الخميس، 4 فبراير 2021

أتيكيت (كيق وكاف وياء وفاء)

 أتيكيت.. (خاطرة)

بقلم الروائي محمد فتحي المقداد (عندما يموتُ الذين رافقوني في مسيرة حياتي)، بهذه العبارة فاجأني الصديق نوران الحوراني ردًّا على منشوري: (سؤالٌ ملعونٌ مُلِحٌّ، لمن يمتلك جرأة الإجابة بصراحة: كيف تصبح كذّابًا؟). قبل طرح السّؤال كنتُ أظنّ أنّني بحاجة إلى دورات مُتخصّصة لاحتراف الكذب على أيدي دهاقنته. إجابات عديدة من الأخوة المُتداخلين، أجمعت على فكرة الاشتغال بالسياسة، وما يتعلّق بالضمير وانعدامه، كما أنّ المُجاملات الاجتماعيّة اعتبروها من الكذب، وانعدام مراقبة الله، والوقوع في حبائل الحرام والحرام. أجزمُ بأنّ خصلة الكذب مخلوقة مع كلّ إنسان، تتنازع الصدق الباطن مُنعكسًا على ظاهره، فيما هو بعلاقاته مع محيطه الداخليّ والخارجيّ. فإذا ما تغلّبت إحدى هاتين الصّفتيْن؛ فإنّه يوصَم بها؛ فمسيلمة: الكذّاب، ومحمدّ: الصّادق الأمين. ممارسة الكذب ليست عمليّة شاقّة، كما الصّدق شاقّ مُتعِبٌ بتبعاته، كما تبادليّة الكذب إذا ما انكشفت أسراره. تغليف الكذب بسولوفان برّاق (الأتكيت)؛ إعادة تسويق الكذب المقبول بطريقة احتيالية تُرضي غرور المكذوب عليه، بدون اعتراض منه، رغم إدراكه أنّ ما يسمعه كذب. وسيبقى الكذب مِلحُ الكذّابين وليس الرّجال. وعطرٌ يعشقه الحُبُّ. فالكذب صغيره أو كبيره.. أبيضه وأسوَده.. لا يُمكن أن يُجمّل بالتقيّة.. أو يُقَوقَن بأي حال، ليصبح مُشرعنًا حلالًا. من كتابي (كيف.. وكاف.. وياء.. وفاء)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق