الثلاثاء، 19 مايو 2020

إضاءة على المسابقة العربية للقصة القصيرة

 

 

 

إضاءة على المسابقة العربية للقصة القصيرة

 

بقلم – محمد فتحي المقداد

 قاص وروائي\ سورية

 

 

عهدت إليّ إدارة الجائزة العربية للقصة القصيرة، بعضويّة اللّجنة التحكيميّة، لتقيّيم النصوص، التي تقدّم بها الشباب العربيّ من مختلف البلاد، هذا الجهد ببالغ أثره في التنمية الثقافيّة؛ لدى الموهوبين من الكُتّاب، والهُوَاة للقصّة القصيرة.

وكان لي بعض الملاحظات العامّة:

شيء يُفرح القلب، ويُثلج الصّدر، مما رأيتُ من النصوص المرسلة لي، طبعًا جاءتني مُغفلة الأسماء، قرأتها كُلّها، ولم أستطع تجاوز أيّة فقرة، وهذا كان ديدني معها جميعًا.

مما أتاح لي الاطّلاع على تجارب إبداعيّة حقيقيّة، تنمّ عن تمكّن كاتبها، وعمق تجربته، ودرايته في طريقة إدارة فكرته، بأسلوب رشيق ومُميّز، يُثير مكامن التتبُّع الشيّق إلى آخر كلمة في النصّ القصصي.

جاءت بعص النصوص قويّة بفكرتها، ولُغتها، وأسلوبها. وهناك المُتوسّط، ومنها ما دون ذلك بكلّ المعايير.

وقد حددّت إدارة الجائزة للمُحكّمين (6 درجات للفكرة)، و(8 درجات للغة)، و(6درجات للأسلوب).

بالنسبة للفكرة، فهناك من الأفكار المكرورة المطروقة بكثرة، والشكوى من الغدر وهجران الحبيب. وكانت ظاهرة تستحقّ التوقّف عندها، حيث حملتها العديد من النصوص.

أمّا الأسلوب، فكما يُقال: (فإنّ لكل شيخٍ طريقته)، اختلفت معالجة الفكرة من نصٍّ لآخر، وكلّما كانت المعالجة قويّة، كانت دليلًا لي على قدرة وموهبة الكاتب، وإيصال رسالة النصّ للقارئ، المقصود الأول برسالة الكاتب التي أرسلها من خلال نصّه القصصي.

وهنا يصبح القارئ شريكًا مع الكاتب في ملكيّته للنصّ، عندما يقرأه، ويلقي شِباك النقد في لُجّته، مما يزيد اشتعال الفكرة بجمال معالجتها، وقدرتها على توصيل رسالتها.

وتبقى اللغة التي عولجت بها النصوص عامّة هي الميدان الأصعب، فقد استعصت على كثير من النصوص، بداية من إهمال علامات الترقيم، الضروريّة لاستقامة الكلام، وهناك من الكُتّاب من غفل عنها نهائيًّا، ولم يكن لها وجود في نصوصهم، مما أساء للقصة بتداخل الكلام فيها، فلا يُعرف من أين ابتدأ الكلام، وأين انتهى، وهناك جانب آخر من عدم دراية بكتابة الهمزات، وهي ضرورة بالغة الأهميّة بالنسبة للكاتب.

كما أن هناك ملاحظة عظيمة، وهي عدم التميّيز بين الفاعل والمفعول به، وهي ما جاءت بها بعض النصوص، وعدم إدراك ما يأتي بعد الأفعال الناقصة، والأحرف المُشبّهة بالفعل، كما أن الأعداد ومخالفتها أو موافقتها للمعدود، هناك عدد من النصوص لم توفق في استخدامها بالشكل الصحيح، المتوافق مع قواعد النحو.    

كما أنّ استخدام الكلمات العاميّة، كان له نصيب غير هيّن في كثير من النصوص، وهو ما أوقع القارئ مثلي في إشكاليّة فهم قصد الكاتب، وللخروج من هذا المأزق، فإن الفُصحى هي الحلّ المُرضي لنا جميعًا كقرّاء عرب.

وأخيرًا..،

فإن التأنّي على النصّ، وأخذ الفرصة الكافية، بالمراجعة والتدقيق، هو ما يصل به لشاطئ الأمان، ويكون قريبًا من فُرص الفوز بالمراكز الأولى للمسابقة.

ومن حوالي سبعة وسبعين نصًّا قرأتُهنّ، كان هناك العدد القليل جدًّا، هو الذي أتقنه صاحبه، واشتغل عليه بشكل جيّد، وهذا يعتبر نسبة ضئيلة لا تتجاوز الخمسة بالمئة. 

 

تحياتي

 

الأردن – عمّان

 23\12\2017

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق