الأربعاء، 19 فبراير 2025

حوارية مع. محمد الصمادي

 في هذا الحوار الأدبيّ العميق، يتجلى لنا الأديب والقاص "محمد علي الصمادي" كصانع للكلمات، يحمل في داخله رؤية فنية وفلسفية تتنفس من جغرافيا عجلون، تلك المدينة الأردنية التي تشكّل جزءًا من هويته الإبداعية. في هذا اللقاء، يحاوره الروائي "محمد فتحي المقداد"، ليستنطق مكنونات صاحب التجربة الأدبية الثرية، والذي يرى أن التجنيس الأدبي هو مرحلة متقدمة من مراحل الإبداع.


يقول الصمادي: "التجنيس الأدبي مرحلة متقدمة من الإبداع، حيث يخوض الكاتب والمبدع طرقًا شتى ليجد نفسه في جنس أدبي معين. الموهبة لها شأن في ذلك، ثم تأتي الحاجة إلى التجنيس فيما يجيد الكاتب بعد أن تصقله التجربة وتختمر لديه الصنعة والإبداع." 


ويضيف الصمادي أن الكاتب يبدأ عادةً بكتابة الخاطرة، ثم يجرب القصة القصيرة، وبعد تجارب كثيرة في هذا المجال، قد يجد في نفسه القدرة على كتابة الرواية. وفي الشعر، الأمر كذلك، حيث يبدأ الكاتب بالكتابة النثرية، وإذا امتلك المعرفة ودرس الشعر بحرًا وصنعة، فإنه يجول في أنواع الشعر ويكتب ما يتمكن منه. 


ويشير الصمادي إلى أن الانتقال من جنس إبداعي إلى آخر قبل أن يبدع الكاتب فيه قد يكون مثالبًا تؤثر في مجمل الشخصية المبدعة. ومع ذلك، فإنه يرى أن الأجناس الأدبية ليست منغلقة على نفسها، بل يمكن أن تختلط، فمن كتب في القصة شعرًا، ومن كتب شعرًا في رواية، ولكل منا رأي ومذهب.


في هذا الحوار، يتطرق الصمادي أيضًا إلى فصل من روايته التي تحمل عنوانًا فلسفيًا طويلًا، وتتناول قصة بطلها "ياسين"، وهو شخصية مصورة أعمى، لكنه يرى برؤيا فلسفية عميقة. الرواية تتكون من مقاطع متعددة وطويلة، تعكس رحلة ياسين في الحياة والفلسفة. 


يقول الصمادي: "ياسين هو شخصية تحمل في داخلها تناقضات كثيرة، فهو أعمى في الواقع، لكنه يرى بعين البصيرة ما لا يراه الآخرون. روايته هي رحلة في أعماق النفس البشرية، وفي الأسئلة الوجودية التي تشغل الإنسان منذ القدم."


في نهاية الحوار، يترك الصمادي القارئ مع فكرة أن الإبداع ليس محصورًا في جنس أدبي واحد، بل هو رحلة مستمرة من الاكتشاف والتجريب، حيث يجد الكاتب نفسه في كل مرة أمام تحديات جديدة، وأسئلة تحتاج إلى إجابات، سواء كانت تلك الإجابات في القصة، الشعر، الرواية، أو حتى في النقد الأدبي. 


هذا الحوار يقدم لنا لمحة عن عالم محمد علي الصمادي الإبداعي، الذي يعيش في تفاصيل الجغرافيا والتاريخ، ويصنع من الكلمات عوالمًا جديدة، تلامس القلب والعقل معًا.


الروائي محمد فتحي المقداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق