حوارات
سورية في المنفى
الروائي
محمد فتحي المقداد
يحاور
الفنان
والكاتب "عماد عبدالله المقداد"
التقديم:
كيف
لحوار أن يتمَّ مع "عماد عبدالله المقداد"، و أن يمضي بعيدًا عن
روح المكان وجاذبيته، دون الانطلاق من جوار الرَّاهب، وموطِئ قدم النبيِّ محمد صلى
الله عليه وسلم؟. مضى ومضيتُ معه فرارًا
من جحيم الحرب، وكيف الحنين يتأجَّج فيه شوقًا لذرّة من ترابها؟.
عماد
ابن السنابل. أحد ابناء مدينة بُصرى الشام أقصى جنوب سوريا. حمل إرثه العابق
بالحضارة، المُثقَل بصخب التّاريخ. يليقُ بابن هذا كلّه؛ أن يكون واجهة ثقافيَّة
عالميَّة طافحة بالحبِّ، والعطاء للإنسانيَّة جمعاء.
تفرَّد
من جيل كادح خارج السِّرْبِ. يعمل ليبقى شامخًا بشموخ سنابل حوران؛ فكان هو الجيل
بأكمله، حمل بقلبه هموم وطن جريح؛ فوقف واستوقف معه، ليعلنها شعرًا، ولوحات فنيَّة،
وكُتُبا تعليميَّة، وألحانًا بالصَّوت والصُّورة.
بلا
شكٍّ. أنَّ ضيْفي على منصَّة حوارات سورية في المنفى "عماد عبدالله
المقداد". هو حالة فريدة بمواهبه المُتعدّدة، وما زال في قمّة النمَّاء
والعطاء، وبإصرار على تجاوز العقبات، وتمهيد الطَّريق من أجل المستقبل.
أسئلة
الحوار:
*س1*
عماد المقداد الفنان والكاتب المُتعدّد المواهب الفنيّة والأدبيّة. شخصيَّة
مُتشابكة بتعالقاتها ذات الأبعاد والامتدادات، تتعدّى حُدود مألوف الموهبة. جمهورك
وقراؤك يريدون التعرُّف إليكَ عن قُربٍ. كيف ستُقدِّم نفسكَ لهم، وعلى طريقتك.
عماد
المقداد هو الإنسان الباحث عن الحقيقة والجمال بكل الصور وبكل الأشكال، وربما تعدد
المواهب جاء من الطفولة مبكراً، واستمر اخلاصي لهذه المهارات وشغفي بها على مدار
سنوات حياتي، وتطورت مع الوقت ومع الحدث الذي يسيطر على حياتي من غربة وهجرة وما بينهما،
لذلك عندما جاءت لحظات الاحتراف والتصدر كنت بفضل الله على قدر حمل المسؤولية .
*س2*
تعدديّة المواهب المُتفجّرة في صدر شخص واحد، مثل عماد المقداد. فمن الرّسم إلى
الغناء والإنشاد والتلحين، إلى الكتابة الأدبية والتعليمية. لا شكّ بأنّنا أمام
حالة فريدة في ظروف استثنائية. كيف استطعتَ الجمع بين هذه المسارات المختلفة
المُتباينة؟. مع ضيق مساحة الوقت المُتاحة لكلّ هذا، ومع تقدّمك بالعمر، والعمل
لاكتساب لقمة العيش. لو سمحتَ أضِئْ هذه الزاوية المهمّة في شخصيّتك بالطريقة
المُحبّبة إلى نفسك.
أحب
التغيير والتجديد دائماً، وتطوير المهارة كي لا أشعر بالملل من حدود معينة، لذا أبحث
عن تقنيات جديدة باستمرار، حتى إذا أتقنتها خرجت لمهارة أخرى، وكله يسبح في ملكوت
واحد، وهي أساليب وتعابير متداخلة .
وقضية
الحالة الفريدة ربما لأنني منذ صغري لدي فرط نشاط ذهني (ADHD)، حتى أثناء النوم، وكون عملي في الحقل الفني الشامل يتطلب
التمرين المستمر على هذه المهارات وأحيانا الحاجة للاكتفاء الذاتي تدفعني لذلك، مع
العلم أنني أحب العمل الجماعي.
*س3*
قُربي وقرابتي منكَ بمسافة سمحت لي بمعرفة الكثير عنكَ. ولكننا في حوار أدبي، من
المُفترض بي سؤالك: عن معلمك وملهمك الأول في الفن والموسيقى والرسم؟. وما أثر ذلك
وانعكاسه على مسيرة حياتك؟.
أفهم
ما ترمي إليه، لأن من تقصده لنا ذكريات جميلة معه وهو (الخال) ابن عم والدتي.
الفنان الشامل الراحل أبو السعود المقداد. أول حالة فريدة أعايشها شخصياً، وتتتفح عيوني في
مدينتي على أعماله المبهرة في شوارع المدينة وألوانه الجذابة، وخياله الرصين،
والذي زرع بي اللمعان الأول والإعجاب بهذه اللوحات الإعلانية منذ فترة الصبا
الأولى، والتي كانت تملأ مدن حوران في فترة الثمانينيات بالذات، ولأنه استفرد على
الساحة في تلك الحقبة، فكان السند الفني الأول، علميّاً وتقنياً، ومعلم وموجه، ولا
أنكر أيضا أستاذنا ومعلمنا أيضا في فترة الإعدادي الفنان والخطاط الراحل. علي
الحليم المقداد. رحمهما الله تعالى وغفر لهما .
مما
لا شك فيه أن هذه الشخصية الفريدة المتعددة المشارب الفنية والأدبية والمسرحية،
والتي عايشتها عن قرب كان لها أثر محوري في حياتي العملية وربما الشخصية وربما
اليوم نحمل الكثير من سماته .
*س4*
أستطيع وصفك الفنان الملتزم. الملتصق بقضايا أمته وشعبه. فما هو نصيب الثورة
السوريّة المجيدة (ثورة الحرية والكرامة 2011) من فن عماد المقداد المسموع
والمشاهَد والمقروء؟.
(الثورة
السورية) وهو المصطلح المتداول لحالة الهيجان الشعبي والمظاهرات ضد الظلم والفساد،
بدأ التفاعل الفطري معها منذ اللحظات الأولى، فقد كنت أمتلك في دمشق استديو
للتسجيل الصوتي، وخلال نزول أولى قطرات الدماء في حوران كنت أؤلف وألحن عمل موسيقي
بعنوان (جرحك يا حوران)، وبعدها أرسل لي من البلد أخي أبو عبدالله المقدادي
الباحث المعروف. وعبر الإيميل عدد من
القصائد باللهجة الدارجة وأنجزتها بوقت سريع، وتم تداولها على نطاق ما، وطبعاً
أدركت بعد سنوات أن هذا كان عملاً انتحاريًّا، ونحن نقيم بقلب دمشق، وأتنقل بينها
وبين مدينتنا (بصرى الشام) عدة مرات، وأشكر الله كثيراً أنني لم أتعرض للاعتقال
بسببها، والآن أتساءل كيف قمت بهذا العمل حقاًّ، ولكن الله قدر ولطف.
وطبعا
كنا نخرج بمظاهرات في حي الميدان مع أصدقائنا المتحمسين، وبعدها الجميع يعلم ما
حصل تعرضت كل البيوت لنكبة وشهيد وهدم ووووو أشياء كثيرة أنتم أكثر من أرخ لها، وحين
خرجت من حوران باتجاه الأردن وجلست في مخيم الزعتري قمت بإنشاء موقع للرسم
الكاريكاتوري والذي كنت أتفاعل فيه مع الأحداث اليومية ولاقى قبول لدى جمهور
الثورة .
ثم
لاحقاً توقفت، لأن سقفي كان أعلى من سقف الثورة، فقد كنت أنتقد الأخطاء والممارسات
المحسوبة على الثورة نفسها، ثم صنعت موقعًا آخر لرسم شهداء مدينتي لحظة استشهادهم،
كنا نرسمهم بالدموع والألم .
ثم
انتقلت لعمان وبدأت أطور من مدرسة التجريد الفني وأجري تجارب متطورة بحكم خبرتي
الطويلة بالرسم والجداريات، فأقمت عدة معارض مشتركة وفردية ربما أهمها معرض (قارئة
الفنجان) في محافظة الزرقاء، والذي لخصت من خلال لوحاته الكثير من قضايا
الثورة مثل لوحة (الظل الأبيض) اللوحة الأشهر والتي أصبحت غلاف لإحدى
رواياتك ، ولوحة الديكتاتور، ولوحة وجوه رمادية وكثير من الأعمال أرخت لهذه
المرحلة .
ثم
أدركت بعقل متزن أن الأمور أعظم بكثير من إمكانياتنا وصراخنا فاتجهت ثورتي للبناء
الذاتي وتأليف الكتب في الإبداع و أدب الطفل، وطبعا تربية الأولاد وبناء نشء جديد
متغير، (إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وربما مع
الإطالة بدأت تحدث سُنّة الاستبدال ونخسر الكثير من الناس، فكان يتوجب عليّ أن
أحرف بوصلتي اتجاه البناء، بعيدا عن زعيق ونعيق وصراخ المتسلقين بدون جدوى، ناهيك
عن الفساد الذي استشرى في جسم الثورة وأوقفها عند حدود معينة.
ولاحظ
اليوم: ولهذه اللحظات التي أكتب بها ما زلنا نُراوح، وتُراوح الثورة معنا لم تنته
الأمور كما يشتهي الشعب ويحبُّ، وقد تحولت الثورة إلى فتنة (وهو المصطلح الشرعي)
.
*س5*
سننتقل في حوارنا هذا إلى ساحة ورحاب الكتابة. فقد صدر في مجال الشعر ديوان نثري
بعنوان (نغيمات الرحيل2020)، وآخر بعنوان(ابن الشتاء) ما زال مخطوطًا. هلّا
حدّثتنا عن محاورهما الرّئيسة والمواضيع التي من خلال تريد إيصال رسائلك
للمُتلقّي؟.
ديوان
نغيمات الرحيل هو انعكاس للسنوات السبع الأولى من الثورة السورية جمعت به كل ذكرياتي
ويومياتي الشعرية الموزونة وبعض الكتابات النثرية وبعض من الشعر العمودي، وربما
تنحصر قيمته في تأريخه وتوثيقه لهذه المرحلة.
الديوان
يتكون من (150) صفحة من القطع الصغير، وموجود على بعض المواقع العربية، وموقعي
الشخصي، أما الديواني الثاني (ابن الشتاء) ربما يكون أكثر حرفة ونضوج وعمق ورؤية،
وقد انتهى منذ فترة ولكن فضلت أن أحتفظ به كمخطوط حتى أستنفذ مقدرتي الشعرية،
والتي لا أنوي أن تأخذ وقت أطول، لأن الشعر بوجهة نظري حاجة فطرية وتأريخية ولست
على نسق دائم معه، وقد قلت كل ما أريد وأنتظر قضايا قليلة وأختمه وأطرحه.
*س6*
عملت في تدريس فنون الخط العربيّ والرّسم وورشات عمل خاصّة للأطفال الهُواة
والموهوبين. ما الذي أضفته لهم؟. وما الذي أضافوه لك من خلال تعاملك مع جيل مختلف
عن جيلكَ بمسافة زمنية واسعة، واختلاف طرائق التفكير بين جيلين على طرفي نقيض؟.
صحيح
بالأمس ختمت دورة وخرجت طلاب جدد لدي، وقد شعر الطلاب بمشاعر الحزن لانتهاء
الدورة، كما شعرت أنا بنفس الشعور لتعلقي بطلابي، فأنا ولله الحمد ما زلت أحمل الكثير
في شخصيتي من نزعات الطفولة، وربما يكون هذا ما أضافوه إليّ ( الاحتفاظ بروح
الطفولة ) .
ورغم
سيرتي الحياتية المريرة والتي تحمل الاغتراب واللجوء والكد والتعب وغيره، إلا أنني
ما زلت أعيش بذات النفس البريئة التي حملتها طفلاً، لا تحمل الخبث في التفكير أو المواقف
وردّات الفعل كما يفعل البعض، وتعتمد العفوية والصدق، نعم كسبت منهم الاحتفاظ بالفطرة
ولكن بحذر وخبرة .
واقترابي
من الأطفال ونجاحي في التعامل معهم، لأنني عملت في جداريات المدارس منذ ثلاثين
عاما وكنت أتعامل معهم باستمرار وبشكل يومي، وربما فعلا زادت عاطفتي عندما أصبحت
بهذا السن والخبرة وتوقي الفطري للأحفاد.
*س7*
من المُلاحظ توجُّهك لأدب الأطفال فقد أنتجتَ سلسلة (يوميات نانا للصغار. ستّة أجزاء.
عبارة قصص ٢٠٢٠) وكتاب (الفنان الصغير2021).
كتابَي(حروفنا العربية) و (English letters) منهاجي تعليم الحروف العربية و الإنكليزية للأطفال.
ففي رأيك أيّهما الأجدى والأهم: الكتابة للصغار
أم للكبار؟، وهل كان الشاعر السّوريّ "سليمان العيسى" مُصيبًا في قراره؛
حينما تحول لشاعر الأطفال الأهمّ عربيًّا بعد هزيمة حزيران 1967؟.
طبعا
مصيباً 100 % لأنه حفر اسمه في وجداننا منذ الصغر، وقد ذكرتُ في الإجابة على
السؤال الأول ربما أنني اتجهت في ثورتي للبناء الداخلي وتكوين الثورة البنائية
الخاصة، وتوافقا مع سني وخبرتي، آليت على نفسي أن أتجه للكتابة لأفرغ هذه الخبرة
لتستفيد منها الأجيال القادمة.
ورأيت
أن البناء مع الصفحة البيضاء للطفولة أهون وأكثر دواماً وفائدة زمنية، وأكثر عمقاً،
فأنت تحفر بالصخر (أليس يقولون العلم في الصغر كالنقش في الحجر)، و في جلسة مع
كبار الشعراء صرَّحوا بأن الكتابة للصغار أصعب من الكتابة للكبار، لأنه مطلوب منك أن
تصيغ لهم السهل الممتنع البسيط والأسلوب الميسر والعمق بنفس الوقت، هذه رسالتي
باختصار مع الصغار وأدبهم .
*س8*
صدر لك مؤخرًا كتاب (أسس العمل الإبداعي 2022)، وكتاب (اللغة البصرية) في تعليم
مبادئ الرسم. هل تعتبر نفسك مُعلّمًا أم فنّانًا أم كاتبًا؟، وأين يجد "عماد
المقداد" حقيقته بين هذا كلّه؟.
(الباحث
عن الحقيقة والجمال ) بكل أشكالها هو الأقرب لنفسي، فأنا فنان أولاً، وأصبحت كاتباً
بعد أن اكتسبت خبرة حياتية من خلال الفن الذي تعلمت أن يكون انعكاس لمضامين ثقافية
وحياتية متنوعة، ثم أصبحت معلماً بعد أن أصبح لدي مضمون نفعي أقدمه.
والفن
أتاح لي الخيال والمراقبة أيضاً والقدرة على التأمل بعمق شديد، وكأنني أرسم لوحة
دقيقة التفاصيل ولكن بالوصف الكتابي، لذلك أجد حقيقتي بالبحث المستمر عن الحقيقة
ولا أتوانى أن أصدح بها.
لدي
برنامج أسبوعي كل يوم جمعة الساعة العاشرة مساء اسمه (برنامج منارات مستقبلية)،
أستضيف به أخي الباحث (أبوعبدالله المقدادي) على قناته في حوار حول قضايا عديدة،
وكانت لدينا بالأمس حلقة امتدت لثلاث ساعات، وجدت حقيقتي أيضا وحقيقة خلق الله
تعالى لنا، وذلك من خلال البحث العلمي والشرعي وإسقاطاته على واقعنا المعاصر،
وتعلم قد ورثنا هذا الحب من والدي رحمه الله، وجدي العالم (عثمان المقداد) ، ولا شك أنني استفدت طبعا
من خبرة أخي الباحث وعلمه الغزير، وكل هذا أشعر به بالاطمئنان وأجد به ذاتي .
*س9*
هذه الأيّام نحن في الذكرى الثانية عشرة من انطلاق ثورتنا السورية (15/3/2011)، في
ظل الاختلافات والاختلاطات والمؤامرات والانكسارات، والأوحال الماديّة، والنفسيّة،
والروحيّة للسوريين في الداخل والخارج. فهل برأيك هذه هنا نهاية المطاف، والعودة للمُربّع
الأول الذي انطلقنا منه؟، وهل هذه نتيجة منطقيّة لحجم التضحيات الضخمة التي
قدّمناها من أجل حريّتنا؟.
كما
يقولون بالدارج (تعلمنا من كيس أنفسنا) ومن تضحياتنا الكبيرة واكتشفنا حجم الخداع
في هذا العالم، وحجم المؤامرات أنك يجب أن تبقى تحت مسمى (العالم الثالث) وليس
الثاني حتى، وهذا التصنيف وحده يحمل الكثير من الاحتقار للشعوب الذين كانوا هم
المسؤولين عن توصيلهم لهذه الحالة بالأوحال المصطنعة.
مؤكد
ليس هذا نهاية المطاف، بل أؤكد من خلال الدراسات أننا على شفا مرحلة انتقالية
كبيرة تنتهي بها سلطة الحكم الجبري العاليمة وسلطة قرن الشيطان الإقليمي والذي
تحالف على إهلاك الأمة بتزوير الدين، وتصدير حياة استهلاكية تامة تجعلنا نعيش في
جحر الضب النجدي مدد طويلة، نأكل بعضنا ونجاهد بعضنا ونقتل بعضنا البعض.
قد
يكون ما حصل نتيجة طبيعية لحجم الفساد والإفساد وليس لحجم التضحيات، فبالتضحيات
تقوم الأمم وتُبنى من جديد، وكلما طال أمد التضحيات كبرت التربية.
*س10*
ما هي رؤيتك لمنتج الأدباء والكتاب السوريين في المنافي بمختلف تجنيساته؟. وهل
نستطيع وصفه أو تسميته بأدب الثورة السورية؟. وهل لك توصيفه برؤيتك الشخصية؟.
مؤكد
أن الناتج ربما تعرض للغربلة والتحولات توازياً مع ما حصل، ويحدث خلال الـ 12 عاما
المنصرمة، وكنتيجة ستفرز الظروف الجيد من الهزيل، ويبقى الأكثر صدقاً والأكثر
نقاءً، والأوسع رؤية،
الأدب
هو أدبنا وهو نتاجنا ويوسم بأدب الثورة السورية لأنه نتاج لهذه المرحلة الزمنية من
الفتنة ووضوح الرؤية، وطبعا كلمة الفتنة لها مدلول واسع وأستعملها بهذا الغرض، أي
تمحيص الناس وافتتانهم ليخرج منهم زيافهم، ويبقى صفوة الصفوة الذين سيقيمون الدولة
القادمة والتي مؤكَّد ستتغير معه خارطة المنطقة وتعود بلاد الشام كتلة واحدة، بعد
أن تتفكك وتتشرذم إلى قبائل (وهذه سمتنا التاريخية) وليست غريبة علينا، حتى يلتئم شمل
لأمتنا العربيَّة الموَحَّدة.
*س11*
حدث تغيير ديمغرافي داخل الوطن. بينما خارج الوطن، اللاجئون لا خيارات أمامهم إلا
بانتظار العودة، أو إعادة التوطين في بلاد مختلفة الثقافة والأديان والعادات
والتقاليد. فهلّا بوقفة للتأمّل: نحن أمام معضلة وجودنا أو عدم وجودنا، وقضية
انتمائنا لسوريا وللعروبة والإسلام. فماذا لو أدليتَ بدلوكَ في هذه القضايا
السّاخنة؟ وماهي أمنيتك لسوريا المستقبل؟.
وجودنا
باقٍ بشهادة القرآن والسيرة النبوية ووعد الآخرة، وهذه الأمة التي تعرضت للتمحيص
هي من سيحمل الراية غداً، ونحن اليوم لنا من النبوة قدوة وأسوة حسنة في هجرته
وإعادة بنائه مدة لا تقل عما نحن به اليوم، ثم عاد فاتحاً، وكل الأنبياء الكرام
تجد في سيرتهم شيء من هذا الذي نحن به اليوم، لذلك أنا اليوم غير قانط وغير يائس،
بل أؤكد على السنن الكونية التي وضعها الله في الأرض في تعامله مع أنبيائه وشعوبهم..
سوريا المستقبل لن تكون كما هي اليوم مؤكد ذلك.
*س12*
عماد المقداد. بكلمة أخيرة ما مشاريعك المستقبلية؟. وأين تريد الوصول؟.
مشاريعي
الحالية واستكمالاً لفكرة الفنان الشامل الذي لا ييأس عن اقتحام كل جديد، وتعلم
أنني درست الموسيقى صغيراً وأعشق التلحين منذ فترة صباي الأولى ولم أتوقف عن هذه
الهواية وكان لدي استديو في الشام والكويت كما أسلفت، وانقطعت عن ذلك بسبب الحالة
التي وصلنا لها في الهجرة وأيام الضنك.
اليوم
أفتتح استديو جديد من خلال عملي، وأعود لتسمعوا أعمالاً موسيقية احترافية بإذنه
تعالى تحمل القيم والمضمون الجيد، لعلها تساهم في طرد القبيح وإن بنسبة 1 بالألف،
كل أذن تقومها بلحن أصيل تطرد تلقائيا النشاز السمعي الذي تعودته الأذن العربية
اليوم . وللزمن دورات يدورها وبإذنه تعالى نحن مع دورة الأصالة الفكرية والثقافية
والأدبية والفنية، نقوم على القطعة التي نستطيع تأديتها بواجبنا اتجاه هذه الأجيال
التي هي أمانة في أعناقنا، أن نقدم لها كل ما هو أصيل وينتمي لتراثنا وحضارتنا حتى
وإن كانت قطعة موسيقية . وأختم .. وأريد تقديم عميق شكري الجزيل لهذه اللحظات التي
استدرجتني بها لأتكلم بصدق مع صديقنا وحبيبنا وقدوتنا في العمل والكد والبناء .
بوركت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
..*..
**
بطاقة تعريفية "عماد المقداد"
-
عماد عبدالله المقداد/ تولد دمشق/١٩٧٠
-
خريج جامعة دمشق/دبلوم كهرباء/١٩٩٣
- *العمل الأساسي* : رسام جداريات متفرغ منذ ١٩٩٣
حتى اليوم .. رسم الآلاف من الجداريات التعليمية المدرسية ولوحات الطبيعة في عدة
دول الكويت والشام والأردن .
-
فنان تشكيلي مشارك بمعارض عديدة تجاوزت 25 معرض نال عنها التكريمات .. أهمها
المعرض الشخصي الثالث بعنوان ( قارئة الفنجان ) في البيت الأدبي للثقافة
والفنون/أحمد أبو حليوة/ والذي قدمت فيه دراسة مفصلة من الناقد الأردني/ عبدالرحيم
الجداية وكان أشبه باحتفالية امتدت لست ساعات ..
-
كُتب في أعماله التشكيلية مقالات ودراسات في عدة صحف عربية ومحلية .. جمعت في
إصدارين من 350 صفحة ..
-
معلم مادة الرسم بمركز الأمل للتعليم
التأهيلي/ ٢٠١٨ - ٢٠٢٠
-
تولى تحكيم مسابقة منتدى الجياد السنوية للفن التشكيلي ٢٠٢٠
-
أديب ومؤلف في الفكر الإبداعي وباحث في علم الاسكاتولوجي وقضايا الساعة ..
-
رئيس تحرير مجلة نورك الثقافية
الالكترونية المتنوعة (صدر منها 11 عدد ) ..
*أهم
تكريماته* :
-
أوسكار جمعية نجم العربية الدولية عن مرور 30 سنة على احترافه العمل الإبداعي وتم
بحفل إشهار آخر إصداراته ( أسس العمل الإبداعي) في المكتبة الوطنية/ عمّان / 2022
-
وثيقة اتحاد شركاء النجاح الدولي / المكز الثقافي الملكي/ 2021
-
درع الثقافة والفن / مقدم من الفريق الإبداعي الأردني /2022
* *إصداراته من الكتب* :
في
*الأدب والشعر* :
-
ديوان (نغيمات الرحيل)2020
-
ديوان ( ابن الشتاء ) مخطوط جاهز
*في
مجال أدب الطفل*:
-
سلسلة (يوميات نانا للصغار) ٦ اجزاء قصص ورقية ملونة ٢٠٢٠
-
كتاب ( الفنان الصغير) ٢٠٢١
-
عدة مخطوطات تحت التحضير مجموعة للأطفال ( ديوان براعم النور - كتاب تغاريد صامدة
( نظرة في أدب عبدالكريم نعسان) - تنمية مهارات الطفل الإبداعية)
و
*صدر إلكترونياً للأطفال* :
-
كتابَي(حروفنا العربية) و (English letters) منهاجي تعليم الحروف العربية و الإنكليزية للأطفال ملون ..
*في
الدراسات الإبداعية والفنية* :
- كتاب (دراسات وقراءات تشكيلية )دار
الصايل/٢٠٢١
-
كتاب (أسس العمل الإبداعي)/٢٠٢٢
-
كتاب ( اللغة البصرية) في تعليم مبادئ الرسم /٢٠٢٢
-
*صدر إلكترونيا* :
-
كتاب أمثال وأشكال( تراث حوران الشعبي) 2022
-
كتاب (ملامح النسيج التشكيلي) 2022
*جميع
الكتب وإصدارات أعداد مجلة نورك متوفرة إلكترونيا (pdf) على موقع الفنان وبعضها مجاني* https://emadworld.com/
* *لقاءاته* :
-
( الرافدين - أوريينت - الجسر - أبو ظبي - الشارقة - الغد - التلفزيون الأردني-
التلفزيون العربي ) ولقائين إذاعيين مع (الإذاعة الأردنية - وإذاعة مجمع اللغة
العربية ) ..
*
*دراساته الخاصة* :
-
دراسات شرعية في الفقه والعقيدة ودورة سنة في الأوقاف ٢٠١٠
-
دراسة الهندسة الصوتية وإدارة الاستديو ٤ سنوات كورسات على النت / ٢٠٠٢م والمقامات
الموسيقية و له عدد من التجارب والإصدارات في مجال الإنشاد للأطفال وأوبريت
بمناسبة المئوية الأردنية ..
*لقبه*
: يلقبه أصدقاؤه ( الفنان الشامل )
..*..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق