الشديد على الفئات الذين استقطبتهم الأجهزة الأمنية من عملاء و مخبرين وفاسدي الضمير، وأفعالهم الدنيئة.

- التركيز على سلمية المظاهرات، وشعاراتها المطروحة (الحرية أولاً، ووحدة الشعب السوري، التنديد بالظلم والتعسف)، وكانت المطالب واضحة لا لبس فيها، ولا غبار عليها، وإبراز دور التقنيات من أنترنت وسواها في إيصال صوت الداخل للخارج.

- كذلك جاء تركيز الحوار على كلام الناس وآرائهم، واختلافاتهم  وتوافقاتهم، على مختلف مستوياتهم وانتماءاتهم، حيال ما يحصل وهي سيرة شعبية للحارة والقرية، وتبرز التحديات من خلال هذه النوافذ الحوارية، بحيث تتيح للمتتبع لمسار الثورة، الكثير من الكلام الذي لم تأت عليه الفضائيات الإخبارية، لأنها تهتم فقط بالخبر وصياغته بإسقاطاتها المعبرة عن سياستها.

- نأتي على نقطة بساطة الحياة الريفية، وترابط علائقها بتشابك فيما بينها، واستحضار طائفة من الأمثال الشعبية، في مزاوجة جميلة، جاءت على ألسنة رواة الحدث والتفاعل معه، كناية عن التصاق الكتابة بمحيطها، وهي وليدته، وكذلك لم يخل الأمر من استحضار بعض الاقتباسات الشعرية التي تخدم الغرض الروائي.

- ابراز دور الطبقة المثقفة في قيادة الحراك السلمي في المظاهرات، ومن خلال بياناتهم وهي تطالب النظام بالحقوق المغتصبة.

- إلقاء الضوء على تاريخ النظام الإجرامي، وادعاءاته بالممانعة والمقاومة والصمود والتصدي، هذا الرغاء من الدجل على مدار أكثر من أربعين عاماً، والذي لم يتقدم خلالها ولو بمبادة بسيطة في سبيل استرجاع الجولان واللواء السليب، الأسلحة صدئت واهترأت، وجاء دورها لتظهر مدى فعاليتها في استخدامها على الشعب السوري الأعزل.

-  تلازم الوحدة النضالية، فيمن قاوم الفرنسيين والصهاينة والنظام، وقد عبرت عن ذلك الحجة جواهر ببساطتها، فوالدها من شهداء الاستقلال، وزوجها شهيد في حرب 1973، وكلاهما قاوم من أجل عزة ورفعة الوطن، الحجة جواهر، ربطت ابنها بتراث أبيها وزوجها، من خلال رمزية الخاتم عندما ألبسته لأصبعه، وبقيت تحثه على المحافظة عليه، حتى لحظات حياتها الأخيرة, وهي تمسك بيده وتضغط على الخاتم، وفهم مطلبها، وقد توقفت عن الكلام إلا بالإشارة. أبيها

 

- فساد أجهزة النظام الأمنية و الإدارية، من خلال الرشاوى والسرقات لبيوت المواطنين أثناء  المداهمة والتفتيش.

- الخروج من القرية إلى مخيم الزعتري، جاء نتيجة حتمية لكل ما حصل، وطريقة الهجرة المحفوفة بالمخاطر و التحديات المحيطة بالمهاجرين، وكذلك حسن تعامل الجيش  الأردني والأمن العام معهم، وحسن الاستقبال بطريقة مهذبة ولبقة. 

 

 

رواية خيمة في قصر بعبدا

 

 

   القرية العالميّة الصّغيرة الوصف الجديد للتقدّم العلميّ في الاتّصالات والتواصل. انسحبت نتائجه على كلّ صغيرة وكبيرة، اعتبارًا من أفراد الأسرة الواحدة، إلى باقي أفراد المجتمع المحيطين والمتباعدين جغرافيّا.

   السنوات العشر الأخيرة؛ أظهرت تقدّمًا يُعادل ألف سنة مما سبق في حياة الأمم. في الحقيقة ما حصل مُذهل فاق جميع التصوّرات والتوقّعات، إلّا في الخيال العلميّ المتنبِّئ بذلك قبل مدّة طويلة من هذه الفترة التي نعيشها.

   التقنيّات الحديثة ظاهريًّا؛ أظهرت عجز الجغرافيا، وضعفها أمامها، بالنسبة للأنظمة السياسيّة، تُعاني من إنفاق الأموال الطّائلة، وتجنيد الخبراء المهرة، لمواكبتها في مراقبة أيّ تحرّك، أو تململ.

   ينجحون مرّة، ويُخفقون مرّات، الانتشار الواسع للأفكار، وتداولها، والاستجابة السريعة لتداعياتها، بالتّضامن، أو النّزول إلى الميادين العامّة؛ للاعتصامات والتظاهر، هذه  الحركات المُرهقة للحكومات ذات النّهج الدّيمقراطيّ، والمخيفة للدّول الشّموليّة، العتيقة بأفكارها.. العتيدة بأدوات قمعها، التي تجاوزها الزّمن بسنين ضوئيّة.

   الجغرافيا ثابتة لا تتزحزح، رغم أنّه لم يبق شيء في الدُّنيا لم يتحرّك أو بقي على حاله. التقنيَّات لم تقتلع الحدود أو تعزقها بعيدًا؛ لتُريح النّاس من شرورها، ولم تستطع تُغيير الجغرافيا مثلًا بتوحيد بلديْن. بل ربّما ساهمت في تشجيع النّزعات الانفصاليّة في شمال سوريّة والعراق.

   لا أنسى أنّني من محور الحبّ، ومن حملة لواء المحبّة، لا يمكن التراجع في هذا الموضوع أبدًأ.

إذا فقدنا الحبّ نموت.. نتوحّش. لا حياة بدون حبّ يُجسّر الهوّة العظيمة، ويهدم حواجز الكراهيّة النّاشئة في إقليمنا الشاميّ.

   كما أرى أنّ العالم الثالث يعيش أزمات، وحروب ناشئة من صراعات الدّول الكبرى على الثروات الخامّ في هذه البلدان الفقيرة بالتقنيّات، الغنيّة بمواردها.

   والعصر هو عصر التكتّلات السياسيّة والاقتصادية. مثل الاتّحاد الأوربي الذي جمع أمَمًا مُختلفة متناقضة المصالح، أعداء الأمس صاروا أصدقاء اليوم، جمعتهم مصالحهم. تحرّرت أوروبّا من حواجزها على كلّ الأصعدة، وصارت تأشيرة (الشّنغن) تسمح لحاملها بدخول دول الاتّحاد، وحريّة انتقال العمالة ورأس المال والبضائع في ظلّ اليورو.

   ومع اعتماد اليورو كعملة موحّدة للدول الأوروبيّة، وبمناسبة هذا الحدث التاريخيّ، اختارت دولة اليونان ضرب قطعة العُملة (اثنان يورو)، وتحمل صورة الأميرة (أوروبّا) التي اختطفها زيوس، ربّ الآلهة عند الإغريق  بعد تحوّله إلى ثور.

فمن هي أوروبّا؟.

وما علاقتها مع اليونان ولبنان؟

   الأسطورة تحكي: (أنّ أوروبّا هي الأميرة الفينيقيّة ابنة (أجينور) ملك صُور، كانت تتمشّى ذات يوم مُشمِسٍ مُشرق على شاطئ البحر.  وصيفاتها يُرافقنها يُحطنها بالاهتمام والرعاية. 

   ترصّدها زُيوس كبير آلهة جبل (الأولمب)؛ فهناك من نقل له خبر فِتْنَتِها. جمالها لم يخْفَ على من صادفها ورآها. أضمر في نفسه أمرًا، حاول خطب وُدّها مُتقرّبًا منها؛ فتحوّل إلى ثور ذي قرون  هلاليّة الشّكل، وأقعى جُلوسًا عند قدميْها.

   فدبّ الخوف في قلب الأميرة، عاودتها رباطة الجأش بجرأة شُجاعة؛ فاقتربت من الثور تُداعب عنقه ماسحة عليها بحنان.

   تابع زيوس إغراءها، إلى أن جلست الأميرة على ظهره، وما لبث الثّور أن ركض هاربًا نحو البحر. صرخاتها ضاعت هباء لم تُجد نفعًا في فضاء مفتوح على جميع الاحتمالات.

   تمسّكت بقرونه خوفًا على نفسها، بسرعة البرق تخطّى الأمواج العاتية مُبتعدًا بها عن الشاطئ. مسافات أبعدت عن ناظريْها آخر أطلال قصرها ومرتفعات مدينتها صُور. خلال ساعات وصل جزيرة كريت).  

   بعد الألفيّة الثانية، ما زالت أنظمتنا السياسيّة تطالب بتعديل الحدود، وتثبيت نُقاط جديد للاتّفاقات الأخيرة، وما حصل بين لبنان وسوريّة شيء مُؤسف حقيقة.

   أنا كمواطن بسيط.. أرى الأمور بمنظور مُختلف تمامًا. المسافة بين دمشق وبيروت تسعين كيلو متر. المدينتان أقرب لبعضهما من مدينتي بُصرى الشام في جنوب سوريّة، التي تبعد مئة وأربعين كيلومتر عن دمشق.

ما حاجتنا للسّفارات بين البلديْن؟.

ما حاجتنا لجوازات السّفر للدخول والخروج؟

ما حاجتنا لأذونات الإقامة للسّوريّ المقيم في لبنان؟.

لماذا المخيّمات في لبنان، قديمها للفلسطينيّين، وحديثها للسوريّين. معلوم أنّ كثيرّا من العائلات البرجوازيّة اللّبنانيّة، كانت تمتلك أراض لها في (مرج ابن عامر) في فلسطين، وغيره من المواقع.

هل من المفيد القول أنّ ممتلكاتهم بيعت للمنظّمات الصّهيونيّة منذ قبل قيام دولة الكيان الصّهيونيّ؟.

حبّي للتّاريخ مُتجذّر في دواخلي، مُنعكس بآثاره على طريقة تفكيري. أعتقدُ يقينًا أنّ في التّاريخ فكرة ومنهاج. عند التنقيب في الآثار الفكريّة القديمة، وسبر أغوارها بشغف؛ عرفتُ أنّ عائلة المُطربة اللّبنانيّة فيروز قدمت من حلب، وجدّ الأديب اللّبنانيّ جبران خليل جُبران من ريف دمشق، وعائلات لبنانيّة كثيرة؛ معروف أنّ أصولها تعود إلى سوريّة، وكذلك العكس؛ فالتقسيم السياسيّ كان له الأثر الاجتماعيّ؛ فكثير من العشائر والعائلات انقسمت بين البلديْن، مثال عائلتي (المقداد) المُوزّعة بين دول بلاد الشّام.

من غرائب هذا الزّمان، أنّ الدّول أقيمت وتكوّنت بداية على الورق، ومن أعجب الأعاجيب أنّ الورق والقلم يُستعملان لإنشاء الدّول، وليس لإنشاء الثّقافة.

 كثيرون لا يروق لهم توجّهي، وطريقة تفكيري؛ فمنطق التّاريخ هذا هو الذي سيعيد فينا الأمل من جديد؛ لترسيخ هذا المفهوم من جديد، وإعادة تدويره في أذهان أبناء الشّعبين على جانبيّ الحدود. كم يُؤسيني ما تبثّه وسائل الإعلام من سوء معاملة الأهل، وأبناء البلد الواحد بطريقة مهينة للمُهجّرين السوريّين من ديارهم، الذين مالت الظّروف عليهم إجبارًا، ليتركوا منازلهم وقُراهم؛ لاجئين إلى جوارٍ مُفتَرَضٍ فيه على الأقلّ عدم العداء لهم؛ طلبًا للأمان على حياتهم، وطبول التأجيج تُقرع داخل سوريّة ولبنان؛ مُحرّضة على التميّيز العنصريّ، والفرز الطّائفي القاتلُ المُميت  لما تبقّى من الخيوط الأخيرة الرّابطة بيننا، وهو الأمل المُعوّل عليه.

أذكرُ أنّ اجتماعًا للمُثقّفين الكويتيّين قبيل نهاية الألفيّة الأولى بقليل، وكان على رأسهم -إذا لم تخُنّي ذاكرتي- المفكّر (د. خلدون النّقيب) وغيره. لشدّة تأثير رأيهم فيّ منذ ذاك الوقت رسخ في أعماقي: "أنّ جارنا الكبير العراق، سيتعافى من آثار الحرب، والنّظام العراقيّ زائل مهما طالت الأيّام. الباقي هو الشّعب العراقيّ الذي سيقرّر مصيره فيما بعد".

التوصيات جاءت صريحة صادقة مخلصة بلا مُواربة، بأنّه لا مفرّ من دكتاتوريّة الجغرافيّا، لا نستطيع اختيار جوارنا كما نشاء ونُحبّ، المطلوب منّا تحسين توجّهاتنا تجاه الشّعب العراقيّ الذي عانى طويلًا من الظُّلم، كما عانيْنا نحن من همجيّة النّظام، يجب أن نستدرّ محبّة الشّعب، ونصل ما انقطع منها، وكسب قضيّته لصالح بلدنا الصّغير.

   هذه فحوى الفكرة. التي أرى تشابهها فيما بين لبنان وسوريّة، وتطابقاتها، شعوبنا ظلمها النّظام بطريقة ممنهجة. جوقة المظلومين عمياء.. أو تتعامى عن رؤية اليد التي مازالت تحمل العصا فوق رؤوسهم. راحوا يسكبون ألوان الظلم على أنفسهم فيما بينهم. لا يرّقون لحالهم أبدًا، وكأنّه فرض عليهم التظالم بالقوّة فيما بينهم.

   في القاع، وتحت السّوط، ويتلاومون..!! فلا أدرى مَنْ جنى على مَنْ؟.

لم أستطع الإحساس بشعور المظلوم، عندما يتقمّص المظلوم  دور الظّالم..!!.

فلله درّ الشّاعر الجاهليّ طرفة بن العبد في مُعلّقته:

وظلم ذوي القُربى أعزّ مَضاضةً\\على المرء من وقع الحُسام المُهنّد

ومالنا نصنع الصّنم لنعبده، وحين نجوع نأكله..!!.

مالنا نعبُد الله صباحًا.. وفي المساء نعود للوثن..!!.

 ونحترم من بيده السّوط..!! نجثو راكعين بكامل خوفنا.

وننحني له بخضوع وخشوع، ما لنا نختار جلّادينا..!!.

  لا خداع ولا خديعة بينا.. نحنُ وجهًا لوجه. الصدق زادنا بتحكيم ضمائرنا أنقياء أتقياء أولياء على قمّة (جبل الشّيخ) بلباس الطّهر، كما جلس المُحكّمون هناك جُنوبًا على جبل التّحكيم، هم اختلفوا على أمر.. وعلى مفهوم؛ فكانت السياسة قد فرّقت بينهم، وشتّت شملهم، ونحن أيضًا ضحاياها.

   مجتمعاتنا تتوق للسّلم الأهلي، وإرساء قواعده وتدعيمه، هو الأهمّ على الإطلاق في أيّ لقاء شعبيّ، كي تنعم أوطاننا بالسّلام والأمان، بعيدًا عن الحروب والنّزاعات. تركيزي على الأصول والمنابت الواحدة، نافذة نطلّ منها على عواصمنا الأربع، لتكون المحبّة إكليل الثّقافة، وحسبنا رابطة تجاوزت الحواجز بيننا؛ فإذا فرّقتنا السياسة.. فلتجمعنا الثّقافة.

   تجربة الوحدة السّوريّة المصريّة 1958م، بسوء إدارتها أفسدت فكرة الوحدة في أذهاننا، رغم الحماس الجماهيريّ الكاسح لها في أذهان السّوريّين، الذين كرهوها؛ بينما طلبوها سابقًا باستماتة من أجل تحقيقها. لا نريد إقامة وحدة الآن بين لبنان وسوريّة، بل محاولة لكسر حواجز العُزلة والانكفاء البغيضة بين الشَّعبيْن؛ وإذابة الجليد المُتراكم في القلوب والنُّفوس؛ فالوحدة إرادة شعبين.. لن تحصل إلّا بقرار شعبيّ. نجرّب فقط: لنرم حجرًا في المياه الرّاكدة، لتحريكها.

 

 

 

 

 

 

 

 

رواية بنسيون الشارع الخلفي

(الفائزة بجائزة ناجي نعمان للإبداع 2025)

 

فكرة الرواية تتمحور حول التبدلات التي أحدثتها الحرب السوريَّة الطويلة في الحياة الاجتماعية للمجتمع السوري، والتغيير العميق الذي أحدث انقلابا على القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وظهر حالات عديدة للمُساكنات بين  الشباب والبنات، بدون عقد أو رابط شرعي أو قانوني، بحيث أصبحت ظاهرة اجتماعية توجب تسليط الضوء عليها من خلال عمل روائي حمل عنوانًا (بنسيون الشارع الخلفي).

ودلالة العنوان تنطبق تماما على الحدث الروائي بتفاصيل الشخصيات والأماكن والزمان الحالي لما قبل سنوات. ولماذا لم يكن الشارع الرَّئيس أو الأمامي. الشوارع الخلفية مُتوارية عن أعيُن الشُّرطة والأمن، وفي يسود الظلام المُعزز للنشاطات المشبوهة، وأوكار الدعارة وترويج المخدرات في نطاقات مثل هذا المكان الآمنة، وفي الشوارع الخلفية يجري ما يجري بعيدًا عن أعيُن الرَّقابة ومنها يسهل الهروب والتواري إذا ما لزم الأمر لذلك.

والبنسيون بطبيعته هو نُزُل للسكن والإقامة فيه، شبيه الفُندُق والأوتيل، لكن البنسيون على خلافهما، فإن صاحب البنسيون يُقيم فيه ويتشارك الحياة فيه مع الزبائن ويصبحون كعائلة واحدة يلتقون على شرب القهوة صباحًا ومساء، والسهرات المُشتركة. ويتداولن الآراء بنقاشات تعكس الحالة العامة في البلد.

وبملاحظة هذه الظاهرة، ذهبت الرواية للبحث في المسببات للحالات التي أخذت تفاصيلها الرواية، عناصر من الفتيات التي اختلف ظروف انسياقهن وراء رغباتهن بالانفلات من قيود الأسرة، فوجدن في الهروب ملاذا لتكوين أنفسهن في رحلة ضياع للمجهول، والانغماس في تجارة المخدرات والجنس، فالتفكك الأسري له النصيب الأكبر في حالتين من أربع حالات، والتفكك الأسري نتيجة للأم المتسلطة على العائلة والزوج، ونموذج الأم التي تخون زوجها مع شخص تستقدمه للبيت في غياب الزوج، ونموذج المرأة التي مات زوجها واعتقل، ولم يبق لها أحد، ومنها أيضا العامل الإضافي المُشجع زواجات المتعة التي تحدث في ظل الاستعمار الفارسي. ورسالة الرواية أن الفساد مار حقيقي إلى جانب الحرب ذات الدمار الواسع على جميع المستويات.

المكان الروائي: مخيم اليرموك في حارة من حاراته. وحصرا إحدى العمارات الفارغة من أصحابها الحقيقيين. استغل الشَّبيحة العاملين مع النظام المكان في مخيم اليرموك، بعد تهجير أهله قسرًا، وطردهم من بيوتهم، ليكون مسرحًا لنشاطات الشَّبيحة بسرقات محتويات البيوت، وبيع ما تبقَّى فيها مما يُباع ويُشترى.

وتم تسليط الضوء على العديد من القضايا الناشئة نتيجة الحرب، اعتبارا من القتل والاعتقال والتهجير، وتعفيش البيوت والممتلكات، ومجزرة الميغ في العام 2012، وتخريب مقبرة الشهداء، وتدمير الأبنية التي تخدم الفلسطينيين في المخيم، الأونروا، وقصف المساجد. وتم تسليط الضوء على مجموعة قليلة  من سكان المخيم الذين لا قوة لهم ولاحيلة، بقيت هذه الفئة مختفية بين الركام، يكابدون أصعب أنواع الجوع فأكلوا الحشائش والنباتات من على جوانب الدمار.

الموت سمة طبيعية للمخيم، أم التدمير الهائل لحارة الفدائية الواقعة على يمين مدخل المخيم من الجهة الغربية، وتفصيل مهم جدا عن حاجز البطيخة (الحاجز الرباعي) وكان من أخطر الحواجز في سوريا على الإطلاق، فكان عبوره رعبا حقيقيًا.

وكان للأبعاد النفسية لأبطال الرواية دورًا أساسيًّا في مسارات سرديَّة الرواية، مما أعطاها البُعد الثالث الذي أضفى وضوحًا لدواخل الأبطال. والرواية لم تُبْن على البطل الأوحد. بل توازعت البطولة بتوازع أدوار الأبطال. وكان كل منهم في مساره داخل وحركته داخل الرواية، ووظيفته التي قام بها.

الخوف هو سدى ولحمة النسيج الروائي بأكمله، ويتجلى ذلك من خلال الأحداث والحوارات والمونولوجات، وإظهار بشاعة الحرب المرفوضة من الجميع، والرغبة بانتهاء الحرب، وعودة الحياة إلى طبيعتها وسابق عهدها.

 

 

 

 

 

 

 

رواية فوق الأرض

(للمراجعة)

رواية فوق الأرض تعتبر  من أدب الثورة السوريّة، جاءت بتقسيمات إلى ستّة فصل، وهنّ رمز الأشهر الستّة الأولى أي الثورة السلميّة، المظاهرات والهتافات والمطالبات بالحقوق التي ضمنها الدستور السوريّ. والعنوان عتبة الرواية ورابطها المتين، وبيان بأن كلّ ما حصل بالفعل في سوريّة كان فوق الأرض، تحت نظر العالم وسمعه الذي تخاذل عن نصرة الشعب السوري.

احتوت على تجارب غنيّة بسيرتها ذات المحتوى الإنسانيّ بكافّة مُكوّناته، تتجلّى فيها تجربة الاعتقال، ومن قُتل على أيدي قوّات النظام، والانشقاق عن النّظام، والانضمام لمجموعات الجيش الحرّ، والهجرة عبر البحر إلى أوربّة، ومعضلة مُعاقي الحرب والاختفاء المباشر عن مسرح الحدث, الروائي كتب الفصل الأول، وأفسح المجال للأبطال أن يكتبوا مصائرهم بأيدهم دون تدخّل منه، فلا يستطيع هو الدفاع عنهم، وهم من يدافعون عن أنفسهم وأفكارهم أمام القرّاء.

والجانب الأهمّ، هو اتّضاح الرؤية بلا غبش ولا تشويش، بأنّ رفع السّلاح في وجه النّظام كان المقتل الأوّل، والخنجر الذي أصاب قلب الثورة وقتلها.

المُسلّحون على اختلاف انتماءاتهم لا يختلفون بإجرامهم عن النّظام، في المحصّلة الجميع مارس همجيّته البغيضة على الشعب المسكين.

شخصيّات الرواية محدودة العدد. ولكنّها سردت حكاياتها على مساحة 240 صفحة من الحجم المتوسّط. بكامل الحريّة وإبداء الرأي بوضوح تام من الحرب والسّلاح.

رواية فوق الأرض

(فوق الأرض) رواية للروائي السّوري (محمد فتحي المقداد) صدرت حديثًا عن مكتبة الطلبة الجامعيّة في إربد. جاءت من القطع المتوسّط في (٢٥٦) صفحة.

وصف الرواية:

الرواية قادمة من بلاد الحرب الطّاحنة على مدار سنوات تعدّت التّسع. وسلطت الضّوء على مخرجات الحرب القذرة، التي لم تستثن امرأة أو طفلًا أو شيخًا وعجوزًا، فدمّرت البنيان وزرعت الخراب والأحزان. وبهدوء عالجت القضايا الإنسانية بهدوء ورويّة، بفكرة قادت الحدث لخدمتها، في سبيل لإيصال رسالتها بدقّة ووضوح تامّ. برؤية محايدة من الكاتب الذي خرج من العمل الروائي، وجرى الحدث الروائيّ من خلال أبطالها من أفعال وأقوال، ليعود الروائيّ الكاتب في الفصل الأخير ؛ لانقطاع مصائر الأبطال وتوقفهم عن التفاعل السّرد، ما أملى عليه ضرورة العودة لإخبار القارئ بالنتيجة التي آلوا إليها أبطال روايته. 

عنوان الرّواية:

فوق الأرض، دلالة العنوان أنّها تحمل دلالات عديدة قابلة للتأويل في اتّجاهات كثيرة؛ فوق الأرض تكون الحياة بمباهجها وسرورها؛ الأحزان والدّموع واليأس والكآبة، وتدور العجلة بحركتها الدّؤوبة.

وفوق الأرض تدبّ آلات الموت والدمار. وفوق الأرض دور العلم والعبادة والحدائق والسّجون. وتُعقد رايات السّلام الأهلي، وإرساء قواعده على أسس صالحة للتعايش السلمي ضمن عقد اجتماعيّ يضمنه دستور قوّي، يعيش الجميع تحت مظلّته.

 

فصول الرّواية:

جاءت الرواية بتقسيمات على ستّة فصول برمزيّتها الدّالة على الشهور الستّة الأولى لاندلاع المظاهرات السلميّة، المطالبة بإطلاق الحريّات العامّة، وإنهاء حالة الطّوارئ، والعمل بقانون الأحكام العرفيّة، المعمول بهما لأكثر من خمسين سنة، والعودة للحياة المدنيّة وتنمية المؤسّسات الأهليّة للمجتمع المدني، وتوسيع المشاركة الشعبيّة خارج إطار مبدأ الحزب الواحد.

وقامت محاور الرّواية على مجموعة من النماذج البشريّة التي أثّرت وتأثرت سلبًا وإيجابًا بالثورة السلميّة بداية، ومخرجات الحرب التي قادت البلاد باتجاه الهاوية. 

-فالأمّ التي قتل ابنها الوحيد الذي كان أمل حياتها؛ لم تجفّ دموعها إلّا في قبرها.

-والشًابّ الجامعيّ الذي كان محايدًا وبعد مقتل أخيه انقلب إلى صفوف المعارضة، وتحت ضغط الحاجة تطوّر الأمر ليحمل السّلاح، وقد ضحّى بوظيفته المرموقة، ولم يجد الوقت ليتساءل أمام نفسه: لمن هذا السّلاح الذي أحمله؟. ومن هذا الذي يدفع لي راتبًا لي نهاية الشّهر.. وما المطلوب منّي؟.

-أما صديقه فكان سبيله الهرب من جحيم الحياة التي لا تطاق إلى خارج القطر بعد فترة اعتقال، ومن ثم تابع طريقه للوصول إلى أوروبا على متن قوارب الموت تقودها مافيات تتاجر بالبشر.

-وهناك الشابّ الآخر الذي أصيب برصاصة قنّاص وجرحته، وأجهز عليه ضابط أمن مُدجّج بسلاحه.

-ونموذج شاب آخر، توقّفت الحياة عند إعاقته النّاجمة عن شظيّة استقرّت في منطقة حسّاسة من جسمه؛ فأصبح الكرسيّ المُتحرّك وسيلته لممارسة الحياة حسب معطيات جديدة.

-أمّا صورة النّاشط الإعلامي الذي اختفى في ظروف غامضة تأخذ أصداء إعلاميًّة الى نطاقات واسعة، وهذا أمر يتكرّر في إسكات الأصوات ويضيق بها فوق الأرض ذرعًا على الرّغم من رحابته.

فالعبرة من أدب الثورات بشكل عام؛ هو للتدليل على الموت والخراب إذا لم يحتكموا للعقل والقانون الذي ارتضوه لأنفسهم، ولإرساء قواعد السّلم الأهلي، وتسليط الضّوء على مساوئ الحروب ومُخرجاتها القذرة، فما زالت اليابان تُعاني من آثار أسلحة الدّمار التي ضُربت بها، وأجبرتها على الاستسلام.  

الأردن عمّان

30 \ 3 \ 2020

 

 

 

رواية (فوق الأرض) صدرت حديثا للروائي السوري

محمد فتحي المقداد

 

 

ودلالة العنوان كما يقول الروائي: أنها تحمل دلالات عديدة قابلة للتأويل في اتّجاهات كثيرة؛ ففوق الأرض الحياة بمباهجها وسرورها وحركتها الدّؤوبة، وكذلك في المقابل الأحزان والدّموع واليأس والكآبة، وفوق الأرض تدبّ آلات الموت والدمار. وفوق الأرض دور العلم والعبادة والحدائق والسّجون.

(فوق الأرض) رواية للروائي السّوري (محمد فتحي المقداد) صدرت حديثًا عن مكتبة الطلبة الجامعيّة في إربد. جاءت من القطع المتوسّط في (٢٥٦) صفحة.

والرواية قادمة من بلاد الحرب الطّاحنة الى مدار سنوات تاهت التّسع. وسلطت الضّوء إلى مخرجات الحرب القذرة، التي لم تستثن امرأة أو طفلًا أو شيخًا وعجوزًا، فدمرت البنيان وزرعت الخراب والأحزان.

فالأمّ التي قتل ابنها الوحيد الذي كان أمل حياتها؛ لم تجفّ دموعها إلّا في قبرها.

والشًابّ الجامعيّ الذي كان محايدًا وبعد مقتل أخيه انقلب إلى صفوف المعارضة، وتحت ضغط الحاجة تطوّر الأمر ليحمل السّلاح، وقد ضحّى بوظيفته المرموقة، ولم يجد الوقت ليتساءل أمام نفسه: لمن هذا السّلاح الذي أحمله؟. ومن هذا الذي يدفع لي راتبًا لي نهاية الشّهر.. وما المطلوب منّي؟.

أما صديقه فكان سبيله الهرب من جحيم الحياة التي لا تطاق إلى خارج القطر بعد فترة اعتقال، ومن ثم تابع طريقه للوصول إلى أوروبا على متن قوارب الموت تقودها مافيات تتاجر بالبشر.

وهناك الشابّ الآخر الذي أصيب برصاصة قنّاص وجرحته، وأجهز عليه ضابط أمن مُدجّج بسلاحه.

ونموذج شاب آخر، توقّفت الحياة عند إعاقته النّاجمة عن شظيّة استقرّت في منطقة حسّاسة من جسمه؛ فأصبح الكرسيّ المُتحرّك وسيلته لممارسة الحياة حسب معطيات جديدة.

أمّا صورة النّاشط الإعلامي الذي اختفى في ظروف غامضة تأخذ أصداء إعلاميًّة الى نطاقات واسعة، وهذا أمر يتكرّر في إسكات الأصوات ويضيق بها فوق الأرض ذرعًا على الرّغم من رحابته.

وهذه البدايات والنهايات المؤلمة والمأساوية لأبطال رواية (فوق الأرض)، نتيجة طبيعيّة للحرب الظالمة التي فرضت عليهم، والحرب دوّامة لا تُبقي ولا تَذَر.. دامت طويلًا، وتعدّدت مخرجاتها ليضيق بها فوق الأرض، وليأتي دور تحت الأرض، ربما يكون راحة، ومأوى للمآسي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رواية سكلمة

 

 

الكتابة عمل شاق يستهلك التفكير والوقت والصحة والمال. الصراع الذاتي داخل الكاتب يُنهكه وهو يتجول ويتحرك مع أبطال روايته، ويلاحق الحدث في زمنه ومكانه، وحريص أشدّ الحرص على ألَّا يُصاب التشتُّت والضياع، لأن طبيعة الكتابة الروائية تحتاج لمساحات تمتد زمنًا طويلًا، والخروج من الحاضر إلى الماضي، والعودة إلى الحاضر، ومنه بما يريد إرسال رسائله إلى المستقبل.

في هذا الخضمِّ يُجدِّف الكاتب في بحر مُتلاطم الأمواج العاتية، ربَّما تتكسَّر مجاديفه، ويهوي به قاربه، ليقتله قتلًا تقنيًّا في سرديّته الروائيَّة.

وفي لحظة فارقة بعدما اقتنعت أنَّني استوفيتُ بعضًا وجوانب بسيطة من مجريات الثورة السورية منذ 2011- 2024. استطعت في انتاج ستِّ روايات تمحورت واجتمعت على رواية الثورة السورية بلسان أحد أبنائها، الذي شاهد وعاين، وكتب: (دع الأزهار تتفتَّح. دوامة الأوغاد. الطريق إلى الزعتري. خلف الباب. فوق الأرض. بنسيون الشارع الخلفي).

بعد تفكير عميق، ووقفة تأملية، وفي تحدٍّ مكشوف لذاتي في محاولة الخروج من لون الثورة السورية، إلى أشياء اجتماعية وسياسية أخرى ما زالت تلح عليَّ باستمرار، وبحمد الله وتوفيقه، جاءت تجربة روائية جديد تمامًا أخذت عنوانًا لها (سكلمة)هي بوابة الخروج الحقيقية لي بعد ست روايات عن الثورة السورية، وكانت التحدي لنفسي هل أستطيع الخروج عن لون لون آخر

فكانت (سكلمة) بالطبع هي نتيجة خبرات قرائية متراكمة مستفيضة، ولكنَّها ككلمة بالطبع هي دلالة على لون من تدرجات اللَّون الأحمر، والتلون طبيعة من طبائع البشر.

لن أتكلم كثيرا عنها كي يكتشف القارئ بنفسه؛ ثقل المحتوى للكشف عن خفايا وخبايا ما زالت مجهولة لنا نحن أبناء إقليم الشام، وهي تستهدف الذاكرة المتهالكة لنا .. وإعادة استنهاضها وتنشيطها، للانتباه في محاولة استقراء الواقع من خلال استقراء مقدمات سابقة أصبحت في ذمّة التاريخ.

 

 




 

رواية صندوق بريد

 

 

مع كلِّ مُغامرة والاشتغال على عمل روائيٍّ؛ تظهر الكثير من المآزق والإخفاقات، فمثلًا حينما يصل الكاتب إلى نقطة مسدودة، لا يمكن النَّفاذ منها، يجلس مهمومًا مغمومًا لا يأكل ولا يشرب، يعاف كل شيء. ينعزل في قمقم ذاته، لا يحب رؤية أحد، ولا أحدًا يراه.

فهل ذلك يعتبر حالة صحيَّة لمحيطه الأسري والاجتماعي والثقافي؟.

بكلِّ تأكيد وأنا كاتب أشعر بهذه المُتناوبات حقيقة.

ففي روايتي التي أنجزتها خلال الأيام القليلة الماضية، وكتابتها لم تستغرق إلا  فترة زمنية قصيرة نسبيًا حوالي ستَّة أشهر، مقارنة مع أعمالي الروائيَّة السَّابقة التي امتدَّت من سنة إلى اثنيتن إلى ثلاث. ستَّة أشهر كتابة واشتغالًا في رواية "صندوق بريد". لقد استطعت من خلالها؛ معالجة العديد من القضايا اليوميَّة لحياة موظف في مركز للبريد. يوزع الرِّسائل على مدار سنوات. وخبايا الوظيفة من مكتب الرَّقابة الأمنية الصَّارمة في هذه الأماكن الخدمية، وما ذلك إلَّا لمُراقبة التفكير والكلمة والحركة، والتضييق على النَّاس في مقدَّرات حياتهم اليومية. ولم يخل الأمر من التعريج تاريخيًّا على قضية صناديق البريد ومتى كان أول صندوق بريد وألوانها وأشكالها التي عبرت التاريخ وصولًا إلى النهاية في أيامنا. من اختفاء الرسائل وساعي البريد وصناديق البريد، لتحلَّ (الإيميلات) ووسائل التواصل بسرعتها الفظيعة.

كما أن قضايا الرواتب الضعيفة والتي لا تكفي حياة كريمة للموظف. وإلقاء الضوء على قضية اجتماعية كبيرة، ألا وهي قضية التقاعد، ومخرجاتها على الحياة الاجتماعية. واشتغلت رواية صندوق بريد على العوامل النفسية فأعطت البُعد الثالث للفكرة وللحدث المتولد. 

شخصيات الرواية كانت قليلة نسبيا (مهيار ساعي البريد) و (زوجته شادن معلمة مدرسة) هما البطلان الرَّئيسان للحدث الروائيِّ إلى جانب الشخصيَّات الثانوية: (ابنا مهيار .باسم وبسمة). (صديقا مهيار في الوظيفة والمدير والمراقب الأمني)، وصديقه (فطين) الذي ظهر في مسارات من الرواية ولكن عبر استرجاع الذاكرة.   

وظهر هناك (الصَّوت الداخلي) شريكًا وحجر أساس في سرديَّة الرواية، وهو الراوي الذي لم يظهر إلَّا في ذهن (مهيار) وكان كلامه وحواراته مع مهيار فقط وعلى الأغلب. لكن الصوت الداخلي كان يقظًا متحفِّزًا متوفِّزًا مُراقبًا يُصوِّب ويعدِّل كل هفوة وخطأ، ويُذكِّر. فكان في حقيقته وموقعه صمَّام أمان للتوازن المعقول في تراتُبات السرديَّة الروائيَّة، والمعادل الموضوعي للرقيب الأمني في الواقع، أو العنصر الأقل الذي نطلق عليه (المُخبر).

ومع كل هذه المنغِّصات والتعب ومجافاة النوم. والتفكير المستمر المرهق. سأستمرُّ ليس عنادًا.. ولكن محبة بالكتابة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سيرة المنجز الأدبي للأديب محمد فتحي المقداد

 

محمد فتحي بن قاسم المقداد \روائي سوري – مقيم في الأردن\ من مواليد: بصرى الشام\ درعا\ سوريا\ عام 1964\ متزوج. العمل حرفي بمهنة حلاق رجالي.

البريدالإلكتروني (rafy2bos42@yahoo.com)       

..*..

*عضو اتحاد الكتاب السوريين الأحرار. عضو اتحاد الكتاب الأردنيين. عضو رابطة الكتاب السوريين بباريس. عضو البيت الثقافي العربي في الأردن. مدير تحرير موقع آفاق حرة الإلكتروني. 

*فقد أنجز العديد من الأعمال الأدبية، حملت عناوين لكتابات في الرواية والقصة القصيرة والقصيرة جدًا والخواطر والمقالة. نشر منها ستة أعمال ورقية، ونشر جزء منها إلكترونيًا، وما تبقى ما زال مخطوطًا طي الأدراج.

..*..

*المؤلفات:

1-كتاب (شاهد على العتمة) طبع 2015 في بغداد.

2-رواية (دوامة الأوغاد) طبعت 2016 في الأردن.

3-كتاب (مقالات ملفقة ج1) طبع 2017في الأردن.

4-رواية (الطريق إلى الزعتري) طبعت 2018 في الأردن.

5-رواية (فوق الأرض) طبعت في 2019 في الأردن.

6-مجموعة أقاصيص(بتوقيت بصرى) طبعت في 2020 في الأردن.

7- كتاب خواطر (أقوال غير مأثورة).

8- كتاب خواطر (بلا مقدمات)

9- كتاب خواطر (على قارعة خاطر)

10- كتاب مقالات نقد أدبي (إضاءات أدبية).

11- كتاب تراث (رقص السنابل)

12- مجموعة قصصية (قربان الكورونا) خاصة في أدب العزلة زمن الكورونا.

13- حوارات متنوعة بعنوان (على كرسي الاعتراف).

14- قراءات أدبية سورية\ ج1

15- قراءات في الأدب العربي الأفريقي

16- قراءات أدبية سورية ولبنانية\ ج2

17-المحرر الثقافي .ج1. (بطاقات تعريفية بكتب صدرت حديثًا)

18- تقديمات لكُتُب.

19- قراءات في الرواية الأردنية.

20- قراءات في الأدب الأردني الحديث.

21- حديث المنجز .

22- قراءات  في الشعر الأردني الحديث.

23-قراءات روائية في الأدب العالمي.

24- (بين بوابتين) رواية تسجيلية.

25- (تراجانا) رواية فنتازيا تاريخية متزاوجة مع الواقع بإسقاطاتها.

26- (دع الأزهار تتفتح) رواية بين الماضي والحاضر.

27- (زوايا دائرية) مجموعة قصة قصيرة.

28- (رؤوس مدببة) مجموعة قصة قصيرة.

29- (سراب الشاخصات) مجموعة قصة قصيرة جدا \ق.ق.ج.

30- (قيل وقال) مجموعة قصة قصيرة جدا \ ق.ق.ج.

31- (مياسم) خواطر أدب نثري.

32- (جدّي المقداد) سيرة الصحابي الجليل المقداد بن عمرو.

33- (الوجيز في الأمثال الحورانية) تراث حوراني.

34- (الكلمات المنقرضة من اللهجة الحورانية).

35- (مقالات ملفقة ج2).

26- (دقيقة واحدة) مجموعة قصة قصيرة.

37- رواية خيمة في قصر بعبدا.

38- رواية خلف الباب

39- قراءات في الأدب العربي الحديث.

40- كتاب قراءة في رواية يابانية ((1Q84 للروائي هاروكي موراكامي

41- كتاب خواطر (كيف، وكاف وياء وفاء).

42- موسوعة (دليل آفاق حرة للأدباء والكتاب العرب) خمسة أجزاء، بالتعاون محمد الأديب محمد حسين الصوالحة.

43- كتاب:  حوارات في المنفى (حوارات أدبية).

44- رواية: (بنسيون الشارع الخلفي)

45- كتاب (حوارات سورية في المنفى)

46- كتاب (صريف الأقلام) ما بين الفكرة والكتابة

47- كتاب (تغاريد) خوطر تويتريَّة

48- كتاب المحرر الثقافي ج2  (بطاقات تعريفية بكتب صدرت حديثًا)

49- كتاب حول تجربة محمد زعل السَّلوم.

50- كتاب فضاءات محمد إقبال حرب الأدبيَّة.

51- الدرُّ المكين في كتاب المساكين. للرافعي.

52- رواية "سكلمة".

53- كتاب حكي في لوحات (خواطر)

54- رواية "صندوق بريد".

55- كتاب "السيرة الروائيَّة. لمحمد فتحي المقداد"

الجوائز:

- جائزة محمد إقبال حرب للإبداع لعام 2021عن مجموعة أعماله الروائية (دوامة الأوغاد. الطريق إلى الزعتري. فوق الأرض).

-جائزة ناجي نعمان للإبداع الأدبي لعام 2025 عن رواية (بنسيون الشارع الخلفي).

 

*دراسات كتبت عن أعماله:

-بحث (الواقعية في الأدب العربي. أنموذجًا  رواية دوامة الأوغاد- للروائي محمد فتحي المقداد) تقدم به الباحث طالب عبد المهدي الفراية في جامعة مؤتة، خلال دراسته الماجستير.

-بحث تقدم به (مالك سالم الصرايرة) لنيل درجة الدكتوراه في جامعة مؤتة ٢٠١٩، تحت عنوان (انعكاس الأزمة السورية في بداية الألفية الثالثة على الأدب السوري) وأخذ أربعة نماذج روائية سورية، كانت روايتي الطريق إلى الزعتري إحداها.

 

- "أدب اللجوء" بحث كتبه الكاتب والباحث محمد زعل السّلوم، لصالح مركز حرمون للدراسات، ودخلت كتابات الروائي محمد فتحي المقداد (كتاب شاهد على العتمة, ورواية الطريق إلى الزعتري) ضمن بحث أدب اللجوء هذا المصطلح الذي قُنن نتيجة ظروف  الحرب في سوريا والمنطقة.

 

-  بحث لنيل رسالة الدكتوراه بعنوان(أثر الحرب في تشكيل صورة المرأة في الرواية السورية دراسة في نماذج مختارة) تقدمت به الطالبة: "سلسبيل الزبون" في جامعة العلوم الإسلاميّة في الأردن، وكانت رواية (الطريق إلى الزعتري- للروائي محمد فتحي المقداد) إحدى النماذج المختارة. تحت إشراف الأستاذ الدكتور: "موفق مقدادي". ومناقشة الأستاذ الدكتور: "عماد الضمور".

 

-بحث مُحكم في مجلة الرسالة للبحوث الإنسانية، جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل الجزائر، كتبته الباحثة "سعاد طبوش" بعنوان "كورونا منعرج جديد للأديب حول العالم. هاجس الخوف والضياع في قربان الكورونا. لمحمد فتحي المقداد ".

 

*بحث (الدوال غير اللغوية في مسودات روايات عربية. دراسة من منظور النقد التكويني). تقدمت به. د. أثير عبدالله بن مساعد الفالح. نشر هذا البحث في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية. جامعة الأزهر. 2024

 

*بحث في جامعة مؤتة تقدم به الباحث" طالب عبد المهدي الفرَّاية" لنيل رسالة الدكتوراه، بعنوان "الجملة المشهدية بين الشعر والرواية. بين الشاعر عبدالرحيم جداية. والروائي محمد فتحي المقداد". قام فيها بدراسة مجموعة الأعمال الروائية (دوامة الأوغاد. والطريق إلى الزعتري. وفوق الأرض).

 

*بحث في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية. تقدمت به الطالبة "أثير عبدالله بن مساعد الفالح" لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب. بعنوان (مسودات روايات عربية معاصرة من منظور النقد التكويني) وفي هذه الدراسة كانت رواية (بنسيون الشارع الخلفي. للروائي محمد فتحي المقداد) من ضمن ست روايات قامت بدراستها.

 

* كتب العديد من الدراسات النقدية عن مجموعة أعماله الأدبية المطبوعة، قدّمها أدباء ونقّاد عرب . كما صدرت له العديد من النصوص في كتب مشتركة عربيًّا، ونال العديد من شهادات التقدير، والتكريمات خلال مشاركاته من الهيآات الثقافية الواقعية والافتراضية. ونشر الكثير من أعماله في المجلات والجرائد الورقية والإلكترونية.

*له العديد من المقابلات  الحوارية التلفزيونية، على قناة الأورينت، قناة العربي وسوريا، وقناة الرافدين، وقناة الحوار، وقناة الغد وغيرها.

*وقريبًا- تحت الطبع رواية (خيمة في قصر بعبدا) دخول في محاولة إشاعة مفهوم السّلم الاجتماعي بين الشعبين السوري واللبناني على ضوء ما حصل في ظروف الحرب واللجوء، بعيدًا عن مخرجات السياسة القذرة.

-تحت الطبع رواية (خلف الباب) الخاصَّة بحياة اللَّاجئين في المخيَّم.

* عمل على جمع وإعداد (دليل آفاق حرة) للأدباء والكتاب العرب، بأجزائه الخمسة التي وثقت لألف اسم أديب وكاتب عربي، وهذا العمل يعدُّ موسوعة عربيَّة. بالتعاون مع الأستاذ محمد حسين الصوالحة من الأردن، مؤسس ومدير موقع وصحيفة آفاق حرة.

***

ملاحظة: هناك العديد من المشاريع الكتابية التي يجري الاشتغال عليها. سترى النور قريبًا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهرس

الموضـــــــــــــــــوع                                               رقم الصفحة

الإهداء  5

المقدمة  7

مهنتي حلَّاق... 10

الأعمال الروائية  17

فلسفة العناوين  27

رواية دوّامة الأوغاد  47

رواية الطريق إلى الزعتري   50

رواية خيمة في قصر بعبدا 60

رواية بنسيون الشارع الخلفي   73

رواية فوق الأرض     79

رواية سكلمة  89

رواية صندوق بريد  92

الفهرس    106

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق