الجمعة، 22 أكتوبر 2021

شهادة إبداعية لمحمد الصمادي هو الذي يرى

 

شهادة إبداعية مقدمة للأديب "محمد الصمادي"

في حفل إشهار كتابه "هو الذي يرى"

برعاية رابطة الكتاب الأردنيين ـــا ٢٨/١٠/٢٠٢١

 

   "إنّه هو الذي يرى" عنوان إشكاليّ بانزياحاته الدّافعة للتأويل. من الذي يرى؟. ومن هو القائل؟. كون القائل مجهول، وكذلك المُشار إليه أيضًا. أن تكون الكاميرا هي جواز سفر "محمد الصمادي"، وحديث الكاميرا هو تجسيد الصّورة؛ لتكون ذاكرة واعية وثّقت اللّحظة بتوقيتها، وبذلك ستُصبح وثيقةً شاهدةً لا جِدال ولا مراء فيها.

   فيقول: "عندما تصبح الكلمات غير واضحة، سأُركِّزُ على الصور. وعندما تصبح الصور غير كافية سأكتفي بالصمت!".ص54

   بالتوقّف أمام نصّ (ق.ق.ج) لـ(محمد الصّمادي)، لتتأكّد بجلاء موهبته الفنيّة المُنضافة للأدبيّة بتزاوجيّة فريدة: (عندما سأل المراسلُ الحربيُّ في جبهة القتال الجنديّ: كيف تُدافع عن وطنِكَ؟. أطلَقَ عليه الرّصاص). فالمُصوّرُ الحربيُّ مُقاتلٌ بعدسته، لإبراز الانتصارات، ورفعِ المعنويّات للمقاتل المعزول عن حياته المدنيّة دفاعًا عن وطنه وأهله.

   أمّا تقنين صورة المراسل الحربيّ في نص إبداعيّ، تكريس لبهاء ونقاء وأهميّة هذه الصّورة في الأدب.

   المُتتبّع لمسيرة الأديبِ والقاصِّ (محمد الصّمادي)؛ يلحظ بشكلٍ جَلِيٍّ موهبته الأدبيّة من خلال نصوصه القصصيّة؛ ففي مجموعته الأولى (حنين وسبعٌ أخريات)، التي يتجلّى فيها البُعد الوطنيّ والقوميّ العربيّ، وجاءت المجموعة كذلك بعنوانات لافتة للقارئ كـ(الرحلة إلى الموت) و(على سرير الشفاء) و(فرح) و(لا شيء يدوم لي) وهي مليئة بالحزن والشّجن من خلال دلالات الألفاظ على هذه الموضوعة، التي ربّما تكون متلازمة واضحة المعالم في مجموعته القصصيّة.

  ملامح شخصيّته الهادئة والثائرة في آن واحد، تتبدّى هذه الإشكاليّة لمن اِقْترب منه وعرفه عن قُرب، مُستقرئًا خلفيّته البيئيّة من طبيعة جبال عجلون؛ ليعلم مدى صلابته الداخليّة، وللجغرافيا أن تفرض دكتاتوريّتها على محيطها؛ لتخلق تاريخًا على شاكلتها من صُنع ناسها.   

 وبالانتقال إلى الجانب الإبداعيّ الآخر عند "محمد الصّمادي"، جانب الفنّان فلا أدلّ على ذلك، إلّا كالماء المنبثق من بين صخور (عجلون) الصّمّاء؛ ليُشكلّ حالة فريدة في مجال الفنّ (الفوتوغرافي)، وهو يجوب بكاميراته كافّة الأصعدة الثقافيّة توثيقًا، ليصبح مرجعًا على السّاحة الأدبيّة الإربديّة؛ وكلّل هذا الجهد إعلاميًّا من خلال موقعه الأدبيّ (مجلّة ألوان للثقافة والفنون)،لإيصال صوت مجتمعه إلى العالم الخارجيَّ.

"هو الذي يرى" هذا الكتاب الذي احتوى على مجمل من عاينوا قراءة وكتابة لتجربة "محمد الصّمادي"، وبمكافأته وردّ الجميل بالجميل، وذلك بتوثيقهم لمسيرته، وجاءت على شكل مقالات نقديّة، ونصوص برؤى أدبيّة، أو شهادات إبداعيّة، كلّها فصّلت، وأضاءت دروب تجربة "محمد الصمادي" ومسيرته المضمّخة بالعطاء، كما أنّه كوّن أرشيفًا ضخمًا امتدّ على مساحات سنوات عديدة غطّاها بصور أصبحت برسم الذّاكرة، استهلكت حياته ووقته وجهده بلا كلل ولا مللٍ، عن طيب نفس وخاطر ورضا داخليّ.

وبوصفه لكتابه، يقول الأديب الصمادي:

*"غمرني شعور أني في وطن الاستثناءات، حتّى لسألتُ نفسي كثيرًا: أأنا فِعلًا هنا؟ أم أنّي غيري على بُوابات الفرح تلك.. مفاتحهـا كـلُّ حـرف وكلمة وهمسة وصورة وذكرى قدّمْتُموها لي أعزّائي، غرسُتُموها فَسائِلَ أمَلٍ، وكبُرَت الأفكار والأبجديّات والصـُّور مـعـكـم، وزَهـوْتُ أنـا.. حتـّى مـا وسعتني أرض ولا سماء".ص5.

   أسئلة كثيرة لا أجد أية إجابات لأي منها.. عندما يكون هناك نشاط ثقافي أجدني أبحث عن مكان أقتنص فيه صورة تعبر عن حالة الشخص.. أتجول دون إرادة في وجوه الجمهور، وكثيـرا مـا أعتبرني خرجت من المعركة أو الحادثة منتشيا.. فرحا.. حائرا.. ناقما.. وراضيا.". ص7.

وللأديب محمد الصمادي العديد من الإصدارات، وهي:

-الحب للجميع والدعوة عامة. بانوراما/١٩٩٣.

-شذرات وقطوف. نثر/١٩٩٤.

-الأرض الأولى. بانوراما/١٩٩٦.

-يوميات ميت على هامش الحياة. نثر /٢٠١٣.

-حنين وسبع أخريات. قصص/٢٠١٤.

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق