مقدمة كتابي (بتوقيت بصرى)
اضبطوا بوصلتكم وعقارب ساعاتكم وتقويمكم ومواعيدكم ومشاعركم على توقيتها.. فأنتم في بصرى..!!
أليس غريبًا هذا الطلب..!!؟
ربّما يعيش أي فرد منّا مئة عام، ولا يتعرّض لمثل ذلك.
لماذا بُصرى..؟
هي صخب التّاريخ وعبق الحضارة. حملت اسم أمّها الشّام إكرامًا وحُبّا.
لا غرابة إذا علمنا أنّ كلمة (بصرى) الحصن القويّ المنيع.
أزعمُ أنّ جدّي لأمّي بنى مضافتَه الشّهيرة في المكان الذي وطِئته القدم الشريفة للنبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسّلم.
ذات أمسية زعم صديقي الشّاعر (عبدالرحيم جداية): "أنّ الملك الحارث فرح لمولدي" .
فيها قبر أبي وأمّي، وأجدادي وآبائهم منذ فجر التّاريخ، شواهد قبورهم مكتوبة، كما [كتب العرب الأنباط شاهدًا لقبر ملك من ملوك اللّخميّين يُسمّى امرؤ القيس بن عمرو، وأرّخ بشهر (كسلول) من سنة ٢٢٣م بتقويم بصرى، وهو يوافق شهر كانون الأول (ديسمبر) من سنة ٣٢٨م.وبصرى بحوران في الشام عاصمة الأنباط الشمالية]*.
فالتّقْوِيمُ : حساب الزمن بالسنين والشهور والأيّام، حسب التَّقْويمُ الهِجْرِيُّ والميلادي.
و تَوْقِيتُ العَمَلِ وضَبْطُهُ حَسَبَ أوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ.
بُصرى الشام أو بتسميتها العثمانيّة (بصرى أسكي شام) وهي مرتفعة مقارنة بمحيطها، فأضيفت لها كلمة (أسكي)التركيّة لتمييزها. ومنذ فجر التاريخ قائمة جغرافيًّا ومأهولة مثلها مثل مدينة جرينتش الإنجليزيّة لها توقيتها، فتَوْقِيتُ غِرِينِتْش (الإستعماري): تَوْقِيتُ خَطِّ الزَّوَالِ (الظَّهِيرَة)، وَهُوَ خَطٌّ أصْلِيٌّ عَالَمِيٌّ يَمُرُّ فِي مُسْتَوى قَرْيَةِ غرِينتْش الإنْجلِيزِيَّةِ.
لهذه الأسباب وغيرها جاءت فكرة عنوان الكتاب (بتوقيت بُصرى)، كلّ ما قيل في كفّة، وذكريات طفولتي في الأخرى، وأعتقدُ جازمًا أنّها راجحة على ما تقدّم.
وَهجُ العنوان الرئيسيّ أثناني عن اتّخاذ عناوين فرعيّة لكل أقصوصة في الكتاب؛ فجميعها مُكتسية خوفًا وذُلًّا.. دموعًا وحزنًا.. يأسًا وقهرًا.. ظلامًا وسِجنًا.. رقيب وعتيد يُحصي الأنفاس ويعُدّها.
فحجارتها كالبشر تروى الكثير من الأساطير وتداعب خيال الزائر ومشاعره.
ثمَّ التَقَيْنا فَلَا وَالله مَا سَمِعَت ...
أُذنى بأحْسن مِمَّا قد رأى بَصَرِي.
(من)* صَفَائِح بصرى (حين)* أخلصتها قُيُونُها*.
الروائي/ محمد فتحي المقداد
________
_*المصدر من كتاب (الشعر الجاهلي للدكتور شوفي ضيف ص٣٥)
-*ما بين القوسين كلمة (من - حين) إضافة مني لبيت الشعر ليتوافق سرديّا مع محيطه.
-* صفائح: سيوف - قيون جمع قِنْ وهو العبد المملوك.
اضبطوا بوصلتكم وعقارب ساعاتكم وتقويمكم ومواعيدكم ومشاعركم على توقيتها.. فأنتم في بصرى..!!
أليس غريبًا هذا الطلب..!!؟
ربّما يعيش أي فرد منّا مئة عام، ولا يتعرّض لمثل ذلك.
لماذا بُصرى..؟
هي صخب التّاريخ وعبق الحضارة. حملت اسم أمّها الشّام إكرامًا وحُبّا.
لا غرابة إذا علمنا أنّ كلمة (بصرى) الحصن القويّ المنيع.
أزعمُ أنّ جدّي لأمّي بنى مضافتَه الشّهيرة في المكان الذي وطِئته القدم الشريفة للنبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وسّلم.
ذات أمسية زعم صديقي الشّاعر (عبدالرحيم جداية): "أنّ الملك الحارث فرح لمولدي" .
فيها قبر أبي وأمّي، وأجدادي وآبائهم منذ فجر التّاريخ، شواهد قبورهم مكتوبة، كما [كتب العرب الأنباط شاهدًا لقبر ملك من ملوك اللّخميّين يُسمّى امرؤ القيس بن عمرو، وأرّخ بشهر (كسلول) من سنة ٢٢٣م بتقويم بصرى، وهو يوافق شهر كانون الأول (ديسمبر) من سنة ٣٢٨م.وبصرى بحوران في الشام عاصمة الأنباط الشمالية]*.
فالتّقْوِيمُ : حساب الزمن بالسنين والشهور والأيّام، حسب التَّقْويمُ الهِجْرِيُّ والميلادي.
و تَوْقِيتُ العَمَلِ وضَبْطُهُ حَسَبَ أوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ.
بُصرى الشام أو بتسميتها العثمانيّة (بصرى أسكي شام) وهي مرتفعة مقارنة بمحيطها، فأضيفت لها كلمة (أسكي)التركيّة لتمييزها. ومنذ فجر التاريخ قائمة جغرافيًّا ومأهولة مثلها مثل مدينة جرينتش الإنجليزيّة لها توقيتها، فتَوْقِيتُ غِرِينِتْش (الإستعماري): تَوْقِيتُ خَطِّ الزَّوَالِ (الظَّهِيرَة)، وَهُوَ خَطٌّ أصْلِيٌّ عَالَمِيٌّ يَمُرُّ فِي مُسْتَوى قَرْيَةِ غرِينتْش الإنْجلِيزِيَّةِ.
لهذه الأسباب وغيرها جاءت فكرة عنوان الكتاب (بتوقيت بُصرى)، كلّ ما قيل في كفّة، وذكريات طفولتي في الأخرى، وأعتقدُ جازمًا أنّها راجحة على ما تقدّم.
وَهجُ العنوان الرئيسيّ أثناني عن اتّخاذ عناوين فرعيّة لكل أقصوصة في الكتاب؛ فجميعها مُكتسية خوفًا وذُلًّا.. دموعًا وحزنًا.. يأسًا وقهرًا.. ظلامًا وسِجنًا.. رقيب وعتيد يُحصي الأنفاس ويعُدّها.
فحجارتها كالبشر تروى الكثير من الأساطير وتداعب خيال الزائر ومشاعره.
ثمَّ التَقَيْنا فَلَا وَالله مَا سَمِعَت ...
أُذنى بأحْسن مِمَّا قد رأى بَصَرِي.
(من)* صَفَائِح بصرى (حين)* أخلصتها قُيُونُها*.
الروائي/ محمد فتحي المقداد
________
_*المصدر من كتاب (الشعر الجاهلي للدكتور شوفي ضيف ص٣٥)
-*ما بين القوسين كلمة (من - حين) إضافة مني لبيت الشعر ليتوافق سرديّا مع محيطه.
-* صفائح: سيوف - قيون جمع قِنْ وهو العبد المملوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق