تشاركيّة
الفكرة
(7)
بقلم
– محمد فتحي المقداد
بِولادة الفكرة تُصبح حقيقة ثابتة بين يديّ
صاحبها، ومالكها الأوّل المُبتكر لها؛ وسيحصل على براءة حقّ الملكيّة الفكريّة
لها، من خلال التّوثيق لها في دوائر المكتبات الوطنيّة في البُلدان المختلفة،
ويُسمح له بنشرها من خلال كتاب مطبوع للجمهور عُمومًا.
وما دامت قد أُتيحت من خلال نوافذ البيع، أو
التوزيع المجانيّ، وذلك بهدف نشرها لتعميم فائدتها المعنويّة، والماديّة لصاحبها،
والتأثير برسالتها إذا كانت تحمل مضمونًا مُعيّنًا في أيٍّ من مجالات الاجتماع
والاقتصاد والسياسة والدّين والجغرافيا والتّاريخ.
من
خلال ما تقدّم: لا يُمكن أن تكون قضايا الفكر والآداب خاصّة بمؤلّفها أو مُبتكرها،
لم يكتبها، ويعمل على نشرها من أجل نفسه، بل يقينًا من أجل الإنسان، وهو بذلك يتنازل
طوْعًا عن خصوصيّتها الحصريّة بنفسه؛ ليتشاركها مع الآخرين؛ ليتناولوها بالقراءات
والدّراسات النقديّة والتطبيقيّة.
فهم بذلك أصبحوا شركاء في الفكرة مع صاحبها
الأساسيّ، ومن الممكن أن يشتغل عليها مُشتغِلٌ،
بالتطوير والتحديث، لإنتاج واحدة أخرى تتصّل بجذورها مع السّابقة، ورُبّما تسبق
الأصليّة، وتأخذ مكانها من خلال نظريّة، أو اكتشاف جديد، وتتحوّل الأنظار، وتُسلّط
الأضواء على المُطوّر، ولا يُذكرُ أبدًا مُبتكرها الأوّل.
الفكرُ يبدأ فرديًّا، ويترعرعُ جماعيًّا، بصيغة
ما تتجاوز الحدود والحواجز والموانع؛ لتأخذ أبعادًا ومداياتٍ إنسانيّة أعمّ وأشمل،
وبذلك لا مَوْطن للفكرة، بل هي مُلْكُ البشريّة عامّة.
(من
كتابي – كيف.. كاف.. ياء.. فاء)
عمّان
– الأردنّ
ــــــا
6\ 4\ 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق