الاثنين، 30 مايو 2022

علاء الأديب شاهد على العتمة

 شاهد على العتمة

مجموعة من المقالات التي كان يكتبها مدونا لتأريخ حقبة مريرة من الزمن شاهدا عليها .
كان المرفأ الأخير في حينها ملاذ تلك المقالات التي أثارت إعحابي لمضامينها الحية التي تزخر بالأحداث المحيطة ببلد تربطني به علاقات لا يمكن ان تحد بحدود.
أضف إلى ذلك الأسلوب الأدبي الملفت الذي كتبت فيه.
سكنتني هذه المقالات و جعلتني افكر مليا في تخليدها كجزء مهم من تاريخ بلد عربي ذاق ما ذقناه في العراق .
كنت أعلم يقينا بان رغبتي كانت رغبة كاتب تلك المقالات في ان تطبع وتنشر .لكن الظروف الصعبة التي كان يعيشها الكاتب
في مخيمات النزوح تحول مؤكدا دون تحقيق تلك الرغبة المشتركة.
فلم ادخر وسعا في تحقيق رغبتي ورغبة صديقي واخي الاديب السوري محمد فتحي المقداد في طباعة واشهار كتابه البكر شاهد على العتمة.
وقد حدث ذلك فعلا.
وبقيت محتفظا بهذا الكتاب حتى شاءت الاقدار ان يكون طريقي إلى تونس عام 2015 عبر المملكة الأردنية الهاشمية التي اختارها صديقي للإقامة فيها.
حملت له جميع النسخ التي طبعت في العراق وهبطت بها هناك واتصلت به كي يحضر لتسلمها. فكان اللقاء الاول بيني وبينه. وبينه وبين مولده البكر الذي طال انتظاره.
كنت أحدق بعيني صديقي وهو يتلقى بين يديه ذلك المولود المنتظر.
ادركت من خلال ما قرات في عيونه بان سعادة الانسان يمكن ان تبرعم وتكبر و تترعرع حتى في واقع مليء بالوجع.
فشعرت من خلال شعوره بانني قد أديت شيئا من رسالة الأديب التي أحملها مضمونا ولقبا.
أما صديقي فقد ظل محتفظا لي بهذا الى يومنا هذا لأنه ببساطة انسان وفي صادق في مشاعره أمين في خلقه.
على عكس العديد ممن مددنا لهم أيادينا فما كان لنا منهم الا الجحود و النكران.
وليس ذلك بضائرنا مادامت الأيام شاهدة علينا وعليهم فدائما هناك شاهد يشهد وتأريخ ينطق.
أقول لصاحبي...إن كنت كريما معك مرة ..فقد كنت كريما معي مرات ومرات. ولا ينكر المعروف إلا من لا أصل له .
ستبقى وأبقى ويبقى كل مخلص وأمين وصادق شاهدا على زمن العتمة والانحلال والانحطاط.
ولك من قلبي تحية اخ مخلص.
علاء الاديب
تركيا ..سامسون
29/5/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق