* كيف تقدم نفسك كإنسان لجمهور المتلقين..؟
- كما يقول صديق أثير لدي..
"متجول اجمع الآهات من فوق الحناجر..أجمعها واسافر..كل باكِ هو اهلي.."-د. عبد الحميد محادين.
- أنا أنسان ما زلتُ برّياً، عابر للجغرافيا وجدانياً، وللثراء رقمياً، وموغل في الأبجدية الأنثى حوارات وتنوع أذواق.. لذا فأنا منحاز لقيم الجمال معنى ومبنى وبكل صنوفه في سنام هذا الجمال الملوّن المرأة الآسرة كالمواعيد المرتقبة والمؤجلة الحضور، إلهامًا إبداعاً وتدفقًا، وأعلن دائماً: وبكل وعيي بأنّني متواطىء مع الأمكنة وقيعانها المراهقة منها، أو العبقريّة على حدٍّ سواء، مع انحيازي لقاع المدن الحبلىُ بكلّ مدهشٍ غالباً.
- أنا شخص يؤمن بمسامّات الأشياء والأفكار معاً، فما زلتُ المؤذّن في حواس المثقف والمبدع البريّ، بأن يكون مسامياً شفيفًا في قراءاته، وأفكاره وابداعه، ومباضع نقده.
- أنا امتداد الأبجديات، واللهجات، وأسئلة الوعي الواخزة، التي لا تؤمن بالركود، فمن لا يتقدم يتاخر عقلا وممارسات حياتية اشمل .
- انا مواليد الكرك/الأردن بطيني النهر ، المؤابيون، الانباط، مؤتة، هية الكرك بالمعنى الجغرافي المُحبب، ومع هذا ما زلت احاور هولاء كي ازداد علما من معانيهم الضافية والولودة بالنيل والارتقاء ؛ الشهداء، المعلمون، الفلاحين والعسكر، وافواج الطلبة والخريجين من مدارسنا وجامعاتنا. لكني مع هذا ايضا انا ابن امي/وامنا هذه البسيطة"الارض" و نتاجا استشرافيا لتجارب الانسانية في سعيها الدائم منذ الازل، لترويض فجور الطبيعة وبوهيميتها التي تهدد حياتنا، بوساطة العلم واساليبه المتنوعة في الحِفاظ على الإنسان الذي كرمه الله عز وجل في العقل ووجوب تفعيله.
- انا ابن وفيّ للرويد والهجيني المتصاعد ثقة، وتفاؤل كسنابل الاحلام المرتقبة القِطاف في فضاء قرانا التي تغفوا كعاداتها الحميدة مبكرا استعدادا للنهوض مبكرا للصلاة وانبلاج النهار.
- انا الشاهد على فرح الفلاحين إذ يفتضون الارض البِكر في م اسم الزرع تِلماً بجانب تلِم وكانهما زوجين مراوغين وواعدين تمهيدا لاخصاب البذار في رحمها بكرم المطر من لدن إله بلاد الشام بعل.
* كمتخصص بعلم الاجتماع كيف تؤطر شخية الاردنيين ، ؟.
الاردنيون النشامي والنشميات هم اهلنا، لهم من طبائع المغالبة اكثر من قيم الحوار، منحازون للصرامة اكثر من تمثلهم للدعابة، يمليون للتجاوز على ما هو عام بحكم فروسية تربيتنا تاريخيا والتي ما زالت حاضرة على هيئة "بدوي صغير" كامن بدواخل كل منا مع الاحترام ؛ فقِلة الماء، وسعة الصحراء، ووعورة الجبال، ووجع الهجرات والحروب في هذا الاقليم، وكثرة السفر والاختلاط مع الاقوام واللغات الاخرى، وكرم العطاء ؛ كلها عوامل ساهمت في تشكل سمات شخصيتنا الحادة والجامعة كاردنيين في آن من مختلف المنابت والاصول بالمعنى الدستوري للمواطنة. اذن ؛استطيع القول نحن جٍماع التنوع الانساني، و نحن من فرائد المجتمعات تسامحا ، تنوع افكار ،بناء وتضحيات عبر الاجيال، صبر وعطاء.
* تجاذبنا بين العالم الافتراضي والواقعي.
- لنعترف اننا نعيش كأردنيين صدمة حضارية قوية، جذورها عولمية السيادة والتواصل، وظاهرها التكنولوجيا كايدلوجيا غربية المركز والمآلات.فحالة الدهشة والدوار القيمي تتسيدان عناوين نفوسنا وسلوكاتنا المعبرة عن هذا الدِوار، فنحن من البلدان التي تنشر فيها ادوات التواصل الاجتماعي كأحد اذرع التكنولوجيا ، ولكننا مازلنا نتحادث مع بعضنا عبر الهاتف الخلوي وكأننا كما لو كنا في الخلاء ،و نتشارك مع الالاف من الاصدقاء لحظيا وبكل اللغات المترجمة ومع هذا نشهد وجود لخطاب الكراهية بين ظهرانينا للاسف، وكاننا نجوب العالم الافتراضي يوميا مع ذلك لم تتسع مداركنا الجمعية بأن التكنولوجيا التي نتعامل فيها طوال الوقت هي اداة ايدلوجية ايضا والتي تستعملها الدول المتقدمة لاعادة تضبيط تنشئتنا افرادا وشعوبا حسب المقاسات العولمية في بلدانهم التي تاسيد العالم دولارا واقتصادات ، وانماط متعددة للحريات حياة فردية، واضعاف علاقات الشعوب بالاديان والجغرافيا ببلدانهم، من هنا برز ما يمكن فهمه علميا وفكريا من مفهوم "المواطن الكوني" اي الذي سيعيش موزعا بتبعيته وضبابية معرفته كمواطن معولم بين "الارض والفضاء" معا وعبر التكنولوجيا وعبر ثقافة الصورة على وجه التخصيص..لذا ما ان يطفيء اي منا جهاز حاسوبه بعيد انتهائه من متابعة فلم او مشاهد اباحية مثلا من التي حُرم منها في مجتمع نام ِ حتى يعود لصدمة واقعه القامع له وحتى لحريته في التخيل او الافصاح عن غرائزه وعواطفه او حتى نقده للكثير من المسلمات التي لم تُختبر، او لم تثبت صحة مضامينها في عالم آخذ بالانقلاب المتنام على اية مسلمات على مسرح هذه الحياة باستثناء حرية الانسان الذي نتمنى ان يبقى انساناً.
*الكورنا كتحديات كونية، اردنيا كيف يمكن قراءتها بروفيسور؟
-اجتهد هنا قائلا، ان جائحة كورونا احدى اغصان او مراحل تطور العولمة، ولكن بعناوين صحية.
تشير بعض الدراسات ةن هذا الفايروس قد خُلق مخبريا بنسبة مئوية متوسطة بتشارك ما بين الصين وامريكا، مع اختلاف مبررات واهدف كل منهما وان كانت التجارة وزيادة مراكمة الراسمال النقدي هي الجذر لامريكا كقاىدة للعولمة، والاستفادة الصينيوة من زيادات الطلب على السلع والخدمات الطبية والدوية بالنسبة للصين، رغم ان جوهر النظام السياسي داخل الصين مازال اقرب الى الاشتراكية، لكن المصالح الممارسة راهنا تتقدم على الافكار النظرية هنا او هناك.
اذن أردنينيا وكجزء متأثر من العالم اكثر مما هو مؤثر فيه، لابد من التذكير ان الاشهر الاولى للجائحة قد شهدت تماسكا واضحا بين المواطن والحكومة جراء كِبر التحدي للجائحة، والغموض المعرفي العالمي لجوهر واساليب الوقاية من هذه العدوى المرضية الظاهر وتلاقتصادية الباطن وهي العابرة للاشخاص واللغات والاديان وللجغرافيا كالعولمة تماما لانها تهدد حياة الانسان اي كان معتقده او تواجده.
اذن ، لقد ترتب على هذا التحدي الذي استطاعت دولتنا الاردنية الحد من انتشاره وتحويله احيانا لفرصة نوعية لتصدير الخبرات وهذا يجب تثمينه مدنيا وعسكريا بكل فخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق