السبت، 15 أغسطس 2020

المحامي ابو غانم. كتب

 كتب الأستاذ المحامي محمد الغانم أبو غانم.. عن الروائي (محمد فتحي المقداد) 

___----____

*لاجئ سوري حوّل المحنة إلى منحة ونقل في حقيبته وجيوب معطفه الممزقة  تراث بصرى الشام والشام وفي الطريق وعلى وقع القصف والرُعب طارت ذكرياته الورقية أدراج الرياح لكن  تلافيف مخه النظيفة احتفظت بتفاصيل وشيفرة المكان ...*


*حطّ رحاله بمخيم الزعتري حيث الغبار والزوابع وهجير الصيف وحرّه والرمال المتحركة والصحراء الممتدة وضيق الأُفق وقسوة العيش ...*  


*لم يستسلم ولم يرفع الراية ولم ينتظر طويلاً هبات وأعطيات المحسنين ولم يقف على أبواب الجمعيات ولم يتسول في الطرقات أو ينصب ويحتال بل شحذ الهمة وفعّل الإرادة ورقص فوق الرمال وجعلها صديقة وأيقن بأن التكيّف ضرورة والضعف والاستكانة عار وشنار وأن بصرى ستعود وإن طال الزمان وما بصرى إلّا من الشام والشام تبدأ من الشام نفسها وتمر بالقدس وبيروت وتحط رحالها بعمان ولبصرى شقيقات من مرضعة رومانية جرش وأم قيس وبيت راس وطبقة فحل وغيرها وكذلك أخت كبرى لأب عربي اسمها البتراء العظيمة ...*


*نهض اللاجئ من قمقمه وسنّ مقصه وبدأ يزيّن للناس رؤوسها وذقونها مقابل أن يحصل على ما ينفق به على أسرته وبرع في عمله وبات له زبائن يقصدونه لا بقصد الحلاقة والتزيين فقط وإنما للاستمتاع بحديثه، والسعيد من وقف أديبنا أبو هاشم فوق رأسه لدقائق يقص له شعره ويقرأ عليه ترانيم الأدب. *


*ماذكرناه هو مقدمة لرسالة بالغة الوصف خطّها أديبنا بثقة وتؤدة حتى بات صالون حلاقته مزاراً وملتقى عشاق الأدب كالعقاد ومي زيادة وما أن تدخل دكانه المتواضعة حتى تواجهك الكتب متشابكة ومعلقة كـ حدائق عدن.*


*لأديبنا الفذّ زوايا وحوارات أدبية نقدية على منابر ثقافية وخدمات مكتبية من طباعة وتنسيق ومراجعات إملائية ولغوية ونشاطات على دوريات متخصصة ومجلات وصحف  وكذلك اصدارات ومقابلات ولقاءات وكتب مطبوعة منها :*

*- رقص السنابل.*

*- كرسي الاعتراف.*

*- إضاءات أدبية.*

*- الطريق إلى الزعتري( رواية ).*

*- خيمة في قصر بعبدا ( رواية ).*

*- دوّامة الأوغاد ( رواية ).*

 *وأخرى عديدة في طريقها إلى الولادة.*


*ألف تحية لأديبنا الروائي السوري الكبير  محمد فتحي مقداد أبو هاشم ولكل لاجئ رسم طريق عودته بعرق وجهد وصبر .*

*#خربشات_أبو_غانم*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق